كلمة نائب رئيس الجمهورية الاستاذ طارق الهاشمي لمناسبة يوم الجيش

طارق الهاشمي

تحل الذكرى السنوية الثانية والتسعون لتأسيس الجيش العراقي الباسل وهي مناسبة باتت محفورة في الذاكرة الوطنية واصبحت مصدر الهام بكل معني الكلمة للشجاعة والتضحية   والإيثار ، لما ينطوي عليه سفره الخالد من تضحيات وأمجاد

تواصلت احتفالاتنا خلال السنوات الماضية رغم الآلام والأحزان لكن احتفالاتنا هذه المرة ذات نكهة خاصة إذ تترافق مع بطولات ومآثر جديدة تسطرها الجماهير المنتفضة في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وغيرها ضد الظلم والفساد والتمييز وسوء الادارة 

والمفارقة ان الجماهير في مطالبتها للإصلاح تنتخي اليوم لتصويب أوضاع القوات المسحة وإنقاذها مما يبيت لها من سوء بعد ان تأكد للجميع من محاولات ترمي الى تشويه صورتها امام الشعب العراقي بزجها في الخلافات السياسية وحرفها عن مهامها المعروفة كونها حامية للوطن وراعية لمصالحه وممثلة لجميع شعبه وتحويلها الى أداة للبطش والقمع والولاء للشخص والحزب والطائفة ، هذه بالتأكيد ليست مواصفات الجيش الذي عرفه الشعب العراقي ، وبالتالي ينبغي عدم السماح به ومن حق المنتفضين بعد ذلك ان يعلنوا عن رفضهم واستنكارهم 

الجيش ينبغي ان يواصل مهمته الطبيعية الوطنية المعتادة سورا للوطن وسياجه المنيع ، بعيدا عن التسييس والتحزب والطائفية ، وجد لحماية الوطن وخدمة المواطن ، وليس عبئا عليه ، والجيش العراقي اليوم امام اختبار كبير نأمل ان ينجح فيه ولا يفشل ، وهو ان لايكون طرفا في نزاع سياسي يتعلق بأزمة الحكم في العراق ، وعلى قيادات الجيش ان تتعلم الدرس وان تجنح للحياد كما فعلت جيوش مصر وتونس في تعاملها مع المتظاهرين والمنتفضين ، عليهم الحذر من تنفيذ أوامر قد تصدرها القيادة العامة للقوات المسلحة في التعدي على المواطنين وهم يمارسون أنشطتهم في الاعتراض وفق الدستور . وفي هذا المجال أناشد واحذر 

رحم الله شهداء الجيش العراقي وتحية إكبار وإعزاز لأفراده ، لقادته و لضباطه ومرؤوسيه وكل عام وجيشنا البطل بخير . وكل عام وعراقنا العزيز بخير وسلام 

والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته