قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة مسئولية إضافية على كاهل الائتلاف الوطني ..

موقفنا

قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة

مسئولية إضافية على كاهل الائتلاف الوطني ..

زهير سالم*

[email protected]

جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 15 / 3 / 2013  المقدم من المجموعة العربية مكملا للقرار الذي سبق للجمعية أن اتخذته  الجمعية  بتاريخ 3 / 8 / 2012  على طريق الاعتراف بالائتلاف الوطني كمثثل شرعي للشعب السوري ..

من الممكن للإنسان أن يستدرك على القرار الأممي في أكثر من بند من بنوده ، يمكن للمرء مثلا أن يتوقف عند استخدام لفظ ( استهجان العنف ) بدلا من شجبه ورفضه واستنكاره ، ويمكن التوقف عندالمساواة بين الضحية والجلاد ، بين المستبد الأعزل الذي يقتل شعبا أعزل وبين مواطن فرد يدافع عن نفسه ؛ كما فعل المندوب الفرنسي بوضوح يشكر عليه. ويمكن الإشارة أيضا إلى توقف القرار في الاعتراف بالائتلاف الوطني عند مستوى اعتباره ( محاورا فعالا مطلوبا في عملية التحول السياسي ) وليس الاعتراف به ممثلا حقيقيا وحيدا للشعب السوري ، وطرد بشار الجعفري ممثل القاتل المستبد ، الذي أمسك به المجتمع الدولي متلبسا بالكذب وشهادة الزور أكثر من مرة .

لقد كان جميلا جدا أن يطالب القرار بالسماح بوصول فرق الأمم المتحدة بلا قيد للتحقيق في جميع الوقائع المدعاة لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري ؛ ولكن كان من الضروي أيضا أن يضاف إلى هذه الفقرة المطالبة بالسماح للمنظمات الأممية الإغاثية والإنسانية بالدخول إلى سورية من كل الأبواب والأقطار للمبادرة لإغاثة المنكوبين وتقديم العون للمحتاجين ..

إن تسعة أشهر تفصل بين قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأول عن قرارها الثاني والتي كان من أبسط متضمناتها مقتل ثلاثين ألف سوري تشير بطريقة أكثر وضوحا إلى حجم العجز في المؤسسات الأممية التي أنيط بها عمليا حفظ الأمن والسلم الدوليين ..

لقد سابق المدافعون عن مشروع ذبح الأطفال السوريين في ( المجتمع الإنساني ) من سياسيين ومعلقين إلى الحديث عن تراجع في الموقف الدولي في تأييد ثورة الشعب السوري ولكن نتائج التصويت العملية أثبتت أن هناك أحد عشر دولة في العالم ومن أصل 178 دولة شاركت في التصويت ( بمن فيهم الممتنعين عن التصويت ) تقف إلى جانب القاتل والمستبد وهي الدول نفسها التي صوتت إلى جانب الشرير في 3 / 8 / 2013 .

إن ارتفاع عدد الدول الممتنعة عن التصويت يشير فقط إلى حجم الدور السلبي الذي تلعبه كل من إيران وروسيا في الضغط بأدواتهما على الكثير من دول العالم ، كما يشير إلى تقصير قوى المعارضة السياسية في شرح قضاياها بشكل واضح لكسب التعاطف والتأييد .

إنه مهما يكن من أمر فإن من الحق أن نعلن ترحيبنا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والشكر العميق للدول التي أيدته ودعمته ..

كما أنه من الحق أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان للمجموعة العربية التي تبنت القرار، وتقدمت به ، وسعت لكسب التأييد له . ونخص بالذكر المملكة العربية السعودية ودولة قطر ، الدولتان العربيتان اللتان أثبتتا الحقيقة العربية ( الدم ما بيصير مي ) .

نعتقد أن القرار بكل متضمناته بقدر ما هو إنجاز على طريق انتصار الثورة ، وبقدر ما هو هدية تقدم للثوار السوريين فإنه في الوقت نفسه مسئولية جديدة تطوق أعناق المسئولين عن المعارضة السياسية ولاسيما في الائتلاف الوطني ليكونوا أكثر جدية وأبعد مصداقية وليبادروا للوفاء باستحقاقات القرار باستيعاب أعداد أكبر من القوى السياسية السورية ، والارتقاء إلى مستوى الثورة ، والكف عن جميع التصرفات الانفعالية التي لا تخدم مشروع الثورة والثوار ..

إنه حين يتضح من تصويت الجمعية العامة بالأمس أن أحد عشر دولة في هذا العالم وعلى رأسها روسية وإيران تؤيد مشروع الشر والقتل يطمئن الإنسان إلى ان البشرية ما تزال بخير ، وأن الذي يبعث على القلق فقط هو النظام العالمي الذي يسمح لدولة مثل روسية أوالصين أن تصادر إرادة الخير في قلوب الملايين من بني الإنسان ..

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية