تمكين صناعة المستقبل
تمكين صناعة المستقبل
د. سماح هدايا
التعليم هو حق من حقوق الإنسان الأساسية. وإن هذا الحق مصون لكافة البشر. ولقد تم الاعتراف بالحق في التعليم عالميا منذ صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948 وقد نصت عليه مختلف الاتفاقيات الدولية والدساتير الوطنية وخطط التنمية
وإنّ من بعض غايات التعليم وأهدافه، كما في المواثيق و المعاهدات الدولية: تنمية حس الموهبة و كرامة الفرد أو تمكين الناس من المشاركة بفاعلية في مجتمع حر. وتنمية المواهب الشخصية والفردية والانسانية و الشعور بالكرامة و تقدير الذات والقدرة العقلية و الجسدية. وغرس احترام حقوق الانسان و الحريات الأساسية فضلا عن القيم اللغوية و الثقافية و الهوية. ثمّ تعزيز التفاهم و التسامح والصداقة بين جميع الفئات والحفاظ على السلام. وتعزيز المساواة بين الجنسين واحترام البيئة
وقطعا، يبدو الواقع التعليمي للمهجرين السوريين في مخيمات اللاجئين السوريين مشكلة حقيقية تؤثر جدا، وبشكل سلبي، اجتماعيا ونفسيا وأخلافيا وفكريا وسياسياً على الآلاف من المشردين المقهورين؛ فقد أصبح الآلاف من هؤلاء الأطفال واليافعين محرومين من الحق في التعليم، ومحرومين من الحق في التربية والثقافة والتوعية. وهذه الحقوق التي أقرتها الشرائع الدولية لامعتى لها إذا لم تتم حمايتها ودعمها عمليا.
وجاءت فكرة دعم التعليم ومشروع مدارس للمهجرين السوريين بعد اتصلات مع معنيين داخل المخيمات وخارجها يعايشون الواقع البائس الصعب للأطفال واليافعين. ومنها تبلورت حكاية مدارس حمزة وهاجر، وتحوّلت من فكرة مثالية إلى مشروع حيوي لدعم تعليم الأطفال واليافعين اللاجئين في المخيمات التركية وتثقيقهم وإرشادهم النفسي والمعنوي. نواتها برامج تعليمية وتثقيقيّة داعمة، بالإضافة إلى برامج التأهيل النفسي لتجاوز الصدمات الناجمة عن الكوارث والحروب. وباختصار هو مشروع أولي خدماتي تربوي يسعى إلى تكوين واقع تعليمي إغاثي، وفق ما يلائم ظروف اللاجئن وقوة الدعم المعنوي والمالي. وبالطبع يقوى المشروع ويتجذر بدعم الآخرين له، بخاصة أن التمويل منبعه أبناء الشعب السوري والأخيار والمهتمين. الخطة في المشروع سيجري تنفيذها في المخيمات الثلاثة: مخيم الإصلاحية، مخيم بخشين، مخيم الريحانية الذي سيعاد فتحه. وقد تقدمت الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية بدعم مالي وعيني للمشروع بالإضافة إلى المشاركة بنفعيل المشروع عمليا والترويج له خارجا من أجل دعمه ماليا وعمليا ومعنويا. وزار فريق من الكتلة المخيمات واطلع على الظروف المعيشية والتعليمية، وقدم مقترحاته وأسهم في بلورة فكرة المشرع، وثم نقل المشروع إلى هيئات رسمية وغير رسمية للمساعدة في دعم المشروع.
كم يسعدنا، ويسعد شعبنا أن تساعدونا في مشروعنا ومشروعكم ومشروع أهلينا المهجرين، فنسهم في صناعة التغيير بوجهه الإيجابي الزاهي.