من الخطأ أن نعتمد على عدوّ ونملّكه أمرنا ولكن ..

من الخطأ أن نعتمد على عدوّ ونملّكه أمرنا ولكن

أحمد الغنام

وانطلاقا من مقولة ابن خلدون التي يقول فيها :

الطغاة يجلبون الغزاة..

والتي لايخفى على أحد مدى الإجرام الذي ذاقه أهلنا في سورية على يد عدوّ آخر يلبس لباسنا والتي يصدق فيه القول : كم عدوّ لك من بني جلدتك ..! وبذلك فنحن أمام عدوين واحد منهما خارجيّ والآخر داخليّ .

والعدوّ الداخلي ورث الإجرام أبا عن عم .. والتاريخ يشهد بذلك .. فمن كثرة ماقتلوا من الشعب السوري لم يعد بالإمكان التثبت من الأعداد ..! مع ملاحظة تفوّق الأبناء على الآباء ..ومن لايرى ذلك فليجد له زاوية من الذلّ فليخنث فيها ..!

طبعا لن نطبّل ولن نزمّر لاستنفار العدوّ الخارجي على الداخلي من أجل ردعه .. رغم أن هذا العدوّ الداخلي استعان بشياطين الإنس وشياطين الجنّ على قتل أهلنا .. فحزب الله اللبناني والذي يدعو ليل نهار لتحويل لبنان إلى مستعمرة لولاية الفقيه .. قد حوّل من استراتجيته لضم سورية إلى هذه المستعمرة الصفوية المجوسية .. وإلا كيف نفسر تدخل مثلث المشروع الصفوي من إيران الأم الشيطان الأكبر وابنيها الشيطانين الصغير عراق المالكي والأصغر حزب الله ..إلى جانب عصابات الإجرام في سورية ، علما أن هذا النظام مازال يردد صباح مساء أنه النظام الوحيد في المنطقة الذي يعتبر نفسه حامي قلعة العلمانية ..! وهذا يقودنا إلى الزجّ بفكرة نكاح المتعة السياسية بين كل هذا الأطراف المتناقضة ..!

على أن الخطأ الكبير الذي وقع فيه النظام المجرم في الشام هو اعتماده على وعود الغرب من غض البصر من قبلهم على جرائمه .. فتمادى في الطغيان والقتل والدمار .. فبعيدا عن الكيميائي ، فمن منا لم يرَ ويشاهد صواريخ السكود تهطل على أهلنا ..؟ كلنا شاهد ذلك من خلال نقل حيّ ومباشر ..!

من منا لم يشاهد براميل الموت تتساقط على أهلنا من الطائرات ..؟!

من منا لم ير هؤلاء الأطفال من أهل السنة وهم يذبحون بالسكاكين من أعناقهم ., في قرى أهل السنة المجاورة والمتاخمة والمتداخلة مع قرى النصيريين .. وكان نظام أسد المجرم يتهم الإرهابيين بذبحهم .. ولو كان كلامه صحيحا لقام من يسميهم بالإرهابيين بقتل الأطفال في قرى النصيريين وليس أهل السنة وهي مجاورة ومتاخمة ومتداخلة مع قرى أهل السنة.. ولكن هناك من يقلع عينيه ويصم أذنيه حيال هذه الحقائق ..!

فنعود إلى الخطأ الكبير الذي وقع فيه النظام باعتماده على الغرب والذي هو العدوّ الخارجي لنا ..!

ولم يعتبر بمن قبله من الأنظمة المستبدة الطاغية التي اعتمدت عليه قبله.

فنحن أمام خيارين أحلاهما مرّ ..

إما أن نتخلص من عدوّ داخلي وننقذ ماتبقى من أطفالنا ، ونحفظ شرف حرائرنا والتي شاهدنا وشاهد كل ذي بصر مدى بشاعة الإهانات التي طبقت على هذه الحرائر وأمام أعين ذويهم ، إيغالا في إذلالهن في شرفهن ..! فلو لم يكن غير هذه الأسباب للسكوت عن العدوّ الخارجيّ لكفاها من أسباب ..!!

وإما أن يستمر القتل البطيء من قبل النظام المجرم والإعداد البطيء للتخلص منه من قبل الثوار..!

ضع نفسك أمام هذا الذي انتُهك عرضه أمام عينيه .. لترى بشاعة اللوحة ..!!! ثم اعترض ..

ونحن إذ نغض الطرف عن تدخل العدوّ الخارجي نعلم علم اليقين أن النصر هو من عند الله ، وأن من سنن الله عزّ وجلّ هي استعمال الظالمين في دحر الظالمين ..

وعلينا مقابل هذه الخيارات أن لاننسى أن النصر في الأول وفي الآخر هو من عند الله وحده .

وبناء عليه فيتوجب علينا وضع نصب أعيننا قول سيدنا عمر رضي الله عنه : لست بالخبّ ولا الخبّ يخدعني.