اليوم الاثنين 11-11- 2024 بين قمة عربية-إسلامية في الرياض.. ولقاء أستانة 22 في كازاخستان
تعودنا أن نستقبل مواعيد القمم العربية بزيطة وزمبليطة أو بطنة ورنة ، كما يقول أشقاؤنا المصريون، أو كما نقول.
حاولت البحث عن عنوان القمة حتى تعثرت ببعض الأخبار، لا شيء مهم، سوى ما يقال : إن القمة ستكون حفلا بروتوكوليا لاستقبال عهد ترامب..!!
القمة تعقد في سياق الحرب الصهيونية على فلسطين وغزة ولبنان، لا أدري لماذا لا تذكر سورية في السياق؟؟ القصف على الأراضي السورية، والشعب السوري، لا يكاد يتوقف..
قصف صهيوني في الجنوب، وبالأمس فقط قصف العدو الصهيوني منطقة السيدة زينب، تسعة قتلى، بينهم فيما يزعمون قيادي في حزب الله...
وقصف أسدي على مناطق الشمال، الاستعداد للذهاب إلى أستانة اليوم، لم يمنع بشار الأسد من قتل المزيد من النساء والأطفال في الشمال السوري بالأمس...
في الأخبار العامة أن الحكومة التركية نصحت الفصائل السورية، بالكف عن الرد، حرمة للقاء اليوم في أستانا..!! ولكن يبدو أن لقاء أستانا اليوم لا يكاد يهتم به أحد. تصريح لافت من الرئيس أردوغان يقول فيه: لقد أفشلنا محاولة تطويق تركية من الجنوب. حتى كازاخستان التي دعت للقاء اليوم، لم يكن لديها أجندة حقيقية لجدول الأعمال!!ومع ذلك ستجري اليوم مباحثات، وستعلن في الغد السياسات والبيانات!! كان عندنا تعبير رومانسي جميل نقرره عندما نلتقي لاحتساء الشاي فقط : يكفي من لقاءاتنا أننا نلتقي..!! كان ذلك العنوان نوعا من السلوى ولو حتى حين.
في السياق ذاته الروس يؤسسون لبرج المراقبة الثامن، على خط فصل القوات في الجولان السوري، لمراقبة هذا الخط، تذكروا إذن لقد كان هناك سبع نقاط مراقبة من قبل، ولكن أيا منها لم يمنع، أي تقدم للعدو أو تجريف أو عدوان..لا نعلم أي مخرج إيجابي لهذه النقاط. وسورية على الرغم من كل شيء لم تعد آمنة لسكانها بفعل مهددين كثر، منهم بشار الأسد والروس والأمريكيون والميليشيات الطائفية والعنصرية ومنهم المحتل الصهيوني..!!
في سياق الأخبار اليومية ما تزال الحرب المدمرة المبيرة على غزة وأهلها الذين هم أهلنا أيضا تتمادى، وما زال هذا العالم يتمارى في حقيقة هذه الحرب. هي حرب إبادة من محتل عالمي شرس!! هي هولكست هي محرقة، ما زالت تدار رحاها على شعب أعزل...
من معاني حرب الإبادة أن تشن من طرف قوي يملك كل أدوات السيطرة، ضد أناس عزل يجردون أحيانا كما يجري اليوم في عزة، وما جرى من قبل في سورية؛ حتى من حقهم في الدواء والماء والغذاء...
أظننا بحاجة إلى إعادة توصيف ما جرى في سورية وما يجري في غزة وفي لبنان أيضا... وفي كلٍ يجري تجريف الإنسان والعمران...
مفهوم الحروب أنها تدار بين الجيوش، وليس بين أسلحة التدمير ولحوم البشر الحية..تلك إذن قسمة ضيزى.
وربما نحن بحاجة إلى إدراك أكبر لفقه علم الجريمة، حيث يضع المجرم المسيطر، سكينا مثلمة بيد خصمه الضحية، وربما يشطب المجرم في جسمه بها عدة شطوب، لكي يجد لنفسه الذريعة بأنه يفعل ما يفعل للدفاع عن النفس...
هي نظرية جيش الدفاع الإسرائيلي نفسها. وهي نفس عناوين بشار الأسد والروس والتحالف الأمريكي حين يعلن حربه على الإرهاب!! أي إرهاب؟؟
تأملوا حين فرض الأمريكيون من خلال حلفائهم الصلبيين وحلفائنا الهشين، على السوريين من طالبي الحرية، أن يحاربوا الطيران الروسي، والطيران الأسدي والصواريخ الدقيقة، والقنابل الفراغية والارتجاجية والبراميل المتفجرة بدون أي مضاد للطائرات!! وبدل تقديم النصح كانوا...
ذلك الفخ هو هذا الفخ. ويظل يردد مذيع قناة الجزيرة ومحللوه العسكريون عن دوي صفارات الإنذار...
إن الذين يدفعون المظلوم المستضعف إلى حرب لا يملك الأسباب العملية للانتصار بها، إنما يدفعونه إلى حتفه. وتعجبهم رؤيته وهو يتلوى على سفود القتلة والمجرمين..
ولكي لا يسبقني سابق إلى التفسير أفسر فأقول: هذه ليست دعوة للاستكانة ولا للذلة ولا للاستسلام المقيت.. وإنما هي دعوة للعقل، ونحن عندما حاطبنا ربنا بآياته وكتابه قال لنا: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)...
وسوم: العدد 1102