صمتنا عن الجرائم بحق حرائر غزة عار ولعنة أبدية
الموقف العربي الرسمي والشعبي بعد شهادات تؤكد تعرض فلسطينيات في مستشفى الشفاء للاغتصاب والتنكيل والتعذيب، مريب ومقلق.
وكان التوقع أن تهب الحكومات والشعوب العربية والإسلامية غاضبة في وجه هذا العدو الهمجي المغرق في النذالة والجبن والانحطاط، وارتكاب كل الجرائم والفظاعات والموبقات الممكنة وغير الممكنة.
لكنها التزمت الصمت، وآثرت دفن رأسها بالرمل، رمل الخزي والعار!
كان العربي على مر التاريخ تثير غضبه وتحرك حميته ومروءته الاعتداءات التي تطال نساء العرب، وكان يهب ملبيا الصرخات والدعوات للنصرة. وكان يتجنب أي رجل مضايقة النساء أو الاعتداء عليهن، وكان من يفعل ذلك ينبذ ويعزل ويوصف بأقبح الألفاظ.
لا يعرف على مر التاريخ تعرض شعب لإبادة جماعية وعملية تجويع وترك وحيدا من أمة تعداد سكانها 2 مليار نسمة ولها 57 دولة وعلم ونشيد وطني وجيوش جرارة.
أمة بأكملها، كانت ذات يوم خير أمة أخرجت للناس، تكتفي بدور المشاهد من بعيد، والمتعاطف اللحظي والمرحلي والوقتي، و بعد أن ينتهي تأثير الأخبار والصور والفيديوهات، يعود هذا المشاهد إلى حياته الطبيعية.
كان يجب أن تكون شهادة جميلة الهسي من مستشفى الشفاء محركا قويا لنا جميعا للاندفاع بكل قوانا الرسمية والشعبية لنجدة بناتنا وأخواتنا اللواتي استغثنا بنا لكننا جبنا وخفنا ورضينا بلعب دور وضيع ومخز.
حتى اللحظة لا صوت خرج من أي عاصمة عربية وإسلامية يتحدث عن الجرائم بحث حرائر غزة وفلسطين، ولم نسمع حتى إدانة تقليدية مملة.
مجرد صمت.. صمت القبور، صمت العار والخزي الذي سيلازمنا طوال حياتنا، وسيبقى يلاحقنا مثل لعنة أبدية .
سنسال عن كل ذك يوم الحسرة والندامة، وعلينا أن نحضر الجواب، وأن نقدم أدلتنا أننا حاولنا قدر استطاعتنا ولم نقدر على غير ذلك.
وسوم: العدد 1074