قميص عثمان في الشام حيٌّ ناطق لا ينتفع به الائتلاف!!؟

قميص عثمان في الشام

حيٌّ ناطق لا ينتفع به الائتلاف!!؟

عبد الله المنصور الشافعي

لما اقتحم البغاة دار عثمان رضي الله عنه وقتلوه وكان قد أبى رضي الله عنه أن يهراق بسببه محجمة من دم مسلم وآثر أن يقتل على ذلك ( المحجمة قدر ما يستخرجه الحاجم بمصّة من دم ) أعطت السيدة الجليلة نائلة بنت الفرافصة رحمها الله النعمان بن بشير رضي الله عنه قميص عثمان الملطخ بدم المشهود له بالشهادة عثمان وبداخله أصابع السيدة نائلة وقد قطعها البغاة حين حاولت أن تقي زوجها أمير المومنين حرّ السيف . كان لهذا القميص فعل وأثر كبير في شحذ نفوس أهل الشام على الثأر لدم أمير المومنين حتى في حرب صفين وبيست صفين حين كانت عزائم شيعة معاوية تفتر , وبغض النظر عن البحث فيما إذا كان هذا الفعل وما تبعه من معاوية رحمه الله صوابا أم لا فإن أثره بلا مرية كان عظيما في النفوس

إن المجلس كان يمتلك واليوم الائتلاف عشرات القمصان الحيّة الناطقة ومن كل المقاسات مما لا يختلف فيه اليوم عاقلان راشدان على أن هذه القمصان الناطقة خير أزر وكسب نصر لهذه الثورة .فلماذا رفض المجلس ويأبى الائتلاف أن يجوب الأرض بهؤلاء ؟ لماذا لا يهيّج الشارع العربي بهؤلاء ؟ إن كان مرسي عاجزا وأردوغان مغلوبا على أمره وبقية الحكام العرب راضخون فما السبيل غير إطلاق المارد الشعبي وإظهار معنى قول الله تعالى إنما المومنون إخوة وانقيادا لأمر الله تعالى فعليكم النصر 

 خلاصة نافعة : لا يوجد سوري عاقل يريد تدخل بري مثل العراق والغرب غير قادر أصلا اليوم على هذا التدخل ولا يسمح له رأيه العام بذلك بعد تجربتيه في العراق وأفغانستان فلتكف المعارضة عن لبس الحقيقة وتحريف الكلم عن موضعه فهذه سجية قوم عابهم الكتاب . لا يوجد مسلم سوري يريد تدخل الغرب على النحو الذي كان في ليبيا من حظر وضربات جوية إذا كفانا العرب هذا وما طالبنا بالتدخل الغربي على غرار ليبيا إلا لأن قادة العرب عاجزون وهذا أقل ما يمكن وصفهم به التدخل الغربي أنواع أدناه السماح بالتسليح بالسلاح المكافئ -وهذا لا يمكن حتى لروسيا الاعتراض عليه فيما لو سلمنا أن روسيا والصين تعارضان أمريكا والغرب حقيقة لأن روسيا وايران تسلحان النظام فجاز لأمريكا تسليح المعارضة ولا يسمى هذا إلا تدخلا في شؤون وليس تدخلا عسكريا- وأعلاه الحظر الجوي مع ضربات لقواعد النظام وتأمين السلاح المحظور .وللحصول على هذا التدخل الغربي سيان أدناه أم أعلاه لا يكون بالمطالبة فحسب فضلا عن الجمود بل يكون باستجلابه وأطر الغرب عليه وذلك في عملين محوريين الأول التأثير على الرأي العام الغربي واتهام قادة الغرب بأنهم أعوان من هو أجرم من القذافي ...الخ والثاني تهييج الشارع العربي وهذا يستعان عليه بالعلماء والمشايخ فقد هيج علماء السلفية الشارع العربي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم لأمر خلافي وهو الفيلم المسيء وقد اعتبر أكثر من مختص ومحلل غربي أن الشارع العربي لو كان تحركه هذا لنصرة سوريا لكان التدخل محتوما وحاصلا وشرح أسباب ما يبطنه هذا التحرك للشارع العربي مما يحمل الغرب على التدخل بل وقادة العرب على المطالبة به 

 إن قاعدة الحرب الصينية القديمة لا تفعل ما يريده عدوك منك أن تفعله قاعدة حكيمة أشار إليها القرآن ونبهت إليها جملة السنة إن تحذير بعض المشايخ والائتلاف من رفع راية الجهاد بحجة أن هذا سيزيد من تعقيد المشكلة في سوريا أمر أراده وارتضاه الغرب والحقيقة إن رفع هذه الراية هو من بعض ما يحمل الغرب على التدخل حتى لا يعظم الخطب ويخرج عن السيطرة ولا يصح في العقول أن يرمي محارب سلاحا لغير آخر أجود منه فأن يأمر هؤلاء بترك رفع راية الجهاد والغرب خاذل ليس من الحكمة والمنطق السوي في شيء ...ولا حول ولا قوة إلا بالله.