الحروب الثمانية لجيش نظام الصمود والتصدي 1
الحروب الثمانية لجيش نظام الصمود والتصدي
الجزء الأول
م. هشام نجار
قرائي الأعزاء
بادئ ذي بدء أستميحكم عذراً إذا سقط سهواً حروباً أخرى غابت عن ذاكرتي لجيش من المفروض أن يكون ولاءه للشعب السوري اولاً وآخراً (فمن يتذكر منكم حرباً منسيه فرجائي تذكيري بها لإستعراضها في الجزء الثاني من هذه المقاله مع خالص شكري) اتابع فأقول فإذا بجيشنا السوري يصوب مدافعه براً وبحراً وجواً ليس في وجه الشعب السوري فحسب, بل تم توجيهه ضد اربعة شعوب شقيقه أخرى هم: الشعب الفلسطيني ,الشعب اللبناني,الشعب الأردني ,الشعب العراقي, كل هذه الحروب تمت أيها الأعزاء برعاية غربية وإسرائيليه ثمنها كان صمود هذا النظام ضد الشعب السوري ذو النزعة الوطنيه التي حاول النظام وعلى مدى اربعين عاماً إخماد جذوتها ..ففشل وهو اليوم يتهاوى كهبل .
اعزائي القراء إليكم هذه الحروب:
الحرب الأولى او الحرب المنسيه عام ١٩٦٣: ضد الإخوه الأكراد في كردستان العراق هذه الحرب شنّها النظام دعماً لنظام العراق آنذاك والذي كان متحالفاً معه
ثم غدر به كعادته بعد ذلك.قاد هذه الحرب اللواء فهد الشاعر على رأس افضل لواء عسكري يملكه الجيش السوري عدداً وعده.
إستمر لهيب الحرب في كردستان لشهور طويله ، واستمر النظام بالتنكيل بالشعب الكردي ، فهدم مدنهم وقراهم حتى سقوط حكم النظام في العراق على يد عبد السلام عارف في انقلاب ١٨ تشرين الثاني / اوكتوبر من عام ١٩٦٣ ، حيث توصلت القيادة الكردية وعبد السلام عارف عبر وساطة الرئيس عبد الناصر في ١٠ شباط ١٩٦٤ إلى إيقاف القتال . كلفت هذه الحرب الآف القتلى من إخواننا الأكراد العراقيين وأبناء الشعب السوري ... وهدوءاَ متميزاً على جبهة الكيان الإسرائيلي... وعاش نظام الصمود والتصدي
الحرب الثانيه او حرب الهروب الكبير عام ١٩٦٧: تلك أيام أخجل أن أذكرها بل اخجل ان اتذكرها..أسميها بالحرب تجاوزاً فهي وبإعتراف رموز حزب البعث الذين فضحوا مهزلة الهروب الكيفي والذي امر به بطل الصمود والتصدي السيد حافظ الأسد ثمناً لتمكينه من حكم سوريا موَرِثاً ووارثاً وصل اليوم نهايته بفضل شعب صمم على كشف إكذوبة الصمود وإستعادة كرامته وحريته.
