انسب نفسك؛ من أنت.. ؟؟!!

عادل بن حبيب القرين

عادل بن حبيب القرين

السعودية/الأحساء

ذاكرتي في جمود..؛ وعقلي في هوان..، وحروفي تترنح بين آهاتها..،

وكلماتي في مخاض ولادتها..، فكان الطلْقُ بـ يا الله رحمتك...!!

فــكل حرف من حروفها.. له زئير أسد.. وآلاء السند والمدد..!!

فـالليل صعبت دروبه؛ ولم يُسمع سوى عواء ذئاب الليل وخفافيش الظلام..!!

أجل؛ المعاني في ديمومة تثاؤبها.. فكم أرهقتها وأتعبتها حشرجة كلمة أو ثلاث..

مغلفة سيلان لعابها بقوة البيان وصرامة التبيان...؛

متى ما اشتهت طبق الحقيقة والجمال..،

ورمت وراء ظهرها مرارة الجهل والنكران...!!

فكم مرة غافلت ذاتي.. لأنتهز فرصة للهروب.. لا لخوف أو لشيء آخر...!!

وإنما لأدع حروفي تجر أذيال قوتها وإبداعها من هناك...

ألم يأت الوقت لوضوح وتوضيح كينونتها وماهيتها

وترويضها... نحو الصلح والإصلاح.. لا بالعداء والبغضاء..؟؟!!

فإبداعها ارتكز على سمو الخيال، وقوة الجُهد..

لنرسم لنا ولهم أجمل صورة في الكون...؛

فيها تضاريس وجوهنا.. من خضرة وماء ووجه حسن...!!

فذاتي اعتمدت على قوة شخصيتي، وشخصيتي اتكأت على قوة ضميري،

وضميري أشار إليَّ بقوة الاستجابة والتفاعل الحقيقي

والإيجابي.. صوب كل جميل...!!

فمن هنا تأتي مخرجات العيش والتعايش على هذا التراب المتصاعد غباره...

بـين الخبرة والمهارة والمعرفة...

أتيتكم محملاً بأنماط متعددة، ومتغيرة، ومتقلبة ومتعاقبة...

على حسب أهوائها ومصالحها الشخصية...

فالبعض يدَّعيها ويزكيها باسم المصلحة العامة...!!

وما أجمل قول الإمام علي بن أبي طالب (ع) في هذا السياق حينما قال:

" العقول أئمة الأفكار، والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس،

والحواس أئمة الأعضاء".

فما أجمل هذه الفصاحة والبلاغة....

فحقّاً حقّاً  "بالتجارب علمٌ مستأنف"..!!

تأتي مقدمتي هذه على شكل مقتطفات من هنا وهناك.. لأقترب ونقترب من

ذواتنا الذائقة للموت، والمطمئنة، والمخيرة بين التقوى والفجور...!!

فــ "صن النفس واحملها على ما يزينها

تعش سالماً والقول فيك جميلُ "

معتمدين على عقلنا ومشاعرنا وسُلوكنا بعضنا تجاه بعض..

محفزين قوة خيالنا الإيجابي تجاه الجمال ونهاية المآل.. متناسين حالة

الإعجاب والغرور والغطرسة والكبرياء..؛

والمولدة وراء ظهرها قناعة عمياء لطرف الخيط...!!

فهذه المنظومة تتجلى في جمال الروح واتساع العقل وقوة الجسد؛

ليجتمع الجمال والاتساع والقوة.. في شمولية هذه المقولة العظيمة والحديث

الشريف...: " الدين المعاملة ".

لذا؛ يا أحباب البصر والبصيرة... انظروا بكلتا عينيكم..!!

لا أن تنظروا بعين وتغمضوا الأخرى..!!؛ فحينما نريد أن نفهم أنفسنا علينا

أن ندرك ذاتنا كما نحن وليس كما نحب أن نكون ويكون غيرنا..!!

متجاهلين قول الجاهل البسيط.. وترنح شريكه الجاهل المركب.. فبين هذا

وذاك من يعلن ويعلم بأنه جاهل؛ ونظيره يجهل بالأصل أنه جاهل..

فــوا عجبي منهما..!!

حينها قسمت وسادة نومي إلى قسمين؛ قسم أشعلني بطيب رائحة الذكرى

وشهيق الذكريات.. والقسم الآخر أتعبني وفتتني.. والبقية في حياتي..!!

