المرحلة الانتقالية مطعوم أو ملبوس أو مشموم ؟؟؟

لم يستوقفني في أخبار هذا الصباح غير حديث بشار الأسد عن المرحلة الانتقالية...

قرأت من اقتباس إحدى القنوات قوله عنها، وأنقله كاملا لعلكم تسعفوني

 "وقال الأسد لصحفيين بعد الإدلاء بصوته في انتخابات مجلس الشعب: "بغض النظر عن اختلاف الأشخاص، الاختلاف الحقيقي الموجود اليوم هو الآلية التي اتبعها حزب البعث، باعتباره الحزب الحاكم، وهو الكتلة الناخبة الأكبر. رأينا نتائج مختلفة، هناك من يرضى عنها، وهناك من لا يرضى عنها، بالمحصلة سُمي في الحزب الاستئناس، ولكن أنا لا أركز على هذه النقطة، أنا أركز على هذه المرحلة. يعني من سنوات كنا نتحدث عن أن الاستحقاق الانتخابي هو استحقاق دستوري، وكان الصراع صراع الحرب وصراع الدستور. الحفاظ على الدستور الذي يمثل جوهر الدولة. الآن أصبح هذا الموضوع خلفنا. اليوم نحن في مرحلة انتقالية، مرحلة انتقالية ترتبط برؤى، حول دور الدولة ومؤسسات الدولة بشكل عام والسياسات بشكل عام والتوجهات، ومن واجب مجلس الشعب أن يكون جزء من هذه المرحلة، مرحلة تطويرية. هذه المرحلة أو هذه الرؤى التي أتحدث عنها جزء منها فرضته الحرب بواقعها الجديد وجزء منه فرضته الحرب ليس بسبب واقع الحرب ولكن لأننا قبل الحرب كنا نرفض التغيير، فنحن الآن دخلنا في مرحلة تغيرية في مرحلة تطويرية في مرحلة انتقالية لا تهم التسميات".

وتابع الأسد : "لا يمكن أن ننتقل بشكل سلس في هذه المرحلة في هذه الظروف الصعبة في سوريا وفي الإقليم وفي العالم إن لم يكن هناك حوار وطني، مجلس الشعب هو أهم مؤسسة للحوار الوطني لو عدت للنقطة المرتبطة بموضوع النظام الداخلي، فالنظام الداخلي هو الذي يدير هذه العملية، عملية الحوار. حوار داخل المجلس بين التيارات المختلفة حوار بين المجلس وباقي المؤسسات في الدولة وحوار بين المجلس وناخبيه. فهذا هو الحوار الوطني، مجلس الشعب هو أهم مؤسسة".

وتعليقي:

لو أن أحدا من أهل الفهم سبقني إلى الفهم سأشكره إن دلني عليه.

تفهم المرحلة الانتقالية أنها مرحلة الانتقال من نقطة إلى نقطة. من مرحلة إلى مرحلة. من واقع إلى واقع.

لوك الكلام. لعبجة الكلام. نقل الكلام المتداخل وتتناثر فيه المصطلحات على طريقة المزج المشوش، والخلط غير المرتب، والكراكيب التي تملأ فضاء المتحدث فلا هو يعلم ما يقول. كانت لنا لعبة ونحن أطفال: نجمع قطع الزجاج اللون المكسر في ماسورة نسيج كبيرة. نغلق أحد طرفيها بورقة، ونستمتع برؤية انعكاساتها الفوضية من طرف آخر. عبثية العنوان أو فوضى الكلام، أصبح في هذا العصر فنا، هو نوع من السريالية، وجزء من عالم الانتشاء ليس بالكبتاغون وإنما بدخان القنب، حيث تطير التماسيح، وتمطر السماء بقصاع الكبة بلبنية...

سيستبشر السوريون كثيرا لو قال بشار الأسد سننتقل من مرحلة قصفكم بالسارين وبالبراميل، إلى مرحلة أن نمطركم بصحاف اللبن المطبوخ وصيييح الكبة المسلوقة المحشوة على الطريقة الحلبية!!

يعد الحكام الناسَ بالانتقال من مرحلة الجوع إلى مرحلة الأمن من الجوع. والأمن من الخوف. والأمن من تغول الغيلان...

المرحلة الانتقالية تعنون بالانتقال من الحرب إلى السلم ومقتضيات ذلك أن تنسحب كتائب الجيش إلى ثكناتها وأن لا يكون بين ظهراني الناس ميليشيات من كل لسن وقوم. وأن لا يطرق مخبر باب إنسان...

الانتقال من مرحلة منزوعة السيادة إلى مرحلة موفورة السيادة تتحقق فيها سيادة الدولة من سيادة الفرد وأمنه على دينه وعقله ودمه وماله وحقه في العيش المريد...

عنوان المرحلة الانتقالية اندس اعتباطا في كلام بشار الأسد بالأمس.. ولعلنا لو أعدنا البحث عن حقيقتها في مخيلته لأعادنا إلى لعبة "ازي عروستك ؟؟" التي كنا نلعبها ونحن صغار، فيعيد علينا السؤال عن المرحلة الانتقالية "المرحلة الانتقالية مشموم أو مطعوم أو ملبوس؟؟؟"

هو عصر الانمساخ هدية كافكا إليكم

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1087