زاوية علمية لم نتعلمها من دراستنا بل تعلمناها من تكنولوجيا القيادة الحكيمة : ما هي البراميل الأسدية المتفجرة؟

أعزائي القراء…

ماهي البراميل الاسدية؟

هي براميل  ذات سماكة معقًولة لتتحمل حمولة تصل ل1000 كغ .يتم حشوها بمتفجرات خام وتلقى من طائرات هليكوبتر لإحداث تأثير مدمر خاصة بالمدنيين والمنشآت المدنية طوال الحرب على الشعب السوري ،  وقد قدر عددها بحوالي 100 الف برميل اسقطت على كافة المحافظات السورية ونالت حلب الشرقية منها حوالي8000 برميل ومن هذه الأحياء حي جب القبة والقطانة والذي ناله حوالي  1000 برميل .ومن ضحاياه بيت جدي الاثري القديم والحارة باكملها .

هذه البراميل لها قابلية تدمير عالية، كما أنها أرخص من حيث الكلفة بكثير من القنابل الموجهة أو الذكية أو حتى القنابل القديمة التي استخدمت  من الطائرات  المروحية في الحرب العالمية الأولى ، فهو سلاح همجي  لا دقة له على الإطلاق ، وتعتبر  البراميل  الأسدية عشوائية إلى حد كبير وهذا ما يهم النظام السوري لأن هذه البراميل أينما سقطت فقد ادت واجبها  بتدمير المدن وقتل المدنيين .حيث الغاية من إستخدامها هو إحداث أكبر ضرر ممكن في المدينة وسكانها.

الحشوة:

المادة الرئيسية لحشوة  البراميل الأسدية هي مادة نترات الامونيوم المعالجة والرمز الكيميائي لها  NH4NO3 وهي عبارة عن بلورات ملحية تتكون من الأمونيا، وحمض النتريك تنصهر عند درجة حرارة 170  درجة مئوية، وهي مادة قابلة للذوبان في الماء بدرجة عالية،

تستخدم نترات الأمونيوم بشكل أساسي في صناعة الأسمدة والمتفجرات، ويحتوي الصنف التجاري منها على نسبة نيتروجين تصل إلى 33%، كما تستخدم أيضًا لزيادة معدل انفجار أنواع المتفجرات الأخرى مثل النيتروجليسرين عند صناعة ديناميت الأمونيا، بالإضافة إلى العديد من الاستخدامات الأخرى.

وحيث أن لنترات الأمونيوم قابلية  عالية للانفجار عند تسخينها في مكان مغلق، فقد فرضت اللوائح الحكومية الكثير من القوانين الضابطة لشحنها وتخزينها. 

لا تحترق نترات الأمونيوم بسهولة إلا إذا كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال ومخزنه في مكان مغلق لفترة طويلة.

التخزين الاولي لنترات الامونيوم:

في الفترة من حرب الأسد على الشعب السوري  بين عامي 2012 و 2019 كان الأسد بحاجة لكمية  كبيرة من هذه المادة لاستخدامها في البراميل المتفجرة فكانت أسهل طريقة وابعدها عن المراقبة استيرادها عن طريق شريكه بالاجرام حسن نصر الله حيث أنه يسيطر على لبنان كما أنه يحتفظ بمستودع خاص له في ميناء بيروت ورقمه 12 لايقترب منه أحد بحجة دواعي أمنية لمنع انتقال أي (معلومة للعدو الاسرائيلي!!!) وهي الحجة التي كان حلف المقاومة والصمود يستخدمونها في التصرف بحرية في لبنان وسوريا

 كشف تقرير لمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي من  أن "كمية نترات الأمونيوم التي انفجرت في العنبر رقم 12 تُقدر بحوالي 552 طنا بينما الشحنة التي تم تفريغها عام 2013 كانت تبلغ 2754 طنا. فاين اختفت هذه الكمية الصخمةً؟  

إذن نستطيع القول أن حوالي 600 طن والمخزنة لفترة طويلة بالمستودع  رقم 12 وبطريقة سيئة وبشروط لاتناسب تخزين النترات أدت إلى اشتعالها ثم انفجارها لتدمر ميناء بيروت والمنطقة المحيطة بها وهي تعادل قدرة 700 برميل أسدي  منفجرة معاً، اي بمعدل حشوة ثلاث أرباع عدد البراميل  التي استخدمت في  تدمير المنطقة الشرقية من مدينة حلب . 

