رياضةٌ عَقليةٌ ثورية (الخامسة)
(27)
القضيةُ السورية، باتت قضيةً عَربيةً إسلامية، وهي ذات أهميةٍ عظيمةٍ حالياً كقضية فلسطين، لأنّ العدوَّ في سورية هو تحالفٌ من المحتلّين والمتمالئين، يَضُمُّ الصهاينةَ اليهود، والصليبيين من روسية والغرب، والمجوسَ من فارس وأصقاع الأرض، والنصيريين وبعضَ الخونة المحسوبين على الأقلّيات المتمالئة. وهذا يفرض على كلّ عربيّ ومسلمٍ أن يُسهم في دعم هذه القضية السورية اليوم، بالنفس والمال، والسيف والقلم، وغير ذلك من أبواب الجهاد والدعم.. على كل مسلمٍ اليوم أن يكونَ إما (مجاهداً)، أو (داعماً للجهاد)!.. بوجه أعدائنا الإرهابيين الذين يرتكبون كلَّ أنواع الإرهاب وأصنافه، تحت شعار الكذبة الكبرى: مُـحَارَبة الإرهاب، التي هي في حقيقتها: مُـحَارَبة العرب والإسلام!.. لِنُريَهُم –أيها المسلمون- كيف يكون الإرهاب في العقيدة الإسلامية، تنفيذاً للأوامر الربّانية: (وأعِدّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِن قوّةٍ ومِن رِباطِ الخَيْلِ تُرهِبونَ به عَدُوَّ اللهِ وعَدُوَّكُم..). تَـحريرُ سورية، ودَحْرُ أعدائنا الإرهابيين كلهم، سيؤدّي –بالضرورة- إلى تَحرير فلسطين المُغْتَصَبَة، لاسيما بعد استئصال ما يُسمَّى بـ(حِلْف الممانَعَة) الإرهابيّ الخائن، الذي كان –وما يزال- يَـحمي الكيانَ الصهيونيّ الإرهابيّ المجرم، ويُمالِئ رأس الإرهاب: أميركة وروسية.
* * *
(28)
إطلاق اسم: المعارضة السورية، على مجاهدي أو ثوار أعظم ثورةٍ إنسانيةٍ في التاريخ المعاصر.. هو خبث يـُمارسه صُنّاع المصطلحات، ولونٌ من ألوان الحرب النفسية ضد الثورة السورية، لطمس جوهرها الأصيل، بأنها ثورة شعبٍ كريمٍ أبيٍّ ضد الاستبداد والاستكبار والاحتلال.
الـمُعارَضَة السياسية في المصطلَح السياسيّ، لا تُطلَق إلا في البلدان التي تُحكَم ضمن القواعد التداولية للدولة الحديثة، التي تضمن الحريات الأساسية والعامة وخيارات الشعوب الحرّة.. أما (المعارَضَة المسلَّحَة) فهو أسوأ مصطلحٍ يُطلَق على ثورة شعبٍ ثائرٍ بدأت بأشكالٍ سلميةٍ شعبيةٍ عارمة، ضد نظامٍ طائفيٍّ خائنٍ مُستَبِدّ، وَاجَهَ الكلمةَ بالرصاصة، والمظاهرةَ بالدبابة، والاعتصامات بالطائرات الحربية، والآمنين من الأطفال والنساء بالأسلحة الكيميائية وكلّ الأسلحة المحرَّمة.. ثم سلَّم الوطن للمحتلّ الغريب الحاقد المجرم.
