الجبهة والسفاح‏!‏

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

حرص بعض المنتمين لجبهة الإنقاذ من المعادين للمشروع الاسلامي علي دعم سفاح دمشق وهو يقتل شعبه الأعزل بأحدث آلات القتل‏:‏ طيران حربي وصواريخ باليستية ومدفعية دبابات وغيرها‏,‏

 وذلك بعد أن فشلت محاولات جر الجيش المصري العظيم إلي مستنقع الإجرام الذي صنعته لتصل إلي الحكم أو تبعد الإسلاميين عن المشاركة في مصير وطنهم وبنائه.

صار متداولا في وسائط إعلامية عديدة حديث ممتد عن محاولات محمومة لتوريط الجيش في صراعات سياسية تنتهي به مثلما انتهي الأمر بالجيش السوري الذي يقتل شعبه بدلا من العدو الصهيوني الذي يحتل الجولان, ويفرض هيمنته علي المنطقة.

للأسف لم تحاول الجبهة أن تقنع سفاح دمشق بالرفق بشعبه, ووقف المزيد من عمليات القتل والدمار, ومغادرة الساحة السياسية بهدوء ليبني الشعب السوري الجريح بلاده مرة أخري بعد أن يضمد جراحه ويلتقط أنفاسه, ويختار نظام الحكم الذي يتوافق مع ظروفه وواقعه.

إن دعم سفاح دمشق من جانب البعض عمل مشين بكل المقاييس, ولا أظن أن بقاءه سيعضد وجود الجبهة أو يحقق أمانيها علي أرض مصر. لقد امتدح أحد القيادات السياسية السفاح السوري بشار الأسد, وحسن نصر الله قائد حزب الله, وقال: إن بشار يستحق دعم نصر الله لأنه يساعد المقاومة اللبنانية ضد الكيان الصهيوني. ولم يكتف الزعيم الجبهوي بذلك بل استنكر ما تقوم به المعارضة السورية في مواجهة نظام السفاح والدفاع عن نفسها بالسلاح, والأغرب أنه يساوي بين الطرفين, لأنهما- من وجهة نظره- حولا سوريا إلي بحر من الدماء, وكان من المفترض أن تكون الثورة السورية واعدة مثل ثورتي مصر وتونس; ولكن استخدام المعارضين للسلاح أفقدها ذلك كما يقول: دون أن يذكر أن السوريين احتملوا مجازر زعيمه السفاح ثمانية أشهر في مقاومة سلمية عله يكف عن الإجرام ولكنه تمادي بغرور القوة والصلف والدعم الروسي الإيراني ومساندة حزب الله الشيعي!

لن تنجح محاولات إعادة العجلة إلي الوراء, لأن مصر استيقظت وتبعتها الشعوب العربية سعيا وراء الحرية والكرامة والأمل.