الانتخابات الرّئاسية الجزائرية بين سنة 2019 و2024
إقبال أقلّ على الانتخابات:
رأيت رأي العين أنّ الإقبال على الانتخابات الرئاسية لسنة 2024 كان أقلّ بكثير من انتخابات 2019. وأتحدّث عن مشاهدة لما حدث في نفس الابتدائية، وتقريبا نفس الفترة الصباحية. ومرورا ببعض مراكز التّصويت التي كانت في طريقي، وأثناء عودتي إلى البيت. ولا أملك إحصاءات، ولا أرقام. إنّما هي شهادة ميدانية.
العدد الكبير من الموظفين داخل المكتب الخاص بالانتخابات:
رأيت عددا كبيرا من الموظفين داخل المكتب الواحد لسنة 2024. ونفس الملاحظة وقفت عليها أثناء انتخابات 2019. أي هناك تضخم كبير من حيث عدد الموظفين. وأزعم أنّ الظّاهرة ستنعكس سلبا على إجراء الانتخابات.
الذين منعوا من التّصويت بسبب تغيير مقرّ مكتب الانتخاب:
رأيت رأي العين في انتخابات 2024 مسجّلين لم يجدوا أسماءهم في سجّل الانتخابات. وتمّ تحويلهم إلى مراكز أخرى. ماجعلهم يحرمون من التّصويت. ونسبة هؤلاء ليست بالقليلة. لأنّه، وأثناء تواجدي بالابتدائية، ولمدّة قصيرة سمعت عددا من الشكاوى، وأصحاب الشكاوى الذين حرموا من التّصويت ولم يجدوا لهم حلاّ غير الإبعاد.
الإقبال الكبير على الانتخاب على المرشّح عبد المجيد تبون:
رأيت رأي العين أنّ عددا كبيرا من المسجّلين صوّت لصالح المترشّح عبد المجيد تبون. ولمست ذلك -فيما بعد- في المحيط الذي قابلته، وتحدّثنا عن الانتخابات. وهذه شهادة أقرّها، وأنقلها.
المتغيّرات الجديدة:
هناك ثلاثة متغيّرات ظهرت في انتخابات 2024، وهي:
إضافة عشرة ولايات وأمست 58 ولاية، مقارنة بانتخابات 2019 التي كانت 48 ولاية. وأزعم أنّ الانتخابات إحدى الأسباب للتّقسيم الإداري. بالإضافة إلى عوامل أخرى.
وبعض المناطق التي لم تكن من قبل تصوّت، وصوّتت هذه المرّة وبنسب معتبرة -ولغاية كتابة هذه الأسطر-
وتصويت الجزائريين في الخارج وبنسب معتبرة -ولغاية كتابة هذه الأسطر-.
بدعة معدل النّسبة التي أفسدت على الجزائريين فرحتهم:
أعترف أنّي لم أفهم معنى مايسمونه "معدل النسبة". ولذلك لم أكتب عن الانتخابات في حينها. فأنا رجل لاأكتب عن أمر إلاّ إذا أوتيت مجامعه.
وأعترف أنّي سألت أبنائي، وبعض الأصدقاء عن معناه ولم أجد إجابة شافية. ويمكن للأصدقاء، والقرّاء الكرام أن يتّهموني بالضّعف. فإنّي أقرّ به ولا أخفيه.
وفهمت البارحة معنى "معدل النسبة" على يد صديقنا موسى عزوڨ عبر المحمول. فله منّي بالغ الشّكر، والتّقدير، والاحترام.
نسب الانتخابات من علامات فهم المجتمع، والدولة، ومساعدة صانع القرار:
مايجب معرفته، والتّأكيد عليه أنّ النّسب -هكذا بالجمع- تعتبر مؤشّرا لفهم الدولة، والمجتمع. وكلّما كانت دقيقة كلّما ساعدت صانع القرار على اتّخاذ القرار القويّ، والفاعل. وساهمت في تطوير الدراسات المرتبطة بها. وأعطت صورة صادقة، وواضحة عن منحنى المجتمع، وسيرورة الدولة، ومكانة صانع القرار.
إخفاء تقديم نسبة الامتناع عن المشاركة، ونسبة الأوراق الملغاة، ونسبة الأوراق البيضاء من الخيانة، والجريمة والتّملّق الذي لايليق بالشيب.
حقيقة المترشحين من خلال النّسب المتحصّل عليها:
مازلت أرى أنّ النسب 2.16 %، و % 3.17المتحصّل عليها للمترشحين صادقة، وتعبّر عن الوزن الحقيقي لكلا من المترشحين. حتّى قال أحد الظرفاء: "كأنّها نسب تحليل السكر". ولو حكمت المحكمة الدستورية بأقلّ من ذلك ما تفاجأت.
نسبة المشاركة بين العزوف والإقبال:
قرأت البارحة عبر صفحة -لايحضرني الآن اسمها- أنّ أستاذ جامعي، برتبة أستاذ التعليم العالي، قال: "نسبة المشاركة القليلة لاتعني عزوف الجزائريين عن المشاركة".
أقول: مثل هذا القول لايقلّ، خيانة، وجريمة، وتملّقا من صاحب مقولة: "معدل النسبة".
الماكرو ماكرون أسرع هذه المرّة في تهنئىة الرّئيس الفائز السّيد عبد المجيد تبون:
رفض -أقول رفض- الماكرو ماكرون تهنئة رئيس الجمهورية السّيّد عبد المجيد تبون أثناء فوزه في انتخابات الرئاسية لسنة 2019، وتعمّد أن يتأخّر في تقديم التّهنئة.
وقد كتب صاحب الأسطر عن سوء أدب، وقلّة أدب الماكرو ماكرون. وأعدت التذكير عبر سلسلتي[1]. وكتبت بشأنها أربعة مناشير لمن أراد الزّيادة.
المناظرة سابقا وانعدامها حاليا:
شهدت انتخابات 2019 مناظرة بين المترشحين. وكانت الأولى -فيما أتذكّر- في تاريخ الانتخابات الجزائرية. وتطرق صاحب الأسطر إليها عبر مقال مفصّل لمن أراد الزّيادة[2].
الجزائر المستقرّة، والآمنة:
انتخابات 2019 جاءت عقب مسيرات أبناء الجزائر للإطاحة برئيس الجمهورية السّابق عبد العزيز بوتفليقة رحمة الله عليه. ووضع حدّ للعهدة الخامسة. وعقب سجن، ومحاكمة التّماسيح الجزائرية "الذين طغوا في البلاد. فأكثروا فيها الفساد ". بينما انتخابات 2024 شهدت استقرارا واضحا، وأمنا منتشرا، وهدوء ملموس.
[1] للزّيادة راجع من فضلك منشورنا بعنوان: #أيّها_الرئيس_عبد_المجيد_تبون 46
وبتاريخ: الإثنين 6 ربيع الأوّل 1446هـ، الموافق لـ 9 سبتمبر 2024
[2] للزّيادة راجع من فضلك منشورنا بعنوان: ملاحظات حول مناظرة المترشحين للرئاسيات الجزائرية – معمر حبار
وسوم: العدد 1094