* * *
(29)
ما تُسمّى بالجامعة العربية، والأنظمة العربية، لم تقم بأيّ فعلٍ إيجابيٍّ حقيقيٍّ حتى الآن، ردّاً على ما يجري، من عدوانٍ سافر، وتصعيدٍ خطيرٍ لهذا العدوان، سواء في سورية ضد العدوان الروسيّ-المجوسيّ-البشاريّ، على الشعب السوريّ.. منذ سنوات، أو ضدّ العدوان الصهيونيّ في غزّة وفلسطين منذ أشهر، وكأنه لم تصل إليهم مَشاهد أشلاء نساء سورية وغزّة، وأطفالهنّ، الذين تُـمَزِّقهم الترسانة الإجرامية الإرهابية الروسية والمجوسية والصهيونية، بكلّ مُحَرَّماتها.. إذ حتى الآن، لم نعثر على أي رَدّ فعلٍ من قِبَلِ هؤلاء الذين فقدوا حِسّ البشر، فضلاً عن حِسّ الانتماء إلى أمة العرب والإسلام!.. حتى الظاهرة الصوتية التي كانوا يَـحتالون بها على شعوبنا.. اختفت، باستثناء بعض مؤتمراتهم الاستعراضيّة التطبيعية التي أقاموها ويقيمونها بين الحين والآخر!.
رحِمَ اللهُ الملكَ فيصل بن عبد العزيز، الذي هزّ الأرض والعالَم بموقف رجل، أثناء حرب أوكتوبر لعام 1973م، بموقفه الرجوليّ: (الحقوق العربية مقابل النفط)!.. فأذلّ الغرب الصليبيّ الداعم لعدوّنا الصهيونيّ، إذ جعل وقتها شعوبَه يصطفّون في طوابير طويلةٍ جداً، أمام محطّات الوقود، في مدنهم وقُراهُم!.. فلذلك اغتيل، فاغتالوا بذلك نخوةَ أنظمة العرب ومروءتهم، والشرفَ العربيَّ الأصيل.
* * *
(30)
تمالَؤوا على العراق الأشمّ، وحَاصَروه ثلاثة عشر عاماً، واستباحوا القلعةَ الشامخةَ التي صَدَّت عنهم حملات المجوس طوال ثماني سنوات.. سَلَّموا اليمنَ لأقذر مجوس الأرض، نكايةً بجماعة الإخوان المسلمين الإسلامية السنّيّة، الحريصة على أوطان المسلمين وأمة الإسلام، وصَنَعوا (السيسي)، وقلبوا به عَالِيها سَافِلَهَا، وَرَكِبوا ظهرَ (حَفتَر) وشَحنوه بالقوّة اللازمة لتفتيت ليبية.. وما يزالون (يُتأتئون) و(يُـمَأمئون) تجاه الثورة السورية، التي هي القلعة الأخيرة الحائلة دون اجتياح المجوس والروس أوطانـَهم.. وبعد ذلك كله، وقفوا يصرخون ويستصرخون، للتطبيع مع عصابة المجرم بشار بن المجرم حافظ حليف الروس والمجوس والصهاينة، وللتطبيع مع العدوّ الصهيونيّ حليف كل مَن ذكرناهم.. يصرخون من آلام ما اقترفوه وجَنَوْا به على أمة العرب والإسلام، جنايةً تاريخيةً مُرَكَّبَة، لا يُكفِّرها إلا أن يعملوا على إعادة التـقاط بوصلة الأمة، وتَسخير الإمكانات كلها، لدحر همج المجوس، وفُجَّار الروس والصهاينة، ومَن يُحالفهم.. ونقطة إعادة الانطلاق هي (دمشق الثورة). الخطأ في التعامل مع القضايا المصيرية الكبرى، ليس كالخطأ في مسألةٍ حسابيةٍ رياضية، فذاك خطأ يُغيِّر مسار أمة، ويَجْني على شعوب، ويُضيِّع أوطاناً.. ومَن أراد الأدلّة، فَلْيُلق نظرةً على العراق، وليمدّ نَظَرَه غرباً وشمالاً وجنوباً.. حتى اليمن!..
