هدنة «الإبراهيميّ».....وهدية العيد..

د. محمد عناد سليمان

هدنة «الإبراهيميّ».....وهدية العيد..

د. محمد عناد سليمان

[email protected]

لقد حاول «الأخضر الإبراهيمي» بعاطفته الدّينية أن يبثّ الرّوح في مبادرةٍ ظنَّ أنَّه سيحفظ ماء وجهه في المهمة التي كُلِّف بها، مع علمه المسبق أنّه لن ينجح فيها، فمن «جرب المجرب عقله مخرّب»، فإنّ سلفه «كوفي أنان» قد سنّ طريقًا في محاولة يائسة لإيقاف العنف في «سوريا»، في ظلِّ وجود مراقبين دوليين، ومع ذلك كان مصيرها الفشل بخرق النِّظام لوقف إطلاق النار؛ فما بالنا بـ«الأخضر الإبراهيمي» دون مراقبين أو ضمانات!؟

إنّ هدنة «الإبراهيمي» قامت في أصلها على أساس باطل، وجذر نخْر متصدع؛ فلم نرَ أو نعلم من هي الجهة التي ستراقب تنفيذ هدنته!؟ وما هي العقوبات التي ستُتخذ بحقّ الجانب الذي سيخرقها؟ وما هي الضَّمانات التي قدَّمها الجانبان لتطبيقها؟ والأدهى من ذلك: ما هي الخطوات العمليَّة التّالية في حال فشلها!؟

من هنا أرى أنَّ «الأخضر الإبراهيمي» أراد استثمار هذه الأيام المباركة؛ أيام الحجّ الفاضلة لعلَّها تجد آذانا صاغية؛ وضمائرَ حيَّة لدى النِّظام وأتباعه، متناسياً أنَّ مثل نظام «الأسد» لا يراعي حرمة الأديان والمقدَّسات؛ نظام دمّر المساجد؛ وقتل أئمتها؛ وقصف الكنائس؛ وهجّر قدّيسيها؛ نظام انسلخ عن زمرة البشر؛ بل إنَّ الحيوانات بأصنافها كافَّة قد تبرَّأت من أمثاله؛ ولا تتشرَف بأن يكون أحد أنواعها.

وغالب ظنّي أنَّ «الأخضر الإبراهيمي» بهدنته الأرلمة أراد أن يضع بصمته في أزمة ثبت لديه انعدام أفق الحلول السّياسيّة والدبلوماسيّة فيها؛ فما تشهده أرض «سوريا» معركة عسكريّة بامتياز، لم يوفّر نظام «الأسد» نوعا من أسلحته القاتلة إلا واستخدمه فيها، مع ما يأتيه من دعم من «روسيا» و«إيران» وغيرهما.

إنَّ تاريخ «الأخضر الإبراهيمي» الحافل بالإنجازات في مهمَّات أمميّة سابقة؛ نجح فيها أيَّما نجاح لم يرضَ أن تكون مهمته في الأزمة السّوريّة فاشلة؛ أو قاب قوسين أو أدنى من الفشل؛ فسارع إلى طرح هدنته التي رأى فيها الشّعب السّوري خاصّة، والشّعوب الإسلاميّة عامّة هديّة العيد محتواها افتعال التّفجيرات؛ ومزيد من الشّهداء والضّحايا؛ وآلاف المهجّرين فكلّ عام وهدنة «الإبراهيمي» بخير.