ولولا رحمة الله.. لكنت من عداد موتى الحسد والجهل وعدم المعرفة

والإدراك..؛ تاركاً يراعتي تخط ما تشاء على عباب جنونها.. فروحي هناك

على ضفتها الأخرى تجري كـانسياب ماء النيل في جريانه؛ متمرجحة كطفلة

صغيرة بين قوة المعنى وأفق الخيال...!!

... كل هذا ولا يمكنني أن أدعي أنني أعطيكم وأقاسمكم مفاتيح جنتي...؛

لأدخل فيها من أشاء وأخرج من أشاء ...!!،

فجنتي لا أمتلك نسخة واحدة من مفاتيحها..

ولا علم لي بحقيقة أقفالها...!!

وما يمكنني فعله معكم؛ هو أن أكون لكم كالطير المسافر والمهاجر والملتقط

من كل أرض حبة قمح مكتملة النمو إن شاء الله تعالى.

فهناك أناس لمجرد أن يتفوه ذاك بمقولة أو كلمة أو عبارة... اشرأبت لها

أعناقهم...!!؛ وكأنهم يريدون أن يشاركوك حصير نجاحك ومعرفتك

وجهدك... وحسبوا أنفسهم شركاء مالك وصبرك...!!

وما أجمل إمساك عنق الكلمة بنطع المعرفة؛ وعدم الانسياق والانجرار نحوها

والاكتفاء بابتسامة احترام وجهة النظر..!!

فـــ" اختلاف الرأي؛ لا يفسد للود قضية..!!"

وهناك من يلوح لي ولك ولهم... ببيرق هام جدّاً جدّاً وهو النقد البناء...

وما هو هذا النقد البناء؛ وما يترتب عليه؟!

فأقول أوليس النقد البناء إظهار نقاط القوة والضعف.. بتشجيعها وتقويمها..

أم هي سهام ملوثة ومسمومة.. يرميها رام ويتلقفها قوس مترنح بين هذا وذاك

باسم (المتخصص) والشهادة ووجاهة الثقافة وغيرها...!!

فحين تقول أنا أدرك هذا الأمر.. يرد عليك من وراء حجاب واسم مستعار..

من أنت ومن تكون؟؟!!

في حين أن المترتب عليه.. يستوجب التحرك الحثيث في الإصلاح واستمالة

الاعوجاج باللين..؛ لا أن نكون ممن نمتدح هذا ونلحس قصاع ذاك بمأدبة

معدة باسم التوجيه... وما أن ينتهي هذا (الكرنفال)؛

( لا صار شي ولا استوى )

سوى تجديد مآدب أخرى.. بتنوع أطباقها وجمال أشكالها وعروضها...

فما نتيجة ذلك يا تُرى؟!

ليأتيك آت من طرف السوق.. قائلاً:

" الناس تبي هالشكل؛ وخلها على طمام الشايب"..!!

وقد وسمت هؤلاء بالمرتزقة في محطات أخرى..

فمع الأسف بعض عامة الناس لا يُستند إليه بأي شيء في خدمة الناس

والمجتمع.. والبعض الآخر يجيبك بالتلبية.. وما أن تطلب منه مساعدة مالية

لفقير أو محتاج من أسرته.. أو لجار من قريته..

حتى يفر هارباً ويقول: هناك من هو أسخى وأولى مني..!!

( وما أحد غيري يبي الأجر والثواب )..؟؟!!

معتذراً بوعكة صحية وبُعد السفر... فالواقع أكبر شاهد على ذلك...!!

... على كلٍ؛ علينا أن نتجاوز هؤلاء المرضى، وهذه العدوى المتفشية بالوباء..!!

فالحالة استثنائية؛ رغم من يستند على بعض أطرافها كــالإقناع بالعاطفة

والتأثير بالمقربين والأهل..، والتعجيز بالمستحيل،

والاستعراض بأسلوب متقن ومتفنن...؛

بــهذه العناصر: ( بيني وبينك، ولا أحد يدري، ولا تقول إني قلت لك باسم الثقة.....)...!!

أوليس من الأولى والأجدر.. أن ننبذ كل فكرة دخيلة، لنقدم حججاً دليلة لنبذ

كل رذيلة... بتشجيع كل صغير واحترام كل كبير ومكافأة كل مخلص...

لا بوجاهة المكان ولا ببريق الزمان.. لا يهمنا ذلك..!!

فالوقت محدود.. والعمل

مربوط.. والنهاية حُسن الخاتمة...

مع الأسف الكثير منا يرمي وينعت المجتمع بالتخلف والرجعية..

