رسالة إلى أم الشهيد !

إلى أم عمار ،وأم مؤيد ، وأم همام ، وأم ميسر … وإلى كل أمهات مَن هم أحياء عند ربهم يُرزقون !!

لست أدري ماذا أكتب إليكِ ؟ مُعزّيا أم مهنئا ؟ فإن كنت معزيا ففَقْدُ الولد ليس أمرا سهلا ! فلتدمعِ العين ، و ليحزنِ القلب ، فإنها رحمة أودعها الله في قلوب عباده !

و قد دمعت عينا نبينا - صلى الله عليه و سلم - لِفَقْد الولد !

و إن كنتُ مهنئا فلأن الشهيد يشفع في سبعين من أهله !

و لكِ في الخنساء و أسماء و غيرهن أسوة حسنة

فلله درُّكُنّ يا نساء سورية و أمهات الشهداء و زوجاتهم ما أصبرَكنّ على بلاء ، و أقواكُنّ على مصيبة ! أعَدْتُنّ إلى الأذهان سيرة صحابيات المصطفى صلى الله عليه و سلم ، فقد جاءت امرأة من بني دينار بعد غزوة أحد ، أصيب زوجها و أخوها و أبوها ، فلما أخبروها باستشهادهم ، قالت : فما فعل رسول الله ؟ قالوا : خيراً ، هو بحمد الله كما تحبين .

فطلبت أن تراه ، فلما رأته سالماً ، قالت : كل مصيبة بعدك جَلَل ( صغيرة ) ؟!!

أيتها الأخوات زوجات و أمهات الشهداء : الإسلام بخير وبلدنا بخير ، فها هي ذي شمس الحرية أشرقت على الشام بعد اغتراب ، فأضاءت القلوب ، و جددت الهمم ، و رسولنا صلى الله عليه و سلم يُبشّرُكُنّ فَبَشّرْنَ غيرَكن فقد طلب من أم سعد ذلك فقال : أبشري ، و بَشّرِي أهلهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعا ، و قد شفعوا في أهلهم جميعا !

قالت : رضينا يا رسول الله ، و مَنْ يبكي عليهم بعد هذا ؟

فقال : اللهم أَذهِبْ حزنَهم ، و اجبُرْ مصيبتَهم ، و أَحسِنْ الخَلَفَ على مَنْ خُلّفُوا …….

وسوم: العدد 1106