* * *
(31)
أميركة الطاغية، تتعهّدُ الأحزابَ الكرديةَ العلمانية الإرهابيةَ، بالرعاية والتدريب والتسليح، لتكونَ هذه الجماعات الإجرامية عاملاً مُهمّاً في تقسيم سورية، وتهديد تركية المسلمة.. كما تتعهّدُ الحكمَ المجوسيَّ العميلَ في العراق، وحُثالات ميليشياته المجوسية، لصالح دولة الفرس المجوس.. ليكونوا العاملَ الأكبرَ في تفتيت العراق وسورية، وتهديد باقي العرب، لاسيما دول الخليج العربيّ.. هذا هو جوهر المشروع الأميركيّ في بلادنا.. فَمَنْ أراد أن يُقَاوِمَ هذا المشروعَ الخطير، عليه أن يَسحقَ الوجودَ الأميركيَّ في سورية والعراق، بمقاومةٍ وحرب تحريرٍ شعبيةٍ عراقيةٍ وسوريّة، يَلتفّ حَوْلـَهَا كلُّ العرب والمسلمين، لأن سَحق رأس الأفعى في أوطاننا، سيقضي على الأذناب بالضرورة، من إيران إلى روسية.. إلى الكيان الصهيونيّ، وما بينها داعش وحالش.. وفاحش.. وطاحش.
* * *
(32)
سُعَارُ التآمر الذي يَشنّه الغرب الصليبيّ، والصهاينة، والروس، وعملاؤهم من الأنظمة الخائنة، والفُرس المجوس.. هذا السُعَارُ من التآمر والحشود على الشام وفلسطين وغزّة والعالَم العربيّ والإسلاميّ، وهذه التدخّلات السافرة في شؤونه، وزَرع الفتنة بين شعوبه، وبذل الجهود الحثيثة لإضعافه وإرباك أي محاولةٍ للتقدّم والتحرّر فيه.. فضلاً عن مختلف أنواع التهديد.. ذلك كله، يقتضي خطواتٍ جادّةً فوريةً من قِبَلِ أقطاره الوطنية الشريفة، للتنسيق وتوظيف الإمكانات المشتَرَكَة، بهدف صَدّ هذه الهجمة الاستعمارية والصهيونية والصلييية العدوانية اللئيمة، وسَحقها، ودَحرها على أعقابها.
* * *
(33)
قُبَيْلَ معركة القادسية، حين دَخَلَ المفاوِض المسلم (المُغِيرَة بن شُعْبة) على (رستم) قائد جيش المجوس، ورأى مَظاهر العبوديّة والاستعباد بينه وحاشيته.. قال لهم: [كانت تبلُغُنا عنكم الأحلام، ولا أرى الآن قوماً أسْفَهَ منكم، وإنا مَعْشَرَ المسلمين سواء، لا يستعبدُ بعضُنا بعضَاً، وكان أحسن لكم أن تخبروني أنّ بعضكم أرباب بعض.. اليوم علمتُ أنّ أمركم مضمحلّ، وأنكم مغلوبون، وإنّ مُلْكاً مثل مُلْكِكُم لا يقوم على هذه السيرة، ولا على هذه العُقول!..].
هي رسالة تاريخية بليغة، نُـقدّمها إلى علماء المسلمين وقياداتهم، وإلى الحركات الإسلامية كلها، وإلى قادة الدول العربية والإسلامية، وشعوبها.. نقدِّمها إلى مليارين من المسلمين في الأرض: أما اكتفيتم (تطنيشاً)؟.. أزيحوا الطِّين عن آذانكم اليُسرى، والعَجِينَ عن آذانكم اليُمنى!.. أفلا تَسْمَعُون استغاثات حرائرنا وأطفالنا وعجائزنا، في الشام وفلسطين ولبنان والعراق واليمن؟.. أفلا تَتَحَسّسون نَوَايا سَفَلَةِ المجوسِ والروس، الـمُسْتَقْوين باليهود الصهاينة والصليبيين.. عند أعتابِكُم؟..
وسوم: العدد 1079