وحين تقول له: وماذا فعلت وصنعت تجاه مجتمعك..؟!

يرد عليك: ومن أنا حتى أفعل وأسيّر القوم نحو الصواب والجادة...!!

جميل... جميل..!!؛ وسؤالي هُنا؟!  هل سألنا أنفسنا هذا السؤال قبل أن ننتقد

وننعت ونتهم... أم القوة على الضعيف إن جاز التعبير وتجلت العلة..!!

... ففي هذه الحالة يا أعزائي.. تتولد لدينا بعض الشخصيات المُقَنَّعَة والمتفننة

في الإقناع المفرط... دون التفكير بعواقب نتائجها.. مرتكزين ومركزين على

فنون العرض والإلقاء بالنسب العالمية...

( جودة الكلمة 8%،  نبرة الصوت 37%، لغة الجسد..

والعيون والإشارة 55% )؛ وكذلك المظهر وقوة المكانة الاجتماعية ونحوها...!!

سألت أحد النشطاء الاجتماعيين في وقت سابق:

على موقف وتصرف ما؛ حول أهمية إدارة الذات والوقت

واحترام الرأي والرأي الآخر ونحوه...

فقال: "لا عليك يا أخي فكل الأنشطة التي حولنا ثقافية كانت أو نحوها؛ تقوم

وترتكز على واحدٍ أو اثنين أو ثلاثة أو عدد قليل ومحدود جدّاً مقارنة

بتعدادهم الكلي..!! فتبسمت وقلت: فما حال من حضروا هناك في تلك

المناسبة وهم في قمة أناقتهم ونياشين الحفل معلقة على صدورهم... فأجابني:

هون عليك يا صاحبي ( تقدر تسميهم جماعة تشريف لا تكليف )..!!

وهل تنطبق هذه النتيجة.. عليَّ وعليه وعلينا وعليهم..؟؟!!

أم هي صدى تلك القبلة... التي تبحث عن مدرج

هبوطها على جبينٍ أو خدٍّ أو رأسٍ...!!

ثم وجه إليَّ بسهم ذي ثلاث شعب..!! قائلاً: عمرك شفت شريك مهنتك

يمتدحك بأفضليتك منه؟!.. قلت له: لا..!!؛

قال: وربما ومن الممكن أن تكون نعم..!!

قلت له: وكيف..؟! فقال: إذا ارتحلت إلى الرفيق الأعلى..!!

فالمتسابقون هُنا في تنافس حثيث...

للمدح والثناء عليك... فوا عجبي..!!.

على ضوء الطريق

ما أجمل التفكر في شيك المستقبل، والتخطيط لشيك الحاضر، ونسيان الشيك

المصروف والمنصرم..!!

فقد جاء في الخبر " لا يحقرن أحدكم نفسه "؛

وفي قول آخر: " تفاءلوا بالخير تجدوه ".

ويقول الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله: "لإدخال أية تغييرات في حياتك؛

عليك أن تحس بذاتك.. وأن تركز على أعمالك وردود فعلك.."

ويقول غاندي: " لا يمكن للمرء أن ينجح في قسم من حياته وهو لا يحسن

صنعاً في بقية الأقسام.. فإن التحديد الواضح لمجموعة الأدوار التي تمارسها

في الحياة يقدم إطاراً طبيعيّاً يضمن التوازن والترتيب الصحيح لهذه الأدوار.."

وإياك أن تجعل غيرك يحدد مصيرك بقوله الجاهل...؛ ليجمح إبداعك وفهمك وادراكك..

وإياك أيضاً من العُجب والإعجاب بذاتك.. فتذكر دوماً وأبداً طريقة أول حرف

رأيته وتعلمت رسمه...؛ فجمالك بمهارتك يا عزيزي

فما زلت  تراقص... صفاء ذهنك، وإبداع سلوكك، وفن حركتك..

فما أجملك وأنت تستنطق حفيف الشجر،

وخرير الماء، وأنين الثكلى، وخشخشة الورق، وصرير القلم...

لتكون الساعة أنت؛ وعقاربها نحن..!!

ولا أعلم أيهما الزمان والمكان..!!

فهل أنا أم أنت أم هم؟!

فقد أوجعني القدر، وأرهقني الدهر..!!

فيا من أضحكتني وأحزنتني عليك...!!

ابحث عن ذاتك؛ واخلع عباءة

أفعالك المنسدلة... على تل الظلام...!!