سارقة الخبز..

سارقة الخبز..

هنادي نصر الله

[email protected]

قضتُ مضجعي بقوةِ بطشها؛ بعد أن انتزعتْ انتزاعًا " ربطة خبزٍ " من يد سيدةٍ تبدو وقورةً في ملامحها وزيها؛ ثم هربتْ مع رجلٍ بسيارةٍ قادتهما بسرعةٍ إلى حيثُ لا أدري..

اللافتُ أن السيدة الوقورة التي سُرقتْ منها " ربطة الخبز" بقيتْ  متجمدةً في مكانها؛ لا تعي ما يدور حولها؛ كانتُ تُحاول أن تحبس دمعها من النزول؛ اقتربتُ منها وسألتُها" أتأمني لتلك الشابةُ التي سرقتْ خبزكِ" قالتْ " دومًا تزورني في بيتي وقت الغداء، وتمكثُ أربعة ساعات، زوجي يكونُ مشغول، وأحيانًا يتحدثُ معها؛ وهي تُلاعبُ صغاري، وتُجيد الحديثَ وفن الثرثرة والضحك بصوتٍ عالٍ"..

انتهى المشهد الجديد من مشاهد أحلامي اليومية؛ لكنني حاولتُ جاهدةً أن أربط ما رأيت بنصيحةٍ إلى كل الزوجات بآلا يُحولنّ بيوتهن  إلى صالوناتٍ لزياراتِ النساء المتكررة؛ والتي قد تقلبُ هدوء وصفاء حياتهن إلى جحيم؛ كما عليهن التحلي بالحكمةِ فلا يأمنَ لمكر النساء وكيدهن؛ فقد تُعشعشُ فكرةً خبيثةً في عقل إحدى الزائرات؛ التي لا يروق لها أن ترى غيرها من النساء سعيدات؛ ألم يقل جل وعلا"  واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم".. صدق الله العظيم..

على كل سيدةِ بيتٍ وقورةٍ أن لا تفتح باب بيتها على مصراعيه، وأن تتأكد من هويةِ زائراتها وأخلاقياتهن ما استطاعت إلى ذلك سبيلا؛ وأن تُحسن استقبالهن في كل الأحوال؛ لكن عليها أن تكون حذرة فطنة؛ فإن رأتْ نظراتٍ مريبة أو تصرفاتٍ غريبة من إحدى الزائرات عليها أن تقطع رجلها عن بيتها؛ بأساليب لبقة ودبلوماسية، فأكثر المصائب وأخطرها من النساء وشيطنتهن؛ ألم يقل المثل الشعبي" ابحث عن كل مصيبة تجد وراءها امرأة...

لا تبوحي لأيِ النساء عزيزتي عن لقمةِ عيشكِ وخبزكِ، عن هنائك وسروركِ، قد تُحدثين بحسنِ نية من باب" وأما بنعمةِ ربك فحدث" لكنك عزيزتي قد تجدي من تمكر لكِ وتُظهر لك عكس ما تُبطن؛ لتجدي نفسكِ " متقهقرة إلى الوراء" وقد أخذتْ مركزكِ في عملكِ أو نزعتكِ من وسطِ أهلك..

عزيزتي كيد النساء أقوى من العينِ ومفعوله أشد من السحر، خاصةً إذا كانتْ زعيماته ممن يُجدن التملق والخداع؛ ويعشقنّ الحديث مع الرجال؛ ويسعين فقط لتشييد سعادتهن وبنائها على جراحاتِ الآخرين وأوجاعهم، عافنا وإياكم جميعًا من كيد النساء ...