لا أحد يعطي الشعب السوري دروساً في الوطنية
أعزائي القراء ..
الشعب السوري مشهود له بوطنيّته قبل الغزو الصليبي الذي دافع عن الامة العربية وبعد هذا الغزو عندما تخلى عن الكثير من اسلحة جيشه ليوصلها لثوار الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي . ولكن كرامته فوق كل اعتبار ، لا يسمح هذا الشعب لاي مزيف ان يعطينا دروسا بالوطنية لاننا لم نشارك فرحته بحزب ايران في لبنان الذي عمل بالشعب السوري ذبحاً وقتلاً وتدميراً وتهجيراً . لايمكن لهذا الشعب ان ينسى جرائم هذا الحزب وجرائم اي عدو آخر وسياتي يوم يأخذ حقه بيده باذن الله .
أعزائي القراء ..
الواقعة التالية تعطي اولئك المتفلسفين امثال الريان و بن قنة وغيرهم من اصحاب الوطنية المزيفة درسا من الاف الدروس الذي يبين مواقف الشعب السوري من إسرائيل .
كان ذلك في عام 1965 حيث كنا نقيم في منطقة الجميلية بحلب يجاورنا شارع السموأل الموازي لشارع إسكندرون حيث يوجد معبد يهودي وكانت عدة اسر يهودية تعيش في المنطقة بكل حرية . يومها كان اخي ابو مجاهد لايزيد عمره عن 15 عاماً مع اولاد الحارة يريدون بطريقتهم الخاصة الرد على اعتداء إسرائيلي وقع على الحدود السورية ذهب جراء الاعتداء شهداء من جيشنا، فذهبوا إلى المعبد والقوا بعض الحجارة عليه دون اي اصابات ، تمكن احد اليهود من معرفة اخي ، فذهب إلى المحكمة واقام دعوى ضد والدي .
والدي المرحوم الاستاذ محمد ياسين نجار لم يكن شخصا عاديا فهو وطني منذ نعومة أظفاره ضد الفرنسيين ومديراً لعدة مدارس و مؤسس لعدة مدارس ثانوية في محافظة حلب وأكثر من ذلك كان مجازاً في دار المعلمين العليا بالتاريخ فالتاريخ بالنسبة له محفوظ في ذاكرته ، فعندما تبلغ والدي الدعوى لحضور جلسة المحكمة مع اخي ابو مجاهد . بلغ به الغضب اقصاه ،لم يصدق ان يقيم يهودي صهيوني دعوى عليه ردا على صبية ردوا بطريقتهم على اعتداء إسرائيل ، اين ؟ في وطني سوريا ، ولماذا ؟ من اجل رد فعل لشاب صغير حاول بطريقته رد الاعتداء على وطنه . لم يهدأ والدي حتى يوم الجلسة .
القاضي كان معروفاً ويعرف والدي واستقامته ووطنيته فصعب عليه موقفه .
وقف والدي امام خصمه اليهودي الصهيوني مع اخي وشرح اليهودي الحادثة وطالب من والدي الاعتذار .
اعتذار .! اعتذار.! ولمن ؟ الي مربي الاجيال هل يعتذر والدي لصهيوني أقرانه احتلوا فلسطين و اعتدوا على حدودنا ايضاً ، فثارت ثائرة والدي ولقن هذا الصهيوني درسا في التاريخ ودرسا في وطنية السوريين ختمه بقوله : حضرة القاضي ، أنا استاذ بالتاريخ أعلّم كل طلابي دروسا بالوطنية، اعلمهم من هم اعداؤهم الذين اغتصبوا وطنهم وكيف يتمسكون بإرضهم، اعلمهم من هم شذاذ الآفاق الذين يطمعون باحتلال أراضٍ عربية اخرى ، ان الاعتذار يجب ان يصدر من هذا الصهيوني، حتى ولو اعتذر فلن اقبل اعتذاره . انتهت الجلسة بكلمتين من القاضي. رافضاً طلب هذا الصهيوني وأقفلت الجلسة .
هذا مثال يعطي درسا لكل من يحاول ان يتهم الشعب السوري بالانحياز لإسرائيل ضد حزب ايران الذي دمر وقتل وهجر الالوف من اهلنا في كل المحافظات السورية . الاعداء نعرفهم وإسرائيل واحدة منهم ولكن لايمكن إلا أن نضيف عدواً آخر لإسرائيل هو حزب ايران المحتل للبنان مع عصابتي الملالي و الأسدي فهؤلاء لايقلوا عداوة عن الصهاينة .
وسيبقى الشعب السوري شعباً وطنياً هو المؤهل لاعطاء دروساً لاولئك الوطنيين المزيفين .
وسوم: العدد 1098