تحت طائلة أي قانون دولي ينتهك الصهاينة سيادة سوريا يوسعون احتلالهم فيها

تحت طائلة أي قانون دولي  ينتهك الصهاينة سيادة سوريا يوسعون احتلالهم فيها ويدمرون أسلحة هي ملك الشعب السوري للدفاع عنه نفسه بعد سقوط نظامه الفاسد ؟

ما كاد الدكتاتور الدموي  في سوريا يفر فراره المخزي ،والمنهي لفترة حكمه الشمولي المظلم  حتى سارع الصهاينة نحو هضبة الجولان المحتلة  لإعلان وقف  العمل باتفاق  إطلاق النار الموقع سنة 1974 من طرفهم دون أن يعلن الطرف السوري عن ذلك، وهو مشغول بترتيب شؤونه الداخلية، وعلى رأسها تكليف حكومة تصريف أعمال تتولى تدبير الأمور الملحة ، ومعالجة  مخلفات العهد الدكتاتوري الذي خلف وراءه دمارا شاملا ، ومآسيَ لا حد لها ، وملايين اللاجئين الذين يجب أن يعودوا إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا وفرارا من الإبادة الجماعية  ، وإفلاس اقتصادي مهول ...

ففي هذا الظرف الدقيق والاستثنائي ، هرول الصهاينة إلى احتلال المنطقة العازلة بين الجولان المحتل وباقي الأراضي السورية ، بل توغلت قواتهم  ما بعد تلك المنطقة ، وانتشرت بشكل مكثفة تحت ذريعة الحيطة من أن يهاجم ثوار سوريا  ما احتلوه من الأراضي السورية سنة 1967  والذي يعتبرونه  جزءا من وطنهم  التلمودي المزعوم . ولم يقفوا عند هذا الحد بل استباحوا أجواء سوريا بطيرانهم العسكري ، وقصفوا كل مواقع الأسلحة فيه ، والتي كانت بحوزة الجيش السوري ، علما بأنه بعد فرار الدكتاتور من المفروض أن تصير كل مقدرات البلاد  بما فيها الأسلحة ملكا للشعب  ، ولا يحق للكيان الصهيوني استباحتها بالتدمير والاتلاف ،كي يبقى هذا الشعب دون سلاح يدافع به عن نفسه ، وعن وطنه ،خصوصا وأن هذا الكيان  الذي يحتل جزءا من أرضه ، يلوح بخرائط  تعكس أطماعه التوسعية فيما يسميه وطنا قوميا  تلموديا لليهود، يمتد من البحر إلى النهر ، بل أبعد من ذلك في طول وعرض الوطن العربي .

فتحت طائلة أي قانون دولي أعطى الكيان الصهيوني لنفسه حق نقض اتفاق وقف إطلاق النار من جانب واحد ؟ وحق مواصلة احتلال المزيد من الأراضي السورية ؟ وحق قصف  وتدمير الأسلحة  والمنشآت العسكرية  التي صارت ملكا لشعب أسقط حكم طاغية ؟

وما رأي مجلس الأمن فيما يقوم  به الصهاينة  في ظرف لملمة الشعب السوري شتات أمره ، ومداواة جراحه النازفة ؟ وما رأي أنظمة العالم المهيمنة على صنع القرار فيه، وقد أصبحت الفوضى ضاربة أطنابها فيه  بسبب تعطيل قرارات مجلس أمنه،وذلك عن طريق الفيتو الأمريكي الجائر والمتحيز للكيان الصهيوني؟  وما كل هذه الازدواجية في المكيال التي تطلق بموجبها  اليد الطولى للكيان الصهيوني ليعيث  في أرض فلسطين المحتلة فسادا تقتيلا وتهجيرا قسرا لشعبه ، و كذا في ما يجاورها من البلاد العربية التي يحتل أجزاء من أرضها أيضا كسوريا ولبنان؟

ألا تخجل  أنظمة العالم صانعة القرار فيه من نفسها وهي تدلل الكيان الصهيوني كل هذا الدلال  إلى أبعد الحدود ؟ الشيء الذي جعله يستقوي بها ، ويمارس طغيانه الأعمى على شعوب  عربية مستضعفة ، ومنها الشعب السوري الذي عانى من ويلات الاستبداد والطغيان ، وما كاد يتخلص منه حتى وجد نفسه مهددا بكيان  محتل إجرامي يتوعده ، ويختلق الذرائع الواهية كي يحتل  المزيد من أرضه  أو لعله ينوي حتلالها كلها ، ثم يراهن بعد ذلك على عامل تراخي الزمن ليدعي فيما بعد أن ما احتله بالقوة هو وطنه الأبدي بموجب خرافات وأساطير تلموده.

ولا حاجة  للتساؤل عن مواقف أنظمة الدول المنضوية  تحت جامعة الدول العربية  بخصوص توسع احتلال الكيان الصهيوني في سوريا ، وعداونه على مقدرات شعبها  بما في ذلك أسلحة  الدفاع عن نفسه ووطنه ، والتي كانت تقتنى من  أموال الضرائب الجائرة المفروضة عليه  في ظرف  ضَنُك  فيه عيشه ، وكان غاية في السوء والشدة .

 فما الذي تنتظره هذه الأنظمة لتحزم أمرها  قبل أن يبدأ الكيان الصهيوني بتوسعه في أرجاء وطنها العربي وفق ما يشره  بكل تحد واستفزاز من خرائط وطنه التلمودي الذي يحلم ويمني نفسه به  ؟ إن موقف المتفرج الذي تقفه الأنظمة العربية يجعل حالها كحال أصحاب السفينة  المهددة بالغرق التي جاء ذكرها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمتى ستتحرك هذه الأنظمة قبل اتساع خرقها المفضي إلى غرقها ؟

وأخيرا نقول إن سوريا التي حبلت بأبطالها الذين أكملوا ربيع ثورتهم بطرد الديكتاتور الفار شر طرد  ، هي نفسها التي ستحبل أيضا بأبطال  سيطردون المحتل الصهيوني من جولانها  ويذلونه الإذلال الموعود في الذكر الحكيم ، وإن غدا لناظره قريب .

وسوم: العدد 1106