لغز الدم الهندي: مع إسرائيل وضد «الحوثي»… مفاجأة «اليابان» السيئة… وقريبا في الخليج «هز الشماغ بحنية»

طوال الوقت وأنا أحاول التدقيق ثم فهم تلك الصورة التي تستدعيها خلف الأخبار القناة الإسرائيلية 12 باعتبارها دليلا على «تضامن الشعوب الحرة» مع الكيان ضد «الإرهاب الفلسطيني»؟!

أربعة جنود هنود حضروا لفلسطين من أحد أزقة دلهي على الأرجح، ثم قتلوا في غزة، وهم يحاربون «إرهابنا»، قبل أن تتصدر صورهم شاشات التلفزة الإسرائيلية، أثناء نقل الجثث بطائرة خاصة لدفنها قرب أحد المعابد الهندوسية.

أثارتنا تلك الروابط بالأحرف بين مفردتي «يهودية أو صهيونية وهندية»، خصوصا بعدما سلط تقرير لـ«الجزيرة» على المرتزقة «بتوع الكيان» الضوء على ما يسمى بـ«الكتيبة الهندية».

لماذا ترسل الهند أصلا كتيبة لمواجهة الشعب الفلسطيني لصالح الكيان المعتدي والمحتل؟!

ونحن أطفال كنا في حالة «إدمان» على أفلام زينات أمان وريشي كابور وما زلت بعد45 سنة أذكر بحنين فيلم «قمر.. أكبر.. أنتوني».

قوم «كابور» ومحبو زينات، هل لديهم علم بما تفعله حكومتهم؟ لدي نسخة من السؤال نفسه، الذي طرحته فعلا مستفهما على شاشة قناة «رؤيا» الأردنية: الأخوة الأشقاء في سلطات مصر.. زعلانين ليه من أهل غزة؟ والشباب بتوع «الهندوس»، نسألهم على طريقة زميلنا فيصل القاسم: حسنا.. أنتم زعلانين ليه وإزاي من الشعب الفلسطيني؟!

قدمت الهند دماء وقتلى في سبيل إعلاء «راية الكيان المجرم»، على الأقل لازم نفهم؟

هز الشماغ بحنية

أقر أني أخفقت في التدقيق والفهم، إلى أن قابلت أحد العارفين الكبار فصدمني بالجواب حين قال: اسمع يا ولدي، التحالف ضخم جدا بين رأس المال اليهودي في أوروبا وأمريكا، وبين الحزب الهندوسي الحاكم في نيودلهي، وقد انتهى مؤخرا مثلا بـ»توزير» عدة شخصيات في مواقع متقدمة في المحور الغربي، والحبل على الجرار. سنرى قريبا «نائب أو نائبة رئيس» في البيت الأبيض من جماعة كابور، كما حصل في بريطانيا وهولندا.

التحالف انتهى باندماجات «مالية واستثمارية» ضخمة في «دول خليجية».

وفقا لنظرية صاحبنا أبراج وعقارات ومنشآت خليجية عملاقة يمتلكها الآن التحالف إياه ويتهيأ للاقتحام الاستثماري في «نيوم» السعودية، ما غيرها على ممر البحر الأحمر.

وهو تحالف «يقاتل» الآن الحوثيين بخشونة وهدفه المرحلي المقبل «السيطرة على كل مواقع القرار» في الغرب، والأهم يستهدف ببطء «قيمة الدولار» والممرات البحرية التجارية العالمية.

معنى هذا الكلام «أرعبني»، لأني شاهدت مؤخرا وعلى قناة «أم بي سي» عدة تقارير تثبت أن «جماعة هز الشماغ مع الكتف بحنية (اليمين الصهيوني)» يتكاثرون في عواصم «خليجنا الهادر»، ولم يعد مركزهم في بعض عواصم المنطقة فقط، فيما الرؤيتين «الصهيونية والهندوسية» تزحفان وتلتهمان!

لدينا سؤال صغير جدا: الديمغرافيا الهندية في دول الخليج… أين تتموقع الآن؟

اللغز الياباني أيضا

حتى «اللغز الياباني» أيضا في الهواء الطلق، بعدما استضافت الفضائية العمانية مفكرا عاد للتو من طوكيو، وسأل اليابانيين عن موقفهم «الشرير» في دعم الكيان الإسرائيلي، للمرة الأولى علنا، فأبلغوه أن طوكيو تأثرت بما سمعته من كبار المسؤولين العرب، الذين يؤيدون إسرائيل ضد غزة!

شر البلية ما يضحك: يريد أحفاد ضحايا هيروشيما منا نحن جمهور المتلقي العربي أن نصدق أن «صمت حكومتهم» المريب عن محرقة غزة ودفعها المال للكيان سببه الجوهري «تخاذل الحكومات العربية»!

نقول للأخوة بتوع طوكيو «العبوا غيرها»، فتآمر أي عربي ضد شعب قصف، بما يعادل 3 قنابل نووية – ألقيت على الشعب الياباني حتى الآن – لا يعفي إمبراطورية اليابان من المسؤولية الأخلاقية في إظهار «برود» يشبه طقس سور الصين العظيم الشتوي تجاه الجريمة في غزة.

والدليل تلك الهمسة على قناة «الجزيرة»، التي أشارت إلى أن اليابان أيضا قررت القتال ضد الحوثيين عبر «مشاورات عن بعد» للتحالف، لأن طوكيو الغالية العزيزة مؤمنة بـ»سلامة حركة التجارة عبر الممرات المائية»، فقط في المنطقة العربية، لكنها لم تؤمن بعد بالمعاناة الناتجة عن نازية العدوان، الذي تحالفت معه، وكادت ترسل فرقاطة من أجل عيونه!

في المناسبة تذكرت اليابان فقط، لأن دبلوماسيا يابانيا زارنا مؤخرا وحاول مناقشتنا في «المحليات الأردنية» من طراز «الانتخابات والإخوان المسلمين والمقاطعة وأثرها الاقتصادي.. إلخ».

مجددا، «ضيوفنا» الأجانب لا ينتبهون إلى ما أشارت له محطة الحقيقة الدولية التلفزيونية في عمان مؤخرا، وهو أن تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول فتح صفحة جديدة في ذاكرة العقل الأردني، حيث لا أهمية أبدا لا للاقتصاد ولا للانتخابات، ولا حتى لحل الدولتين. وحيث اسم «محمد ضيف» يطلق على المواليد الجدد في مدينة الكرك، وحيث أن زميلنا في «الجزيرة» وائل الدحدوح، لو ترشح للانتخابات في الأردن لكسح واكتسح وفاز بأصوات ناخبين تفوق حصة أي زعيم سياسي أو حزبي أو جهوي محلي.

ما يبدو لي أن الدبلوماسيين الأجانب المساكين عندما يزورون بقصد الاستطلاع تظهر جرعات الجهل المعتقة عندهم، وهي مخلوطة بـ«عفونة التبعية لأمريكا».

هم يرددون كالببغاء فقط، تلك المقولات، التي تتبناها حكوماتهم، ولا يتلمسون التحولات العملاقة بعد يوم مجيد هو 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وضع الشباب الدبلوماسيين يثير الشفقة فهم من شريحة «حافظ… مش فاهم»