الحرب الثالثه او حرب إيلول الأسود عام ١٩٧٠ :
حدثني اللواء عبد الرؤوف طالب( تلميذ والدي رحمه الله وصديق ودوود لعائلتنا وقد ابعده الأسد بعد هذه الحرب إلى مُدرّسٍ في كلية الأركان لجرأته في قول كلمة الحق) كان منصبه آنذاك رئيساً لأركان اللواء الذي دخل مدينة إربد الأردنيه قال: جاءتنا أوامر من حافظ أسد شخصيا بتغيير طلاء آلياتنا بطلاء وشعارات توافق لون آليات منظمة التحرير الفلسطينيه وتغيير ملابسنا مع مايتناسب البسة رجالهم( الم أقل لكم أنهم شبيحه عتيقه من اصحاب السوابق) ثم التمركز في إربد وجعلها منطلقاً لإسقاط النظام الأردني..يقول اللواء عبد الرؤوف: الفلسطينيون كانوا يظنون أنهم قادرين على إسقاط الملك حسين لمصلحتهم ,وكنت أنظر لهم بعطف لإن إستراتيجية سوريا ان نضع الأردن والفلسطينيين تحت وصايتنا..اعزائي القراء ..قتل نتيجة هذه الحرب المؤامره الآفاً من الأردنيين والفلسطنيين والسوريين..والأهم من ذلك إنهاء دور المقاومه الفلسطينيه في الأردن... وعاشت دولة الصمود والتصدي
الحرب الرابعه أو حرب التحريك على الجبهة السوريه عام ١٩٧٣: هذه الحرب قاتل الشرفاء من جيشنا حربهم ببساله بينما كانت هذه الحرب عملية دعم وتعزيز وغسل الصحون القذره لنظام حافظ الأسد حتى يتقبله الشعب ورغم قتال الشرفاء بصدق فقد خسرنا 70 قريه وبلده ثم يأتي السيد كيسنجر ليعيد لهم القرى المحتله والقنيطره المهدمه ليشحذ عليها النظام وهي خاليه من السلاح حتى الآن..إضافة إلى تدمير 700 دبابة من بين 1300 دبابة تم حشدها للحرب في الجولان كما سيطر اللواء السابع المدرع الصهيوني على القنيطرة ومنع دخول القوات السورية إليها ..اعزائي القراء إن الجيل الثالث من هذه الدبابات يتمختر اليوم في سوريا من الحدود الأردنيه إلى الحدود التركيه ومن المتوسط حتى الحدود العراقيه يتشاطر على الصدور العاريه التي دفعت ثمن هذا السلاح
والجدير بالقول انه لولا دخول الفيالق العراقيه المدرعه الحرب في اللحظه الأخيره لكان الأسد اليوم يبيع الموزاييك الدمشقي في سوق الحميديه للإسرائيلين الحرب الخامسه او الحرب ضد كل اللبنانيين والفلسطينيين
بعد أن خسر النظام حربه ضد الملك حسين عام ١٩٧٠ أمر الرئيس كارتر حافظ الأسد بدخول لبنان وملاحقة الفلسطينيين الذين هربوا من الأردن بعد تحالفهم مع الأحزاب التقدميه اللبنانيه فكان دخول ٣٥ الف جندي سوري بكل اسلحته المدرعه مخلياَ جبهة الجولان للمرة الرابعه من سلاح الصمود والتصدي برضاء إسرائيلي/غربي وتحت غطاء عربي . أٌطلق على قوات الأسد بقوات الردع العربيه ,والحجة في تسهيل هذه المهمه كانت الحرب الأهليه التي إشعلها النظام مع إسرائيل والدول الغربيه ,فذبح الفلسطينيين في تل الزعتر ثم تحول إلى الدروز فإغتال زعيمهم كمال جنبلاط ثم تفرغ للمسيحيين فحاصرهم في بيروت الغربيه والمتن ثم اكمل على زعيمهم بشير الجميل فإغتاله في حادثة تفجير سيارة مفخخه فحولته إلى اشلاء ثم حاصر الجنرال عون عدو الأمس صديق اليوم.. وكاد أن يذبحه لولا تدخل فرنسا وهروبه إلى سفارتها...ولما غزا الصهاينه لبنان في الثمانينات وحوصر جيش النظام تم ترتيب إنسحابه بين صفين من المدرعات الإسرائيليه في طريقه للبقاع فصورته الكاميرات ذليلاً...اعزائي القراء أنا أسمي حرب النظام في لبنان بمجموعة حروب وليست حرباً واحده. فالأولى ضد الفلسطينيين والثانيه ضد الدروز والثالثه ضد المسيحيين ولما نجا سنَّةُ لبنان من مذبحة الأب , جاء الأبن الوارث فاكمل المأساة مغتالاً الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله بالإشتراك مع حزب الله وبذلك يكون الشعب اللبناني بجميع مكوناته تقريباً ومعهم الفلسطينيين وللمره الثانيه ايضاَ دريئة للتدريب عليهم إستعداداً لمعركة الصمود والتصدي والتي ستكون هذه المره من نصيب الشعب السوري والعراقي فتابعونا في الجزء الثاني من:
الحروب الثمانيه لجيش نظام الصمود والتصدي
مع تحياتي .