إشراقة : ( الإرهاب المقدّس )

إشراقة :

( الإرهاب المقدّس )

د. أبو بكر الشامي

- يحتلون فلسطين العربية المسلمة ، ويعيثون فيها تقتيلاً ، وتدميراً ، وتشريداً ، حتى تصل بهم القحّة والنذالة إلى قتل المصلين في المساجد وهم ركّع سجود ، وبقر بطون الحوامل ، وتكسير عظام الأطفال ...!!!

وإذا ألقى عليهم طفل فلسطيني حجراً رفعوا عقائرهم بالحديث عن الإرهاب .!!!

- ويحتلون أفغانستان المسلمة ، ويلقون عليها آلاف الأطنان من المتفجرات ، فيحرقون الزرع ، ويهلكون الضرع ، ويقتلون شعباً يموت أبناؤه في الطرقات من الجوع والمرض ، بدلاً من أن يقدّموا له المساعدات الإنسانية ، وهم أدعياء التحضّر وحقوق الإنسان ...

وإذا رفع أفغانيٌّ شهم السلاح في وجوههم الحقيرة للدفاع عن أرضه وعرضه ، رفعوا عقائرهم المبحوحة بالويل والثبور وعظائم الأمور ، ليعطونا محاضرات تافهة عن الإرهاب ...

- ويحتلون الشيشان المسلمة ، ويذبحون شعبها الفقير المسكين ، ويدمرون مدنها الآمنة ، ويحتجزون عشرات ألاف الأطفال والشيوخ والنساء في خزانات الإسكيمو المتجمدة ، في ظروف لا تقوى عليها الخنازير ...

وإذا رفع شيشاني غيور بندقيته في وجوههم الكالحة ليدافع عن أرضه وعرضه يتهمونه بالإرهاب ...!!!

- ويحتلون العراق الشقيق ، جمجمة العرب ، ويرتكبون فيه من الجرائم والموبقات ما يزلزل عرش الله ، ثم يلقونه لقمة سائغة بين أنياب إيران الصفوية الحاقدة ، لتكمل تدمير ما عجز عن تدميره الأمريكان والإنكليز ...

فإذا رفع عراقيٌّ نشمي السلاح في وجوههم الصفراء الحاقدة ، دفاعاً عن أرضه وعرضه ، رفعوا عقائرهم المبحوحة بالكلام عن الإرهاب والإرهابيين والصدّاميين والتكفيريين ...

- ويثقبون آذاننا في حديثهم الممجوج الكاذب المنافق عن ( العالم الحرّ ) و ( الديمقراطية ) و ( التعددية ) و ( حقوق المواطنة ) و ( حقوق الإنسان ) و ( الاحتكام إلى صناديق الاقتراع ) ، ويصدّقهم بعض المخدوعين من أبنائنا ، ويدخل المسلمون في الجزائر وغزّة ومصر وتونس الانتخابات ، ويفوزون فيها بشهادة كل المراقبين والمنصفين ...

وفجأة يكشّر أدعياء ( الديمقراطية ) و ( الشفافية ) و ( التداول السلمي للسلطة ) عن أنيابهم الغادرة ، ويأمرون عملاءهم في الجيش فينقضّ على الشرعية ، ويسحق ( الديموقراطية ) ، ويقذفون بالرؤساء الشرعيين ، وأعضاء البرلمان الفائزين بثقة الشعب في غياهب السجون ...

وإذا تظاهرت الجماهير ، واعتصم الشعب في ساحات الوطن للمطالبة بعودة الشرعية ، وإلغاء الانقلابات العسكرية ، سحقوه بكل أنواع الأسلحة ، وفضّوا اعتصاماته بالقوة المسلحة ، وحولوا ساحات الاعتصام والتظاهر إلى برك من الدماء ...!!!

وإذا رفع غيورٌ صوته مندّداً بهذا الإجرام ، وإذا حمل شاب بندقيّته مدافعاً عن نفسه وأهله وعرضه ، وصموه بالعنف والتطرّف والإرهاب ...!!!

- ويجثم بعض ( اللوطيين ) و ( التافهين ) و ( اللقطاء ) على صدورنا لعشرات السنين ، فيقتلون كل خلية حيّة فينا ، ويسحقون كل بذرة خير في شعوبنا ، ويحوّلون أوطاننا إلى مزارع مملوكة لهم ولأصهارهم وأقاربهم وأتباعهم ، وإذا مات أحدهم ورّث شعوبنا وأوطاننا لأبنائه من بعده ، كما تورّث الضياع ...!!!

وإذا خرج الشعب مطالباً بحريّته وكرامته وأبسط مقوّمات حياته ، ضربوه بالمدفعيّة الثقيلة ، والدبابات ، والطائرات ، وصواريخ سكود ، والكيماوي .!!!

فإذا رفض بعض الجنود الأحرار قتل أهلهم ، نعتوهم بالإرهابيين ، والتكفيريين ، والمتطرّفين ، والعصابات المسلّحة ...!!!

أيها الدّجالون ، والمشعوذون ، والأفّاقون ، والمتآمرون علينا من أبناء جلدتنا ...

أيها العابثون بدمائنا وأعراضنا وأوطاننا وشعوبنا منذ عشرات السنين ...

كفاكم كذباً ، وكفاكم عبثاً ، وكفاكم خيانة ، وكفاكم عمالة ...

