وهم يشعرون
لقد أعطى الله عز وجلَّ لنبيه سليمان – عليه السلام – نعمة فهم منطق الحيوان؛ " وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ عِلۡمٗاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيۡمَٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّيۡرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيۡءٍۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِينُ (16)" / النمل.
فلما أن سار سليمان – عليه السلام – بالجيش إذ يسمع نملة تحذر مملكة النمل من أن يطأهم جنود سليمان بنعالهم؛ وهم لا يشعرون. فتلكم النملة فقهت أن جنود سليمان قد دُربوا على عدم أذية نملة، فضلاً عن أن يؤذوا العالمين! إذاً فالنملة العجماء في ثقة مطلقة أن أحدا من أجناد النبي ذي النعم لن يدوس نملة متعمداً!! "حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوۡاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ (18)" / النمل.
واليوم فإن الجيوش المتجبرة بجنودها المتغطرسين يدوسون البشر والحجر والشجر؛ وهذا ما نراه ونسمعه في فلسطين وغيرها في مناطق الحروب المستعرة؛ إنهم يسحقون الأطفال والنساء والشيوخ في غزة بأيدي أجناد النتن – ياهو القذر، وفي إدلب بطائرات القوات الروسية الشريرة، أما أهل فلسطين فقد سخر الله لهم آلة إعلامية تفضح مذابح "بنغفير" و"سموترتش"، ولكن في إدلب وأخواتها لا إعلام يغطي، ولا بواكي لهم!!!
ولعل سائلاً يسأل ما شأن سوريا في هذه المعادلة؛ فالجواب عند بيبي نتن – ياهو الذي وعد بشرق أوسط جديد مقسَّم ممزق؛ فإسرائيل لها الحق بقصف كل موقع في أرض الشام من الجنوب في درعا إلى حلب، وأمريكا تعبث بالقسم الشرقي مع حلفائها من "قسد" وغيرها، وها هي روسيا رجعت لتقول لهما؛ إنني موجودة، فلا تنسوا حصتي من الكعكة المدمَاة!!!!
لذا أستطيع الختم بالقول إنهم جميعا يهرسون الشعوب المنكوبة بأظلافهم- وهم يشعرون- وعن سابق نية وترصد؛ فأين ادعاء حفدة القرود والخنازير من قول كبيرهم المنتن من أن جيشه هو الجيش الأخلاقي الأول عالمياً؟ وأين انتسابهم لسليمان عليه السلام، وزعمهم بإعادة هيكله المتوهَّم؟! ساء ما يحكمون.
وسوم: العدد 1099