رائد صلاح.. أجمل الرجال...
هنادي نصر الله
سبحان الله .. شيخ الأقصى " رائد صلاح" يصلُ مطار جدة بالتزامنِ مع لحظةِ وصولي ضمن قائمة حجاج فلسطين العام الماضي، قفزتُ إليه مسرعةً؛ أسلمُ عليه وأعبرُ عن إعجابي برجولته في زمنِ عزّ فيه الرجال..
شيخ الأقصى... ما أجمل لقائي بكَ، أنا من غزة، انتظرناكَ جميعًا لتزورنا ضمن زوار " أسطول الحرية" لكنك لم تأتِ كما كل المتضامنين، بعد أن نفذ الكيان الإسرائيلي بحقكم أبشع عمليةِ قرصنةٍ بحريةٍ في عُرض البحر المتوسط في مايو 2010
عجزنا عن إجراء لقاءاتنا الصحفية بك من قلب غزة المحاصرة، حالتْ بيننا وبينكم الحدود؛ لنلتقي بشخصكم الكريم في أجمل مكانٍ في العالم" مكة المكرمة"...
حقًا اللقاءُ بحدِ ذاته كان ضربة في وجه الحدود الظالمة، والقرارت المجحفة التي تحرم الفلسطيني من لقاء أخيه الفلسطيني قبل العربي؛ القدسُ والأقصى يا شيخهما أقرب إلى غزة من مكة المكرمة، لكن اللقاء كان هنا حيثُ النقطة الأبعد، سبحان من قرب البعيد، وحقق الحلم ولو في أطهر البقاع...
يومٌ كامل عشته مع شيخ الأقصى" رائد صلاح " في مكة المكرمة، كان الأروع على الإطلاق في رحلتي إلى الديار الحجازية؛ تأملتُ وجهه كان إيمانيًا، تقيًا، به من الشموخ ما تعجز الكلمات عن وصفه،سرتُ معه على الأقدام من مكان سكنه إلى بيت الله الحرام، ورغم اقتراب المسافة؛ إلا أن وصولنا قد طال؛ فقد أوقفه مسلمو العالم عشرات المرات؛ يحضنوه، يُقبلوه، يلتقطوا معه الصور التذكارية، يربتون على كتفه، ويمسحون على رأسه، وكأنهم يتمنون أن ينالوا شيئًا من إيمانياته، أجمل ما قالوه له" أنتَ رجل الأمة" قالها له الأعجمي قبل العربي، الأمريكي المسلم، والبريطاني والتركي قبل غيرهم...
سبحان الله.. كيف التفوا حوله؛ على اختلافِ لهجاتهم وألوانهم، لم أجد طوال أ ربعةٍ وعشرين يومًا هي مدة إقامتي في المملكة العربية السعودية، رجلا أثلج صدور الحجاج مثل الشيخ " صلاح"..
قلتُ له " أهل غزة يُحبونك، هم يرونك إنسانًا غير عاديًا" أجابني " استغفر الله" وكررها" استغفر الله هناك رجال كثيرون مخلصون ويُحبون الأقصى، استغفر الله يا بنتي"..
سبحان الله... على قدر هيبة الرجل، والخوف الذي يدبه الله ـ عزوجل ـ في قلوب الأعداء عندما يسمعون اسمه؛ على قدر تواضعه وإنسانيته، فقد ضيّفنا الشيخ صلاح مع صديقه ورفيق دربه " ناجح بيكيرات" من مأكولات فلسطينية المحتلة عام ثمانية وأربعين، تذوقنا بعضًا من حلوياتها، بكينا ونحن نقول" لم نتمكن من تقبيل ترابنا، ومن رؤية أراضينا هناك، لكننا نجحنا في رؤية أروع شخصياتٍ تغرسُ فينا الإنتماء وروح التمسك بالوطنية، بل وتُطعمنا من أكل البلاد؛ لنبقى على علاقةٍ طيبةٍ بها؛ فقد أصبح بيننا وبين أهلنا في فلسطين المحتلة" عيش وملح"؛ هذا العيش سيشجعنا على البقاء على العهد " حتى العودة " بإذن الله..
أحببتُ أن أوثق رحلتي مع الرائع" رائد صلاح" بالتزامن مع الهجمة الإسرائيلية الشرسة عليه؛ وعلى المسجد الأقصى الذي يفديه بروحه الطاهرة، شيخ الأقصى، لا تحزن، أنت الأعلى والمنتصر، والإحتلال الإسرائيلي وزمرته حتمًا سندثر، وقل متى؟ قل عسى أن يكون قريبا...
