الإِسْلاَمُ
حامد بن أحمد الرفاعي
الإِسْلاَمُ نِظامٌ عَالميٌّ..ورحمةٌ للعالمين..ومنهجٌ لإقامةِ الحياةِ والعدلِ والسلامِ..الإِسْلاَمُ استسّلاَمٌ للهِ الواحدِ الأَحَدِ لا شَريكَ لَه..إنْ كان الشِركُ ظُلماً عَظيماً..فإنَّ تَوحيدَ اللهِ لهو العَدلُ الأعّظَمُ.
الإسْلَامُ استسّلاَمٌ لِربِّ العالمين..والاستسّلاَمُ للهِ يَعني تَحّريرُ الإنّسانِ منَ العُبوديِّةِ لِغيرِ اللهِ..وهذا أشّمَلُ وأجلُّ وأرّفعُ مَراتبِ التحّرُرِ البشريِّ.
الإِسْلاَمُ..هو الأمنُ والسلامُ والحبُ والمودةُ والرحمةُ.
الإِسْلاَمُ..هو الحياةُ والعدلُ ومكارمُ الأخّلاقِ والأمانةُ والنَظافةُ.
الإِسْلاَمُ..هو الحريِّةُ والكرامةُ والعزةُ والسيادةُ والأخوةُ.
الإِسْلاَمُ..هو العلمُ والتكنولوجيا والإبّداعُ والتنّميةُ والازّدهارُ.
الإِسْلاَمُ..عَمارةُ الكونِ واستكشافُ ثَرواتِ الأرضِ.
الإِسْلاَمُ..عملٌ وبناءٌ وتطويرٌ وارتقاءٌ ورفاهيةٌ.
الإِسْلاَمُ..تعاونٌ وتعاضدٌ وتنافسٌ في الخيرِ.
الإِسْلاَمُ..أمنٌ ورحمةٌ للإنّسانِ والحيوانِ وللحجرِ والشجرِ.
الإِسْلاَمُ..تعارفٌ وتفاهمٌ وتعايشٌ بينَ الأفرادِ والمجتمعاتِ.
الإِسْلاَمُ..تدافعٌ وتحالفٌ في وجهِ الفسادِ والإفسادِ والمُفسدين.
الإِسْلاَمُ..شراكةٌ لا وصايةٌ..وتجانسٌ لا تفاضلٌ..وتناصحٌ لا تناطحٌ.
الإِسْلاَمُ..وئامٌ لا صدامٌ..وتسامحٌ لا تفاضحٌ..وتراحمٌ لا تحاقدٌ.
الإِسْلاَمُ..كفايةٌ وتضامنٌ وتوادٌ وتعاطفٌ وتسالمٌ.
هذه أقول عظيمة جليلة قدسية..تملأ وجداننا..وترددها ألسنتنا..وتعتقدها قلوبنا..وتتغذى بها أرواحنا..وتأنس لها نفوسنا..ونعتز إيماناً بها..وتشمخ رؤوسنا ثقة بصدقها..وتسبح آمالنا ببحور اليقين بخيريتها..ولكن نبحث عنها في حياتنا قلما نجدها..وتكاد لا تراها عيوننا..ولا ترمقها بصائرنا..تفتقر إليها دنيانا..وتتطلع إليها آمالنا..وتحلم بها طموحاتنا..ولكن ما الذي يحرمنا منها مع عمق الإيمان بها..؟وما الذي يحول بيننا وبين يقين وعود مشرعها سبحانه..؟والجواب في قوله صلى الله عليه وسلم:"صدق الله فصدقه الله"أجل الصدق في الأعمال يصدق الأقوال..والخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول:"إن الله لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن"أجل إرادة الفعل تُصدِّق إرادة القول..والله تعالى يؤكد ذلك فيقول:"وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".