حول تصاعد القصف الروسي فوق رؤوسنا !!
في أي سياق يمكن أن نقرأ تصاعد القصف الروسي على الشمال السوري المحرر، بالأمس ؟؟
القصف الروسي على التجمعات السكانية بمن فيها من مدنيين، أكثر شدة وتوحشا من القصف الصهيوني على مواقع حزب الله، في جنوب لبنان شماله أيضا..
المدنيون السوريون الذين تم ويتم قصفهم، لا يملكون، صواريخ باليستية، ولا يملكون طائرات مسيرة، ولا يملكون قنوات إعلامية، تتفرغ لتغطية أخبار شهدائهم وجرحاهم، وتدمير ما تبقى من ممتلكاتهم…!!
ومع أن القصف الأسدي لم يتوقف خلال عام، مضى، ضد المدنيين السوريين في المناطق المحررة، إلا أن كثافة القصف الروسي بالأمس، وما يمكن أن يتبعه بعد، والتحولات الكبرى في المواقف الإقليمية والدولية؛ كل ذلك يضع السوريين الأحرار، أمام سؤال حقيق بالإجابة العملية الناجزة: وماذا بعد؟؟
إن التمسك الجدي العملي بالثورة، ومكتسباتها، والإصرار، على المضي فيها؛ لا يكون بإصدار البيانات، أو الغرق والإغراق بالتحليلات.
في الحياة البرية، عندما تصطرع الثيران والعجول والوعول…
الأبقار والظباء وحدها، هي التي تقف متفرجة تنتظر القوي المسيطر المتغلب..
هذه هي حقائق الحياة.
نتابع الكثير من القادة الميدانيين قد تحولوا إلى محللين عسكريين..
نتابع قادة المرجعيات الثورية القوى والتجمعات الميدانية قد تحولوا إلى مصدّري بيانات، لا يملكون أكثر مما يملكه الفرد المعزول المخذول: نشجب نستنكر ندين.. وأحيانا التصفيق لشعلة اللهب توقد على ضفاف الجيران..
حفظنا منذ كنا في المدرسة الابتدائية: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة!!
الثورة ليست موقفا سياسيا نظريا: سورية لينا وما هي لبيت الأسد..!!
الثورة فعل ناجز.
التطورات والتداعيات وعمليات الفك والتركيب، والمزج والعزل؛ أفقد الثورة السورية الكثير من علاقاتها الايجابية..وعدنا- وأعود للتشبيه من الحياة البرية- أشبه بالمهاة أو الظبية تنتظر صاحب القرون الفائز..
حجم التغيرات في المنطقة أكبر…وعملية إعادة الاصطفاف بين جميع القوى تتم على قدم وساق..
وفي وقت يكاد فيه الأطفال يحصلون على ألعابهم من الطائرات المسيرة، أو الصواريخ الباليستية، ما يزال فينا من يمنينا بتعديل مادة عرجاء في دستور مقعد..
وهؤلاء أهلنا في لبنان تجتاحهم رياح الشر، ولم يغنِ عنهم دستورهم من الحق شيئا..
كل الذي نحتاجه فريق سوري واحد، يؤمن بحق السوريين في الحياة الحرة الكريمة، ويحفظ قول الله تعالى (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً)
تجربة أهلنا في غزة: فئة مبصرة، وتأخذ الكتاب بقوة.
فقط أذكرنا: أين هي بقايانا من مهاجري الأندلس.. الذين ضاع ذكرهم في البلاد؟؟
أين هم مهاجرو القرن التاسع عشر، الذين ملؤوا الجواء شعرا ونحيبا..؟؟!!
بالأمس كتب مذكّر فاضل عن حفل لشباب وصبايا المهاجرين السوريين في ألمانيا…!!
وكانت رسالته سياسية بامتياز..
يجب أن لا أنسى قبل أن أغادر: وأشجب وأستنكر وأدين القصف الروسي على ديارنا وأهلنا..
وأذكر أن العمل الثوري والعمل السياسي شيء وأن اللعب بالحصى شيء آخر..
وسوم: العدد 1098