حديث سياسي باللغة الطائفية المقشرة... ولست طائفيا

ماذا لو انقلب بشار الأسد على تحالفه مع الولي الفقيه وحزب الله وتخلص من الكثير، ومن أهم ما يحب بشار الأسد أن يتخلص منه، الهيمنة، وثقل القروض، والاتفاقات المجحفة.

حتى لا أفجؤكم أنا أعتقد أن بشار الأسد نصيري انتماء، براغماتي ليبرالي عمليا، دينه مصلحته ومصلحة أسرته في دوائر لولبية لاحدود لها.

تاريخيا بين النصيرية النميرية وبين الاثني عشرية ما صنع الحداد..

فموسى بن نصير النميري منشق أصلا عن الطائفة الموسوية الاثني عشرية. وليس عن اهل السنة. فهو فرع في شجرة الشر التاريخية العفنة.

وطائفته مكفّرة عند متكلمي الاثني عشرية. وهم -أي أئمة الاثني عشرية- يجمعون على كفرهم. وهم يجمعهم في تحالفهم الحالي أمران: مصالحهم الآنية، وكراهيتهم للإسلام وللمسلمين..

وأعود وأسأل ماذا لو حاول بشار الأسد، في هذا الزحام، أن يفك حلفه مع الولي الفقيه؟؟ وأن يتخلص من ثقل القيود في عنقه، ويقبض ثمن الانفكاك ليس مالا فقط وإنما….

ولن يعدم من كان أبعد شأوا في الباطنية أن يجد لنفسه عناوين ومعاذير يتحرك تحتها، وأن يكمل ما يفعله الكيان الصهيوني في لبنان، كما فعل ذلك في الثمانينات ضد الفلسطينيين.

بمعنى أن يأخذ موقع الذراع الآخر للكماشة في الإجهاز على الحزب الذي أدى دوره الشرير، وانتهت وظيفته فيه، وأصبح كَلا أو عبئا على مموليه..؟؟

إن كل المؤشرات تدل على أن عملية الانسلال الأسدية قد بدأت، منذ انطلاق عملية الطوفان، بل ربما منذ الإبلاغ عن رحلة قاسم سليماني المنطلقة من دمشق. وتذكروا سبب اغتيال لونا الشبل، وإعلان مرض أسماء الأخرس، وما رافقه من عمليات التصفية المريبة على الأرض السورية..

ومع ذلك يبقى سؤالي الأصعب أطرحه على نفسي وعلى من حولي،: ماذا سيكون موقفي حين سأجد مجندي الجيش الأسدي، يطهرون الأرض السورية من رجس الحزبلاويين والحشديين والفاطميين والزينبيين…

تطهيرا وتعقيما…

تذكروا أن فعل هؤلاء الجنود لن يكون روتينيا تنفيذا للأوامر فقط.

في الحقيقة الجواب على المسألة تصعّب عليّ قليلا

أبدئ وأعيد فيها، فلا أكاد أستقر على جواب..

من بعد إذنكم أنا أعتقد أن الدعاء: أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين دعاء الكسالى المسترخين.

في علم السياسة أسوأ قرار غياب القرار. أسوأ موقف غياب الموقف!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1097