لا يعتذرون
محسنون لصوص: ونحن في أواخر شهر رمضان الكريم، وعلى عتبات عيد الفطر تكثر صناديق طلب التّبرّعات في المساجد ومنها المسجد الأقصى المبارك باسم الفقراء والمحتاجين والأيتام، وينتهي الشّهر الفضيل كما انتهى في سنوات سابقة، ويبقى الفقراء والمحتاجون في فقرهم وعوزهم، لكنّ النّعمة تظهر على كثيرين من "فاعلي الخير" وطالبي التّبرّعات.
يختلفون في كلّ شيء: في الشّهر الفضيل يكثر من يُفتون بعلم ودون علم، حول إخراج صدقة الفطر بشكل عينيّ" صاع واحد من قوت البلد، من أرز أو برّ أو تمر أو غيرها من قوت البلد" أو تدفع نقدا. ويحضرني هنا الاختلاف أثناء حرب اكتوبر 1973 التي أشغلت الرّأي العامّ العالميّ وسيطرت أخبارها على وسائل الإعلام العالميّة، بينما "علماء الأمّة انشغلوا بعد أن قام طبيب بزرع قلب لإنسان حول: إذا زرعنا قلب "كافر" لمسلم، فهل يصبح صاحب القلب المتوفّى مسلما لأنّ الإيمان في القلب وقلبه "أسلم" بزراعته في جسد مسلم؟ وهل يكفر المسلم المتوفّى إذا زُرِع قلبه في جسد غير مسلم؟
لا أفهم: تُنشر على صفحات التّواصل الاجتماعيّ التي ساوت بين العالم والجاهل صور لمصلّ وهو يصلّي أو يعتكف في المسجد الأقصى، فما المقصود من ذلك؟ فهل هو يعتكف ويصلي عبادة لله أم رياء أمام النّاس.
وينطبق هذا على من يتفاخرون بإقامة موائد الإفطار في بيوتهم الفاخرة أو في أحد المطاعم أو الفنادق، ويدعون إليها إليها نُخبا من ذوي الشّأن غالبيّتهم لا يصومون، ولا يدعون إليها فقيرا صائما، فينشرون صور موائد تحوي ما لذّ وطاب من الطّعام، فماذا يقصدون بذلك؟
لا يعتذرون: بعض الأنظمة العربيّة أحزاب وتنظيمات الإسلام السّياسي شاركت في الحرب الكونيّة التي شّنتها اسرائيل وحلف الناتو بقيادة أمريكا على سورية؛ لتطبيق المشروع الأمريكي "الشّرق الأوسط الجديد"؛ لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ، ولم يرفّ لهم جفن وهم يشاركون في تدمير سوريّة وقتل وتشريد شعبها، وكذّبوا على العامّة فصدّقهم الجاهلون وكانوا وقودا للحرب ظنّا منهم أنّهم يجاهدون في سبيل الله. وعندما ظهر الحقّ وزهق الباطل، لم يُكلّف أحد منهم نفسه أن يعتذر عمّا ارتكبه من جرائم بحقّ سوريّة والأمّة. ورحم الله ابن خلدون الذي كتب في مقدّمته قبل حوالي ألف عامّ:" إذا أردت أن تثير فتنة لا نهاية لها تستّر بالدّين."
فلتت الصّيدة: قال حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السّابق قبل أكثر من عام أمام وسائل الإعلام:" أنّهم أنفقوا 137 مليار دولار لتمويل الحرب على سوريّا، لكنّ الصّيدة فلتت"! لكنّ سموّه لم يذكر من أمروهم بدفع هذه المبالغ الباهظة، ولمصلحة من، ولم يذكر أنّ حكومته من أوائل المطبّعين مجّانا مع اسرائيل التي تحتلّ الأراضي العربيّة.
وسوم: العدد 1028