منتهى الخسة والدناءة أن تقايض دماء الشعب الفلسطيني بالفوز في الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل
في الوقت الذي يمسك الرأي العام العالمي أنفاسه كي يتنفس الصعداء بعقد صفقة بين حركة حماس والكيان الصهيوني تنهي معاناة الشعب الفلسطيني الذي يواجه التقتيل الممنهج والمتواصل ليل نهال ، والتجويع ، والتهديد بالتهجير القسري، يقامر الرئيس الأمريكي بمصير هذا الشعب المحتلة أرضه من أجل أن يفوز بفترة رئاسية جديدة من خلال تواطئه الصارخ مع الكيان الصهيوني العنصري الإجرامي، الذي يناور من أجل تمديد مدة الحرب التي دمرت الإنسان والعمران في غزة مدعيا أنه لم يحقق النتائج التي توخاها من غزو قطاع غزة ، وهي القضاء على حركة حماس قضاء مبرما ، واسترجاع رهائنه من عندهم .
ويكمن تواطؤ الرئيس الأمريكي مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني مجرم الحرب في إمداده المتواصل بالأسلحة الفتاكة المستعملة ضد المدنيين الفلسطينيين العزل ، فضلا عن إمداده بكل ما يحتاجه من تموين ودعم بلا حدود . ولا يقف تواطؤه عند هذا الحد، بل يتعداه إلى المناورة الماكرة والخبيثة من أجل تمديد مدة الحرب أطول مدة ممكنة نزولا عند رغبة مجرم الحرب نتنياهو الذي يقامر هو الآخر بأرواح ودماء الضحايا الفلسطينيين ، وحتى بحياة الرهائن الصهاينة من أجل البقاء في السلطة والفوز في انتخابات من شأنها أن تجرى كما تروج ذلك بعض الأخبار.
ومن خلال موقف النفاق المألوف لدى الرؤساء الأمريكيين الذين يتناوبون على البيت الأبيض لونا ، والأسود مكرا، وخبثا ، وعداء للأمة الإسلامية ، يتلكأ الرئيس الأمريكي تحت ضغط اللوبي الصهيوني الذي يصادف تصهينا لديه في اتخاذ قرار حازم من شأنه أن ينهي مأساة الشعب الفلسطيني الذي يسخر منه عن طريق إلقاء بعض الفتات إليه عبر الجو، مع أنه لا شيء يمنعه من إدخاله عبر البر كما تستبيح قواته حمى قطاع غزة، وهي تقاتل جنبا إلى جنب مع جيش الاحتلال الصهيوني .
ومع كل المرونة التي أبدتها حركة حماس في مفاوضاتها غير المباشرة التي تجري عبر الوسيطين المعلومين ، فإن مجرم الحرب الصهيوني يماطل ، ويسوف ،ويراهن على دعم الرئاسة الأمريكية له غير المشروطة، بل صار مؤخرا يعلن صراحة أنه لا تعنيه هذه الإدارة، ولا غيرها من الإدارات الغربية أو غيرها في العالم ، وأنه ماض قدما في تنفيذ تهديده في تهجير الفلسطينيين واقتحام منطقة رفح ، ومعه فيما هو عازم عليه كل العنصريين المتشددين من قواد جيشه ، ومن حاخامت متعصبين يبررون دمويتهم بنصوص التلمود البائد . وهذا المجرم يتراجع كل مرة ، ويسوف ، ويناور كلما انقشع بصيص نور من أمل من شأنه أن يوقف حربه الشرسة على المدنيين، وإلا فجيشه الجبان يتلقى الضربات الموجعة على أيدي الأبطال الأشاوس الذين لقنوه دروسا لن ينساها أبدا الدهر. ويريد عدو الإنسانية الصهيوني النازي أن يسترجع رهائنه من خلال وقف مؤقت للحرب كي يخلو له الجو لمزيد من تقتيل الشعب الفلسطيني وتدمير أرضه ، وتهجيره من أجل هدف غير معلن مع أنه متوقع قبل السابع من أكتوبر ، وهو هدف متورطة فيه العديد من الأطراف الخبيثة ، ويوافقه صراحة على هذا الوقف المؤقت لحربه القذرة الرئيس الأمريكي الراغب في فترة رئاسية جديدة ينافسه عليها سلفه الأشد صهيونية منه، والذي بات يعيره بأنه لا يرعى التصهين حق رعايته ، وأنه أولى برعايته منه توددا للوبي الصهيوني الذي يحكم فعليا الشعب الأمريكي ، ويهيمن على اقتصاده ، وينفق على كيانه المحتل من الضرائب التي يقدمها له، وبعرق الجبين .
ولقد تداولت وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي لقطة انتفاضة مجموعة من المواطنين الأمريكيين في وجه الرئيس الأمريكي الذي هو دمية طيعة في يد اللوبي الصهيوني ، هاتفة باتهامه بالديكتاتورية ،والإجرام، والدموية ، والوحشية ،واللإنسانية، والعنصرية ، والنازية ، وقد بهت بذلك ، وخزي أمام عدسات الإعلام .
وإذا كان ما يقوم به الكيان الإجرامي، ومعه الإدارة الأمريكية في غزة من تقتيل ،،وتجويع وتهجير شيئا يؤلم القلوب ، فإن ما هو أشد إيلاما منه، بل يدمي القلوب هو الأخبار التي تفيد أن بلدانا عربية ، ومنها ما هو في موقع الطوق بالنسبة للقطاع المحاصر، تمد العدو الصهيوني بكل ما يحتاجه برا وجوا مما يعتبر الشعب الفلسطيني في أمس الحاجة إليه ، مقابل فتات يلقى إليه ويكون هدف القنص الصهيوني حين يريد التقاطه لسد الرمق . وليت هذه البلاد عاملته على قدم المساواة مع الكيان الإجرامي المحتل في هذا المدد، كما يطالب بذلك ضحاياه . والله أعلم بما تمد به هذه البلدان العدو الصهيوني من غير شحنات التموين .
وفي الأخير نشكو إلى الله تعالى ما يشكوه إخواننا وهم في الحصار ، ونسأله أن يعجل لهم بفرج قريب، وأن ينصرهم وقد خذلهم الأقارب والأباعد ، ولم يبق لهم إلا عونه سبحانه وتعالى الذي وعد به المجاهدين في سبيله ، وفي سبيل تحرير مسجده الأقصى ، ومن أجل إعلاء كلمته ، ورفع راية دينه، وهم صابرون ومحتسبون ، لا يضرهم من خالفهم ، ولا من خذلهم ، فالنصر لهم إن شاء الله تعالى ، والخزي الأبدي لعدوهم ، ولمن خانهم وخذلهم .
وسوم: العدد 1074