الجزاء من جنس العمل
عبد الله عبد العزيز السبيعي
ان الله سبحانه وتعالى قد يُجازي المرء على جنس عمله ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا . بقصد الانسان , فكما يُقال :- كما تدين تُدان ..., والجزاء من جنس العمل يكون كما ذكر ذلك الله سبحانه وتعالى قي كتابه الكريم , والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة المطهرة , فمن عمل عملا صالحا طبيا جازاه الله تبارك وتعالى بالخير والاجر المضاعف , وأما من عمل عملا سيئا والعياذ بالله جازاه الله عزوجل بما يسوؤه , فانه سبحانه وتعالى عدل حكم لا يظلم أحدا ...قال الله تبارك وتعالى : ( من عمل سبئة فلايًجزى الا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو انثى وهومؤمن فأولئك يدخلون الجنة يُرزقون فيها بغير حساب ), وقال عزمن قائل ( انما تُجزون ماكنتم تعملون )’ وقال سبحانه ( ليجزي الله كل نفس ماكسبت ) ... يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن منيع عضوهيئة كبار العلماء في السعودية جزاه الله خيرا : (كنت في المطاف أطوف فالتقى بي أحد الإخوان فقال يا شيخ عبدالله سامحني. قلت له يا أخي ما أعرفك ولهذا لا أعلم أنك عملت بي سوءاً. قال إنني كنت في مجلس ضم مجموعة من الإخوان، فتناولوا مجموعة من المشايخ وأنت منهم فما تركنا منهم أحدا إلا تناولناه بالجرح والتأثيم والقيل والقال وتحدثنا عن مقاصدهم وتحدثنا عن مسالكهم وقلنا فيهم وعنهم ما نستغفر الله ونتوب إليه من قوله، والآن في هذا المكان المبارك سامحني. فقلت له يا أخي أمِّن على ما أقول: اللهم إن كان في ما تقوله أنت وإخوانك أهل هذا المجلس من السوء والانحراف اللهم عظم وزري في ذلك وانزعني من الدنيا في أقرب زمن، اللهم عجل عقوبتي قل آمين. ثم قلت اللهم إن كان ما قاله أخي هذا وزملاؤه في مجلسهم عني من الإفك والكذب والتقوّل والغيبة والنميمة اللهم لا تسامحهم وعجل بعقوبتهم في الدنيا والآخرة. فذكرت ذلك لأحد إخواني فقال لماذا لم تسامحه فالمسامح كريم والله تعالى يقول "وأن تعفوا أقرب للتقوى" فقلت له يا أخي هؤلاء جماعة سوء وجماعة ضلال وجماعة جهل وإحباط، فإذا كانوا على هذا المسلك الأثيم وفي هذه المجالس الدامرة بالغيبة والنميمة والوقوع في أعراض علمائنا بالقيل والقال والتصنيف والتخريب والتأثيم، هل العفو عن هؤلاء تقوى؟ أليس هؤلاء جديرين بالعقوبة في الدنيا والآخرة؟ وفي العفو عنهم حفز لهم وتشجيع ورفع اكتراث في وقوعهم في أعراض العلماء وزعزعة الثقة بهم عند عموم الناس، وفي هذا ما فيه من المآخذ الشرعية وفتح أبواب الشر والفتن والاضطراب، فالله حسيبهم ونتضرع إلى الله ونقول سيكفيكهم الله وهو السميع العليم. والله المستعان....) ... فلننتبه لهذاالأمر العظيم والهام لأن الجزاء من جنس العمل , ولنجعل أعمالنا كما يُحب الله تعالى ويرضاه وكما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم , حتى نحصل على الجزاء الحسن والطيب والأوفر من عند الله الكريم عزوجل ...