جمال الدين الأفغاني حسب الوثائق وصمته عن الاستدمار الفرنسي للجزائر

sgsfggs1034.jpg

الكتاب: "جمال الدين الأفغاني، مراسلات ووثائق لم تنشر من قبل"، ترجمها عن الفرنسية وقدّم لها الأستاذ: إبراهيم عوض، مكتبة زهراء الشرق، 1996، من 101 صفحة.

جمال الدين والدولة العثمانية:

وعد العثمانيون بتسليم جمال الدين إلى إيران في انتظار توفّر الظروف.

سعى العثمانيون لتسليم جمال الدين إلى الحدود الإيرانية ليقتل، فتستريح إيران والعثمانيون منه.

يعتبر العثمانيون جمال الدين بأنّه شرير.

أقول: ممّا فهمته من الرسائل أنّ الدولة العثمانية كانت تريد قتل جمال الدين على الحدود التركية الإيرانية حتّى لاتتحمّل دمه، ولا يكون لإيران السّبق في قتله.

جمال الدين وإيران:

هدّدت إيران الدولة العثمانية إن لم تسلّم لها جمال الدين الذي تعتبره مجرما.

لم يكن السلطان العثماني متحمّسا لتسليم جمال الدين إلى إيران حتّى تتضّح له الرؤية جيّدا.

يبدو أنّ الوزراء في قصر الدولة العثمانية كانوا متحمسين جدّا لتسليم جمال الدين إلى إيران.

سافر جمال الدين إلى بوطرسبج بجواز سفر إيراني.

طلبت الدولة العثمانية من إيران تسليم جمال الدين.

وافقت الدولة العثمانية على تسليم جمال الدين وسجنه بإيران.

ترى إيران أنّ جمال الدين فارسي الجنسية، ويحمل جواز سفر فارسي، ولذلك تطالب من الدولة العثمانية بتسليمة. والدولة العثمانية لاترى أنّه فارسي، ولذللك لاتستعجل في تسليمه.

يمتاز بصلات قوية مع الشيعة والسنة معا.

اتّهمته إيران بقتل الشاه إيراه ناصر الدين، وهو الذي قدّم السّلاح للقاتل مرزا رضا.

جمال الدين والدول:

انتقل من إيران إلى روسيا ثمّ فرنسا.

ذهب إلى بلاد فارس في معية الشاه. وفرّ بعدها إلى بغداد، ثمّ إنجلترا، ثمّ إلى استنبول بدعوة من السّلطان.

قالت عنه الشرطة الفرنسية: جمال الدين له عشيقة، وقبيح الوجه، وحالته المالية مزعزعة.

حاولت كلّ من بريطانيا، والعثمانيين، وفرنسا، وإيران استخدام جمال الدين لأغراضها ، وضرب دول منافسة عبره.

طردته أفغانستان، وطردته انجلترا من الهند خوفا على المسلمين.

انتقل إلى تركيا، وأصبح على علاقة وثيقة بـ"تركيا الفتاة"، وبالتّالي الماسونية. وأبعدته انجلترا من هناك إلى مصر. وأسّس في مصر "مصر الفتاة"، وكانت ماسونية، وتحمل ثلاثمائة عضو 300.

أقول: مواقف جمال الدين متقلّبة، وغير ثابتة، وغير مؤتمن في مواقفه. فهو مع هذه الدولة ضدّ تلك، ثمّ يتصالح مع عدو الأمس ضدّ ضدّ صديق الأمس وهكذا.

معلومات عامّة عن جمال الدين:

بعد فراره من مصر ومكوثه في الحجاز ستّة أشهر، كانت النّتيجة مطالبة الحجازيين بالاستقال عن تركيا، ومناهضة الحكم التركي.

كان يتحدّث عدّة لغات. وكان يتحدّث العربية جيّدا، وساهم في الحروب الأهلية التي مزّقت القبائل الأفغانية قبل أن يسافر إلى المشرق العربي.

لم يكن يعرف من الفرنسية غير كلمات قليلة يستعملها بمهارة.

كان رجلا عزب. وهذا غريب في المشرق العربي.

أصيب جمال الدين بالسرطان.

استدعى جمال الدين محمد عبده من بيروت حيث كان كان منفيا.

تمّ تضخيم جمال الدين في باريس على أنّه محرّر الشعوب، وطارد الإنجليز والأوروبيين من مصر. وفي الحقيقة كان يستيقظ على الحادية عشر صباحا. كيف لمن كان هذا حاله أن يقيم ثورة؟.

صمت جمال الدين عن الاستدمار الفرنسي للجزائر.

أقول: لم يتحدّث جمال الدين الأفغاني عن جرائم الاستدمار الفرنسي في الجزائر، ولم يتطرّق للجزائر أيّام الاحتلال الفرنسي -وإلى أن تكذّبني الأيّام-.

السّبب -حسب قراءتي-، أنّ جمال الدين أقام بفرنسا، وأنشأ بها جريدته "العروة الوثقى"، وكانت له علاقات قويّة مع ساسة فرنسا، وتلقى منها الدعم والنفوذ، وغضّت فرنسا الطرف عن معارضته للإنجليز، وباركته، ومنحته كلّ الدّعم ليهاجم منافسها الإنجليزي.

وكردّ للجميل، فضّل جمال الدين -حسب قرءتي- التزام الصّمت تجاه جرائم الاستدمار الفرنسي ضدّ الجزائر، والجزائريين واكتفى بما يسعد فرنسا وهو معارضة، ومهاجمة الضّرّة الإنجليزية، والصّمت تجاه جرائم فرنسا المجرمة في الجزائر.

بما أنّ محمّد عبده كان الزّميل اللّصيق بجمال الدين، فإنّي مازلت أتساءل -ودون إجابة- عن موقف محمّد عبده من الاستدمار الفرنسي؟ وما زلت أبحث -ودون إجابة- عن زيارة محمّد عبده للجزائر سنة 1903، أي أيّام الاستدمار الفرنسي.

قلتها، وأعيدها: أقرأ للشخصيات الجزائرية، والعربية، والإسلامية، والغربية من خلال موقفها من الاستدمار الفرنسي للجزائر -وأيّ احتلال-، والثّورة الجزائرية. وعلى أساس موقفها يكون موقفنا بشكل علني، وواضح، وثابت، ودون تراجع.

أضيف: ممّا فهمته من الرسائل أن جمال الدين حارب الاحتلال البريطاني لمصر والسّودان، لكنّه لم يتحدّث عن الاستدمار الفرنسي للجزائر، لأنّه كان مقيما بفرنسا، وينشر عبرها، ويتلقى دعمها، ويقف معها ضدّ الإنجليز. وقد تساءلت من قبل عن أسباب صمت الأفغاني عن الاستدمار الفرنسي للجزائر.

وسوم: العدد 1034