سورية كما تراها الجزائر
اتّصل بي صديق سوري -طلب عدم ذكر اسمه- عبر الخاص وبتاريخ: 4 ديسمبر 2024، فقال:
"لم تتقدم أية دولة عربية للمصالحة بين المعارضة والنظام، ولم تحاول ولو لمرة واحدة. ولا لتقريب وجهات النظر ولا لعقد لقاء مشترك بينهما في أية عاصمة عربية. ولا لجمع الدول المؤثرة لمناقشة القضية السورية. يبدو أنهم جميعا مع تصنيف الثوار إرهابيين حتى الجزائر التي سعت في الحرب العراقية الإيرانية بكل سعيها لوقف الحرب أيام صدام لم تقم بشي من ذاك الجهد في القضية السورية وموقفها في مجلس الأمن من خروج حلب عن سلطة النظام يؤكد أن رؤيتها للثوار أنهم إرهابيون. أما دول الخليج فكانوا محور شر. أما (...) نفضت يدها من القضية لكون المستشارين المقربين للملك هم يهود.
أرسلها لي صديق ولم أتابع موقف الجزائر في مجلس الأمن. فقلت له أظن للجزائر ملحظ آخر. هو لم يوضح سوى أنها في جلسة مجلس الأمن وأنا أتابع الأخبار ولم أرها/
أنا اقول للسوريين دوما الجزائر لم تسعر الحرب ولن تشارك في سفك الدم.
تحياتي أستاذ معمر ممكن تطلعنا على موقف الجزائر على الخاص لي أو بمنشور
السّلام عليكم".
أجبت: قرأنا عرضك، وطلبك. حفظ الله سورية
لم أجبك مباشرة. لأنّه شغلني شاغل. وأجيب الآن وأنا في البيت، وأقول:
لا أعرف لغاية هذه اللّحظة موقف الجزائر الرّسمي. ولم أقرأ بيانا رسميا في الموضوع. وهذا أمر طبيعي. فالدبلوماسية الجزائرية معروف عنها قلّة الحديث، والتّريث.
معروف عن الجزائر أنّها تتعامل مع الدول. وأخيرا تعاملت مع منظمات لأسباب ليس هذا مجال شرحها.
أريدك أن تعرف أمرا في غاية الأهمية، ويعتبر عقيدة لدى الدولة الجزائرية، والمجتمع الجزائري. ومن خلاله يمكنك معرفة الموقف الجزائري:
عانت الجزائر في العشرية الحمراء اضطرابات بالغة الخطورة كادت أن تمسّ أركان الدولة، والمجتمع. ولذلك لا تتحمّس الجزائر لعمل الجماعات، ومهما كانت طبيعتها. ولذلك تراها تقدّم الدولة على الجماعات.
أجاب: نحن لم نشجع تلك الجماعات والمنظمات وكنا نعرف مخاطرها ونحذرها لمعرفة بعض من فيها ولكن سلوك الأسد سد كل نافذة للتفاهم وإلى الآن لو يتعامل مع السوريين بمفهوم الدولة لما بقي أحد يحمل سلاح يكذب في كل شيء حتى من صالحه بعد أسبوع وجد مقتولا والأعداد بعشرات الأمثلة. لذا الآن نحارب حتى في لقمة عيشنا فصرنا مطلوبين للنظام وللفصائل
أضيف: قامت الجزائر بالوساطة بين الدول. لأنّها طلبت ذلك. سواء العراق وإيران. أو قضية الرهائن الأمريكيين وإيران. والجماعات مالت لكلّ دولة وما أكثرها باستثناء الجزائر. لأنّه لم يطلبها أحد للوساطة.
إضافة ثانية:عارضت الجزائر طرد سورية من الجامعة العربية. وطالبت بعودتها. ورفضت فرض العقوبات عليها. وساهمت في عودتها. وتعرّضت في سبيل ذلك للضغوط.
قال: حفظ الله بلادنا وبلادكم وتحياتي أخ معمر.
أنظمتنا هشة جدا كان الأولى بنا عدم ايقاعها بحضن العدو.
ألف شكر أخي معمر.
أقول: وفّقكم الله في حفظ سورية، وحفظ أنفسكم، وأهليكم، والسوريين جميعا..
أجاب: يا رب".
إضافة خارجة عن الحوار يجب ذكرها، والتّذكير بها:
وأنا أنهي المقال أقرأ عبر صفحة صديقنا Aissa Bendjedda، ووصلني مثله عبر الخاص من طرف صديق حول رسالة من القائمين الجدد على سورية، جاء فيها: " إدارة الشؤون السياسية في هيئة تحرير الشام تصدر بيان شكر خاص لدولتي الجزائر والسودان على مواصلة عمل سفاراتهما في دمشق".
ملاحظة على هامش الحوار: ذكر الصّديق أسباب عدم ذكر اسمه في رسالة تضمّ 188 كلمة.
وسوم: العدد 1106