بعد انغجار بيروت ،  أصبح الامر مكشوفاً تماماً ، حيث كانت شاحنات الصمود والتصدي تنقل بحرية مادة نترات الامونيوم لمستودعات النظام  لتغطي احتياجات  المجرم الاسد من هذه المادة الخطرة. 

هل هناك مواد إضافية تدخل في تركيبة براميل الأسد؟:

هناك كميات مساعدة على الانفجار واخرى مساعدة على إحداث أكبر ضرر بالمواطنين ومنها قطع زجاجية وقطع حديدية كالمسامير والصواميل ومواد جارحة اخرى وكذلك بعض القنابل الهجومية .

ماهي آلية دفع هذه البراميل إلى هدفها ؟

الآلية كما ظهر في فيديو من صناعة أحد المشتركين في رمي هذه البراميل من طائرة هليكوبتر هي فتح باب الهليكوبتر حيث بجلس وراء البرميل عسكري، وعند إعطائه الإشارة برمي البرميل  فيكفي دفعه برجله ليتدحرج  خارج الطائرة عشوائيا ً ويسقط فوق مدرسة أو مستشفى أو سوق تجاري أو بناء سكني أو مسجد ،،، لايهم،  المهم ان يكون هناك ضحايا من الأطفال والنساء والرجال ، فهذه التكنولوجيا الاسدية هي السلاح المفضل للأسد لكثرة الضحايا والتي بلغت حوالي 400 ألف ضحية جراء قصف البراميل فقط. مما جعل نتين-ياهو يستخدم التكنولوجيا  الأسدية في عمليات قصف المدنيين في غزة، فالمدرسة واحدة والهدف واحد والمؤامرة واحدة. 

(الفقرة التالية نقلاً من مقالة للأستاذ زهير سالم): 

…. وأخيراً  : أعذروني إذا قلت لحفيدي الطفل السوري من حقك أن تعرف يا ولدي لماذا يقتلونك ويقتلون إخوانك ويقتلونك أخواتك ، ولماذا قتلوا أباك وعمك وابن خالتك وابن عمتك ..

من حقك أن تعرف لماذا دمروا داركم و حارتكم وقريتكم ومدينتكم ، ومن حقك أن تعرف لماذا يقصفونكم بطائراتهم ومدافعهم ودبابتهم ، لماذا يقتلونك أنت وكل الذين رأيتهم صرعى مضرجين بدمائهم على الأرض حولك أو على شاشات التلفزيون في نشرات الصباح أو المساء .

يجب أن تعرف - يا ولدي - أن هذه الطائرات التي تحمل إليك وإلى إخوانك الموت والحقد مملوءً ببراميل الحقد ، هي ليست طائرة بشار الأسد وحسن نصر الله وخمنئي وبوتين وحدهم ، فهذه الطائرة ما كان لها أن ترتفع شبراً على الأرض لولا موافقة الأمريكي والفرنسي والإنكليزي والألماني ولولا موافقة كل أصحاب العمائم والقلانس من شركاء صناع السياسة أو عملائهم .

يجب أن تعرف - يا ولدي - لأنك إن لم تعرف فسيظل مسلسل القتل يعرض عليك وعلى أجيال ممن سيأتي بعدك  كمسلسل باب الحارة  ليس في كل رمضان ، بل على مدار الشهور والأعوام  ..  مسلسل القتل الذي انطلق من دير ياسين وقبية وحيفا ويافا وعكا ثم مر على حماة وحلب وجسر الشغور واليرموك وعلى تل الزعتر والكرنتينا وعلى صبرا وشاتيلا وعلى قانا وعين الحلوة والذي يستمر عرضه الذي تشاهده اليوم  ممتدا من غزة هاشم إلى شهباء سيف الدولة مرورا بكل قرية وحي وبيت .

وسوم: العدد 1061