الإصلاحات الوهمية للأسد لن تنقذه ..
أعزائي القراء..
يبدو أن اجتماعات خاصة في بلاد الغرب عقدت من اجل الخروج ببرنامج جديد لعميلهم بشار الاسد يتضمن نصائح إصلاحية لمحي التاريخ الاسود لمجازره وخياناته وإلباسه ثوباً جديداً عنوانه:( الإصلاح وعفى الله عما مضى ) ، وغايتهم من ذلك غسل ادمغة السوريين وحملهم على نسيان نصف قرن من جرائم أسوأ نظام عميل مر على البشرية .
ومن هذه النصائح إعادة هيكلة أجهزته الأمنية، ودمجها على أنها خطّة إصلاحية لتشمل جميع مؤسّسات الدولة،مع محاولة اظهار نفسه مبتعداً عن ايران لارضاء العرب عساه ان يحصل على اموالهم لتخفف من ازماته القاتلة. اما صمته عن مجازر الصهاينة في غزة فهي لعبة مكشوفة اخرى ارضاءا لإسرائيل والولايات المتحدة فكل ما يحاول تنفيذه تلبية لنصائح عربية وغربية غايتها تأخير عملية السقوط لا اكثر ولا اقل ، فهي عملية هيكلة خالية المضمون تسعى لاعادة تدوير حكمه ولكن مظهراً ان ما يقوم به هو ولادة حكم جديد بلباس جديد يعتمد على اسلوب تدجين الشعب لكسر إرادته في المطالبة بحريته .موهماً هذا الشعب أن خطوات التحوّل من الحرب العسكرية إلى حرب الخطوات الاستباقية لمتطلبات التغيير، قد بدات ، إضافة إلى أنها بادرة حسن نيّة من نظام الاسد إلى الأنظمة العربية، مقابل عملية التطبيع "المتعثرة".
ولإظهار إصلاحات الاسد المتعثرة ، بدأ الاسد بملاحقة المسؤولين الفاسدين مستثنيا نفسه والدائرة الضيقه حوله من اي مس ، وكذلك ملاحقة اولئك الذين حملهم المسؤولية عن عمليات التلاعب في الأسواق الداخلية، وعمليات تصنيع المخدرات وترويجها وهي خطوات اصلاحية ستؤدي إلى كسب رضاء الجهات الخارجية والداخلية معاً،معتقدا ان ما يقدمه يشكّل الهيكلة الجديدة لمؤسّسات النظام السوري وأجهزته على اختلاف نشاطاتها لتمهّد لاحقاً لما يمكن تسميته انقلاباً من رأس النظام على أجهزته الأمنية ، بهدف تقديم صورة جديدة عن الدولة المركزية لسورية، مؤملاً ان تتشارك معه أطرافٌ في المعارضة فيبدو النظام انه خلع لباسه القديم و ارتدى ثوبا جديداً ليبدأ العد من جديد و كأنه نظام جديد لا علاقة له بحكم ديكتاتوري قاتل وفاسد لنصف قرن خلت .
يدرك النظام أهمية خطواته وضرورة تسارعها في هذا الوقت، لأسبابٍ عدة، منها حاجة الإسرائيليين لبقاء نظامه لضبط حدوده معهم، وهو ما يعزّز شعوره بانتصاره في معركة البقاء في السلطة برغبة إسرائيلية، اعتادت على تحييده من اعتداءاتها المتكررة على سورية، والإعلان عنها بأنها تستهدف الوجود الإيراني فيها.
وفي الوقت نفسه يحتاج الاسد لعمليات من نوع خاص لنزع ما لحق به من عار قتل السوريين من أجهزته العسكرية والأمنية، عبر التخلص من شهود المرحلة السابقة ، وتغيير شكل هذه المؤسّسات وصلاحياتها، وتحميل أسماء محدّدة لعمليات تهريب "حبوب الكبتاغون"، التي عملت على زعزعة الأمن الاجتماعي والاقتصادي للدول العربية المستهدفة، مثل الأردن ودول الخليج وغيرهما.
وعلى الرغم من إعلان نظام الأسد انتصاره على معارضة الشعب له ، فإنه يدرك أنه انتصار وهمي، أو يمكن تسميته "انتصار الهزيمة"، لأنه بالمقارنة مع واقعه قبل عام 2011 يبقى أكبر الخاسرين في سورية، بسبب قتله واعتقاله وتشريده الشعب السوري في أصقاع العالم وهي جريمة لاتنسى ولاتسقط بالتقادم ،
اضافة إلى ما آلت إليه الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية والخدمية التي تُنذر بهزيمة النظام ككل رغم محاولة الاسد مع داعميه بإظهار ان ولادة نظام جديد قد بدأ، متناسيا هو ومن يقف وراءه من دول غربية وإسرائيل ان الشعب السوري لم يعد يهمه كل محاولات النظام التهريجية ، وان اهم مطالب الشعب السوري هي ازالة هذه العصابة من جذورها وفي مقدمتها ازالة الجزار نفسه..
وسوم: العدد 1091