لقد عرفناكم ، وشخّصناكم ، وخبرناكم ، ومللنا كذبكم ، وقرفنا من دجلكم ، وتقيأنا على ( ممانعتكم ) و ( بال ) أطفالنا على ( مقاومتكم ) ...!!!

وأنتم أيها ( الأسياد ) ( الكبار ) ...

يا أدعياء ( الحريّة ) و ( الديمقراطية ) و ( حقوق الإنسان ) ...

لقد عرفناكم أيضاً على حقيقتكم ، وشخّصناكم ، وخبرناكم ...

ولقد ثبت لنا بالدليل القاطع بأنكم بلا ضمير ، ولا قيم ، ولا حضارة ، ولا مباديء .

بل أنتم أقرب إلى ( العصابات ) ( والمافيات ) و ( تجار الحروب ) و ( مسوّقي الإجرام ) و ( أكلة لحوم البشر ) و ( مصّاصي دماء الشعوب ) ...

وسيأتي اليوم الذي تنهض فيه أمتنا من كبوتها بقيادة قرآننا ، وتستأنف فيه دورها الحضاري والريادي والقيادي في العالم ، وتنالون فيه جزاء ما اقترفت أياديكم الآثمة بحق شعوبنا وأوطاننا .

أما أنتم أيها المجاهدون الأبرار في أية ساحة من ساحات أمتنا ، وأخصّ أرض الشام المباركة ...

أيها الأبطال النشامى الذين تخوضون أشرف ملحمة جهادية في هذا العصر ، ضد ( أبي جهل ) أمريكا والصهيونية ومن معها من طواغيت هذا القرن ، ومن ناصرهم وتحالف معهم من الاستعماريين والامبرياليين والمنافقين والعملاء والحكام الخونة المأجورين ...

فلتمضوا على هذا الطريق المبارك ، ولتعدّوا ما تستطيعون من القوّة العسكرية والمالية والإعلامية وغيرها ، ولتهيئوا من الكتائب والفرق والجيوش ، ما ترهبون به الأمريكان القتلة ، و الصهاينة الأوباش ، وعملائهم الحكام الخونة  الذين ينفذون مخططاتهم بالوكالة ، ولتنفذوا من العمليات الاستشهادية الصاعقة الماحقة ، ما تزلزلون بها الأرض تحت أقدامهم الخائرة ، وتمزّقون بها أشلاءهم القذرة ، وتنثرون بها دماءهم النجسة ، وتردعون _ من ورائهم _ كلّ من تسول له نفسه الاستعمارية المريضة ، الاعتداء على شرف الأمة وكرامتها ومستقبل أبنائها …

ولا عليكم _ بعد ذلك _ أيها المجاهدون العمالقة ، أسود التوحيد ، وليوث الوغى ، من فرق وألوية ( النصرة ) و ( الدولة ) و ( جيش الإسلام )  و ( الأحرار ) و ( الصقور ) وغيرها من كتائب وألوية جيشنا الحرّ المجاهد  ، لا عليكم ، بما تنعق به أبواق الصهاينة المذعورين ، وعملاؤهم المأجورين ، وعبيدهم الخائبين من ( مشايخ الدولار ) ، الذين يسمون بطولاتكم الخارقة ( عنفاً ).!!

وعملياتكم الرائعة ( إرهاباً ) وتضحياتكم المدهشة ( تهوّراً وانتحاراً ) أو ( إلقاء باليد إلى التهلكة ) ..!!!

فلكم  _أيها العمالقة ، ويا صناع مجد العرب _ من قرآن ربّكم ، وسيرة نبيّكم ، وتراث أمتكم ، ما يغنيكم عن سماع تلك الأبواق المبحوحة …

فعن أبي يعلى ، قال : غزونا القسطنطينية ، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، فحمل رجلٌ من المسلمين على العدوّ وحده .!! فقال القوم : مه ، مه ، لا إله الا الله ، يلقي بيده إلى التهلكة .!!!

فقام الصحابي الجليل ، أبو أيوب الأنصاري (رض )  وقال : مهلاً أيها القوم ..

فو الله ، فينا نزلت هذه الآية الكريمة ، وذلك ، لما نصر الله نبيه ، وأعزّ دينه ، فأردنا أن نقيم في أموالنا فنصلحها ، فأنزل الله فينا : بسم الله الرحمن الرحيم

(( وأنفقوا في سبيل الله ، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) البقرة (195)

فالإلقاء باليد إلى التهلكة معنــــاه : ترك الجهــاد ، وترك الإنفاق في سبيل اللـــــــه

قال أبو يعلى راوي القصة : فما زال أبو أيوب الأنصاري يجاهد الكفار ، حتى استشهد ودفن تحت أسوار القسطنطينية ، وما زال قبره معروف هناك إلى اليوم ( رضوان الله تعالى عليه ) .

فاضربوا أيها المجاهدون العمالقة ، اضربوا الصهاينة ، والأمريكان ، وأذنابهم الحكام المحليين ، وعملاءهم التافهين ، أينما وجدتموهم ، ولا تأخذكم بهم رأفة ولا رحمة …

 بسم الله الرحمن الرحيم : (( قاتلوهم ، يعذّبهم الله بأيديكم ، ويخزهم ، وينصركم عليهم ، ويشف صدور قوم مؤمنين ، ويذهب غيظ قلوبهم ، ويتوب الله على من يشاء ، والله عليم حكيم )) (التوبة14 ) صدق اللـــه العظيـــم.