كنت أستعد لأكتب عن الطفلة الشهيدة السعيدة "ليلى"..

الطفلة السعيدة الفقيدة الشهيدة من بلدة سرمين، شرقي إدلب  التي اغتالتها قذائف بشار الأسد في مأمنها بين أفراد أسرتها أمس..

كنت أستعد لأكتب فإستدعي حضوركم، وحضورَ كل ذي قلب،  في حضرتها البهية "ليلى" الحفيدة الجميلة التي تنشب في جسدها الغض مخالب "الأسد" وليس الذئب هذه المرة.

عندما كنا أطفالا كنا نستعيد حكايتها مرة بعد مرة، تحت عنوان: ليلى ذات الرداء الأحمر..

ولتودع الأسرة السورية الواحدة الابنة والحفيدة والشقيقة، حيث تمزق أنياب الأسد، الجسد الغض الرهيف..

أخطر الجنايات التي يرتكبها الإنسان في فضاء الحروب، حين يحول عديد الضحايا إلى أرقام "طفلة سورية تقتل" في قصف أسدي على بلدة سرمين شرق إدلب.

قال البشير لسيدنا يوم عمر وهو يبشره بنصر معركة "نهاوند- فتح الفتوح" وما قتل بعد استشهاد النعمان بن مقرن رضي الله عنه، من وجوه الناس أحد يعرف!! فاشتد بكاء عمر وقال: وماذا يفعلون بمعرفة عمر بهم!! ألا يكفي أن يعلم بهم من رزقهم الشهادة. لتبقى عقيدتنا في الشهادة وفي كرامة الشهداء أبلغ أسباب العزاء!!

كل الذي أحاوله أن يتصور أحدنا نفسه أبا أو جدا أو أخا في هذه اللحظة هناك، أو تتصور إحدانا نفسها هناك اما أو جدة أو عمة أو خالة ساعة أنشبت أنياب الأسد في الجسد الغض..

وداعا ياليلى، وسكب الله السكينة في قلوب الأهل والأقربين..

دفق سيال من الأسئلة لا بد أن يقرع عقولنا وقلوبنا؟؟ ونحن نستقبل مثل هذه الوقائع، ونحن نودع مثل هؤلاء الأحباب..

وبينا أنا أحاول أن أطرح بعض الأسئلة التي صرت أظنها أكثر حرمة، وأكثر تبعة؛ من نحو : هل حقا ثرنا لنتحول من تحت الدلف إلى تحت الميزاب، من ظل البوط الأسدي إلى ظل تلك التي زعموا…

بينا أنا أحاول جاء الخبر الذي ما زال ساخنا، ولم تلملم المصادر  ذيوله بعد: القصف بالمسيرة أو المسيرات، على الكلية الحربية في حمص، في حفل تخرج الطلاب ولا أريد أن أقول الضباط!!

وأول سؤال سد مجال الرؤية أمام باصرتي: هل لو كان بشار الاسد حاضرا حفل التخريج هذا، كان الوصول إليه سيكون بهذه السهولة؟؟

أو أن وراء الأكمة ما وراءها؟؟

فكروا معي للحال وللاستقبال!!

قلبي مفطور منذ الأمس مع أسرة الحفيدة الصغيرة "ليلى أحمد المصري".. وما يزال مع كل شهيدة وشهيد.

شهداؤنا ليسوا أرقاما، ودماؤنا ليست مباحة..

وأنا سوري يسأل: بأي ذريعة تستباح دماء السوريين!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1053