فيتو مزدوج على مشروع قرار هزيل
فيتو مزدوج على مشروع قرار هزيل
د. خليل قطاطو
كثر المتباكون على فشل تمريرقرار مجلس الامن بشأن سوريا ،ليس بضربة قاضية واحدة،بل بأثنتين.مع أن كافة وسائل الاعلام تتناقل خبر التعنت الروسي والفيتو الذي تمخض عنه،مع ان الصين استعملت حق الفيتو ايضا،فيتو كامل الصلاحية والفعالية(يعني مش نص كم ولا موأخذة) هيء لي ان الصين (العظيمة ) اخذت على خاطرها ،فالكل (اعني هيلاري كلينتون)يجتمع مع الروس ليقدم لهم التنازلات حتى يمرروا القرار ولا حد عبر الصين فكان ان قامت الصين باستعمال الفيتو ،مع انه بصراحه كان من دون لون ولا طعم ولا رائحة،فالقرار كان سيفشل بفيتو واحد والفيتو الثاني (بصراحة) لم يزده فشلا.راحت على الصين،اجت تكحلها عمتها.
هلكونا بالمفاوضات مع الروس ما قارب الاسبوع حتى لا يجهض المشروع ويولد القرارالذي طال انتظاره(وحضرنا الحلويات لتوزع على المعازيم ) فاذا بالروس لا يعجبهم العجب،ربما نكاية بامريكا التي افترت باستعمال الفيتو في الماضي(غير السحيق) من اجل حماية اسرائيل.هل تريد روسيا ان تثبت انها ما تزال دولة عظمى(فاكر)بعد ان تقطعت اوصالها،ام هي تجارة السلاح لسوريا وحليفتها ايران، ام انهاتجد في دعمها لقرار كهذا نفاقا وهي ما تزال بعيدة عن الممارسات الديمقراطية ،وتزوير الانتخابات الاخيرة ما زال العالم كله يتذكره،ولكن لا احد يستطيع ادانة روسيا في مجلس الامن ،تذكروا انها واحدة من الخمسة(الكبار) الذسن رزقوا نعمة الفيتو ،سالف الذكر،وبالتالي فهم (كبار) فوق المحاسبة.
القرار المتباكى عليه(لا اراكم الله مكروها بعزيز) كان (لو صدر) سيولد مشلولا،مشوها،لا يسمن ولا يغني من جوع .فهو لا يدعوا الى تنحي الاسد،ولا يدين العنف الذي يمارسه النظام السوري،ولا يدعواالى تحقيق في ممارسات النظام ضد حقوق الانسان،والجرائم ضد الانسانية ، ولا يعترف بحق السوريين بنظام ديمقراطي ولا حتى بحقهم في التظاهر السلمي وفي مطالبتهم بابسط حقوق الانسان،مثل حق التعبير،او حق العبادة في المساجد دون ان يراقبهم العسس،ولا حتى حق ان تحكمهم الاغلبية،كما المنطق(لا الاقلية). القرار اياه ،طيب الذكر لا يتناول حتى حريات المعتقلين في ان لا يعذبوا،او يغيبوا ،او يصفوا ويعادوا الى اهاليهم (او يلقوا في الشوارع) جثثا هامدة لا تخلوا بقعة منها من اثار التعذيب.
القرار الذي سقط مغشيا عليه بالفيتو المزدوج لا يحظر تصدير الاسلحة(والا انقطع رزق الروس)،ولا يشير الى اي عقوبات اقتصادية ضد النظام السوري،وبالطبع لا يشير من قريب او بعيد الى اي تدخل عسكري في حال فشل النظام في الوفاء بتعهداته من اجل وقف القتل او ما تبقى من القرار الذي جرد من محتواه بفضل التنازلات التي قدمت للروس.
اساس القرار الاممي هو مبادرة الجامعة العربية.هذه المبادرة ما زالت تؤمن ان النظام السوري قابل للاصلاح وان المعارضة ليس لها الا ان تتفاوض معه.ما انفكت الجامعة تعتقد ان النظام سيتعاون معها.هذه الجامعةلا تملك الارادة لان تقطع العلاقات البلوماسية مع النظام الذي ارتكب مجزرة حمص في ذكرى مجزرة حماة في ليلة تقديم التنازلات للروس حتى لا يفشل القرار الهزيل (الذي فشل). ماذا تبقى للشعب السوري،لاجامعة،ولا مجلس الامن،لم يبق له احد؟؟ لا .بقي له نفسه ،يكفي !! نعم يكفي ، ما دام يدرك حجم التضحيات.التضحيات التي قدمت حتى الان ليست قليلة ابدا،ولكن التضحيات القادمة ستكون اكبر بكثير جدا.هل لهم من خيار اخر؟؟ اذا انتهت الثورة سيذبحون كالنعاج في الحارات والازقة. هو الموت اذا،لا فرق؟ لا ، معذرة ،الفرق كبير، فذبح النعاج موت ذليل ،اما في ساحات الحرية فللموت طعم اخر.انه ليس موتا بل كرنفال حياة ،حرة,كريمة,قادمة