هي الثورة ....
هي الثورة ....
عقاب يحيى
هي الثورة.. تلاوين واتجاهات تعبر عن تكوين شعبنا ووعيه، وميوله ..
وهو شعبنا بتفرد مكوناته الإثنية والدينية والمذهبية الذي أبدع عر التاريخ ضمن صيغة التفاعل والتناغم، وحتى التنافس الشريف الذي تصونه قواعد دستورية، وقوانين ناظمة نحقق المساواة والعدالة لعموم المواطنين : متساوين في الحقوق والواجبات ..
ـ وهو التعددية السياسية والفكر
ية والمجتمعية تنتج مفرزاتها الطبيعية أو المقسورة، المبتورة ..
ـ وهو فيض خزين العقود ينطلق حمماً من داخل مقموع، مكبوت ليطلق كل ما في داخله : سلباً، وإيجاباً، انهماراً، وتزاحماً حتى درجة الاختناق والدهس.. والتصرفات المقرفة ..
وهي المعارضة وامتحاناتها الكبيرة وقد صار عليها التجديد والتجدد والسرعة بوتيرة تناسب الحد الأدنى من المطلوب حتى لو ظلت في آخر ركب يقوده شباب في أواسط العشرينات : مندفع، جسور، لم يعرف الديمقراطية حتى تهجية، ولم يعش الحرية يوما، وقد فعسته بساطير الاستبداد والخلع والشلع.. من اصوله لتضعه في فرن العمل ..
ـ وهي نخبنا التي تمزقت بين التبويق والعزلة والاعتزال. بين الفوقية والتهميش والعبثية..
ـ هم هؤلاء الثورة السورية : علمانيين ومتدينيين. وطنيين وقوميين ويساريين وإسلاميين متنورين، ووسطيين ومتشددين . ليبراليين ومتطرفين، حداثيين وسلفيين..
ـ نعم هي الثورة.. لكن الثورة حرية، والثورة تعددية، والثورة نظام ديمقراطي يقرر صندوق الاقتراع إرادة الشعب وحصيلة ميوله ووعيه، وليست السيوف البتارة باسم العلمانية، ولا الصدئة برايات التحريم والتجريم والأحادية والتكفير ..
ـ ليس من حق أحد، حتى لو كان استشهادياً يبذل الأغلى في مواجهة الطغمة أن يفرض على احد آخر رأيه، ناهيك عن فتاويه ومحرماته، على أحد لا يقبلها.. وإلا سننتج استبدادا ممّى، واستبداداً يستخدم القدسي المعلب في التفاسير المأقنمة لقطع رؤوس الأفكار والتعددية..
ـ نعم لن تكون لا دولة، ولا إمارة إسلامية ولا غيرها.. بل دولة المواطنة المتساوية التي تقوم على دستور عصري يجسد حق الجميع بالتعبير والاختلاف، بغض النظر عن الجنس، ونقصد هنا المساواة التامة بين الرجل والمرأة، وجميع المكونات القومية والدينية والمذهبية والفكرية والسياسية وغيرها، وحق الجميع بالترشح لجميع المناصب، بغض النظر عن الجنس والقومية والدين والمذهب.. ليقرر الشعب من يختار.. والشعوب لا تخطئ الخيارات.. حتى لو شابها بعض غبار الزوابع لحين .
ـ أن تتمرد بعض الكتائب على الإجماع أمر معروف ومتوقع.. لكن لن يكون ذلك نهاية المطاف، لأن المسار طويل وسيفرز الصحيح، ويضع كل جهة في حجمها الحقيقي.. ولأن سياسة ردات الفعل والشعبوية لا تستقيم طويلاً، وستقف على الأرض في الوقت المناسب.. خاصة وأن شعبنا بتراثه الكبير من التسامح والتحضر والتفتح والتعايش.. لن يكون أسير أية طروحات أحادية.. أيّاً كانت الجهة التي تصدرها..