همسة إلى مسلمي هذا العصر
إلى المسلمين في هذا العصر الذي تكالب فيه أعداء الإسلام على المسلمين أهل السنة والجماعة ، بمؤامراتهم وحروبهم ومكرهم وأحقادهم ، وليس للمسلمين اليوم إلا التمسك بروح ديننا الإسلامي الحنيف ، وأن تتوحد كلمتنا ، ونشد أزر صفوفنا ، نسالم مَن يسالمنا ونقاتل مَن يعتدي علينا ، ولا نركن لحكم ظالم جائر ، ولا نخشى من بغي عدو حاقد مهما بلغت قوته المادية .ونشكل جميعا الفرقة الناجية ونشد أزرها ، ونكون ساعدها القوي الذي لايلين ولا يستكين لعدو غاشم أو حاكم غادر لايحكِّم شريعة الله سبحانه وتعالى . ولنكن على ماكان عليه جيل النبوة في العقيدة والعبادة والجهاد ، وفي الآداب والمعاملات ، وأن نرفض كل التقليعات البشعة المستحقَرة التي جاءتنا بها الحضارة المادية المتعفنة . فكتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم هـما دستورنا ، ومنهج حياتنا لانحيد عنهما ولا نرضى بحكم غيرهما مهما كانت الظروف ومهما اكفهرت النتائج . نحب أن يهنأ جميع أهل الأرض في حياتهم وهم في ظلال هذا الإسلام العظيم ، دين الإخاء والرحمة والسلام . وأن نحب لغيرنا مانحبه لأنفسنا ، وأن لانتلكأ في بيان الحق ، وعمل المعروف مع الناس . ولو كـــــــــــره المرتدون والمناوئون والمتصهينون والمرجفون ، فديننا الإسلامي الحنيف هو دين الأنبياء أجمعين ، دين التوحيد والإخلاص لله وحده لاشريك له . يقول المولى تبارك وتعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) 13/ الشورى. بيان رباني صريح ، فمن ابتغى غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .فإن ماجاءت به الملل والنحل والفلسفات الفارغة ماهي إلا من صناعة إبليس لعنه الله وأتباعه من أشرار الإنس والجن وسفهائهم . فالمسلمون اليوم ليسوا بحاجة إلى المزيد من السكان ، فهم كثر ولله الحمد ، ولكنهم بحاجة إلى تجديد الإيمان ، والإقبال على تعاليم ماجاء به الوحي من آيات بيِّنات ، وما ورد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى الإقبال على العلماء العاملين أهل كلمة الحق في وجوه سلاطين آخر الزمان الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، فضاعوا وأضاعوا غيرَهم في ضلالات الباطل ، ومتاهات الخنوع الذي جلبه لهم أولئك الخانعون المستسلمون للعدو .ولقد تشكلت الفرق الضالة ، والأحزاب العلمانية المنحرفة ، وكثرت أعدادُهم ، أولئك هم الضالون المضلون الذين تبرَّأ منهم رسولُنا صلى الله عليه وسلم يقول الله عـزَّ وجلَّ : ( ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ) الأنعام/159. فاتفاق الكلمة وائتلاف القلوب من أهم مزايا أهل السنة والجماعة ، فوحدة الصف الإسلامي ، بائتلاف القلوب ، والأخذ بقيم الروح الإسلامية من المودة والإيثار والاعتصام بدين الله وتفعيل مشاعر حبِّ رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وعدم الاستكانة أمام مَن ناوأنــا من الأعداء على اختلاف أجناسهم واتجاهاتهم وخبايا مؤامراتهم ، والثبات على ثغور الإسلام المتنوعة ، فيكون المجتمع الإسلامي عندئذ على سعته وكأنه الطائفة المنصورة المؤيَّدَةُ بنصر الله وفتحه ، فلهم الغلبة على كل الأعداء ، ولهم الرضوان التوفيق والسداد من الله.
وسوم: العدد 1116