سلطة البعث وعبث معارضة
قدر سورية
أبي حليم إدلبي
نيف وستة أشهر مضت على دماء شهداء ثورة الكرامة ، بعد أن تحولت الدولة السورية إلى سجن رهيب، و لا زالت السلطة بعث، ولا زالت المعارضة عبث، وبينهما شعب أصيل يدفع ثمن الحرية والكرامة وقد ثارت ذاكرة مجده التليد ، فتذكر أن الشعب السوري ما بينذل ، وأنه لغير الله لن يركع ، وأن هجمات التتار والصليبين تكسرت على سواعده بآن معاً قبل بضع مئات من السنين ، فيا عقلاء الوطن لنصدع بأن سورية أكبر من حزب البعث ومن الأسد، وأكبر من عبث المعارضات المكبّلة بعجزها المزمن وأوهامها وعدميتها ، فأدمنت الطلب من النظام بالعمل على... ، والكف عن... وهكذا دأبها دأب النظام بلغته واستجدائه أمريكا لانصاف القضية الفلسطينة وعدم الكيل بمكيالين ، مع فرق بين المعارضة وبين النظام الذي يناور ويزاود ، بعد أن امتطى قضية العرب العادلة ، يرهب بها العرب جميعاً مادام القيّم على القضية شمّاعة يعتصم بها لحرمان شعبه من التنمية والحرية والاشتراكية ، ولإرهاب جيرانه وإبتزازهم ، مادام معتمصماً بالقضية العادلة للبراءة من العمالة والانبطاح سلاحها وحربه فيها كلام في كلام.
ولأن سفينة الوطن تغرق ، وليس الأهم من يحفر قاعها ويزكي نار هلاكها أكثر، فمن أجل الخلاص للجميع ، أستنفر كل العقلاء والغيورين ببقايا النظام – ممن لم تلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري- ومن المعارضات أن ينزلوا من عوالمهم الافتراضية إلى حرارة الدماء وهدير الشعب الصابر بثورته اليتمية، بأخذ زمام المبادرة والصدع بإعلان ميثاق شرف وطني ، وأقول لكل من يتوجس من المعارضات من خشية انفراد معارض غيرهم بالسلطة بأن التاريخ لا يعود للوراء وأن مكره قد حاق بالنظام السوري كمستحاثة في متحف الطغاة مع القذافي وزمرته من الثوار المزيفين، وأن الشعب السوري لن تحكمه طاغية بعد اليوم ، فكونوا على قدر المسئولية ، وعلى كل من يجود بنفسه للاطلاع بدور فاعل في المرحلة الانتقالية وأقترح تأسيس مجلس وطني يسعى بخطى متسارعة للحصول على الاعتراف الشعبي والاقليمي والدولي وطرح البرنامج الوطني أولى أولوياته:
إدراة المرحلة الانتقالية بدستور تعددي غير إقصائي، كدستور سوريه البرلمانية الصادر سنة 1953 .
تفكيك الدولة الأمنية بحل أجهزة الأمن والمخابرات ، ومحاكمة قتلة الشعب السوري ، أمام القضاء الوطني ، وبعد إصدار أحكام الإدانة للقتلة ، يكون لذوي الشهداء كلمتهم قصاصاً أو عفواً ومصالحة .
إجراء انتخابات بلدية وبرلمانية ورئاسية حرة ونزيهة وبإشراف جامعة الدولة العربية وجمعيات حقوق الانسان خلال 9 أشهر.
أن يتعهّد كل من يشارك في إدارة المرحلة الانتقالية بعدم تولي أي منصب سياسي أو وظيفة عامة بمنصب قيادي ، بعد نهاية المرحلة الانتقالية.
أن يقتصر دور أبطال المرحلة الانتقالية على تأسيس مجلس حكماء سورية الحرة لتنمية الديمقراطية وحقوق الانسان في سورية والعالم العربي، ويكون هيئة مستقلة تقدم الدراسات والاشراف والتأصيل والرقابة الشعبية والنخبوية للحياة السياسية وترعاها باستقلال تام ، لتكون تأصيلاً عربياً كما كانت الأوراق الفيدالية للآباء المؤسسين للولايات المتحدة وحوارات الجمعية الوطنية للثورة الفرنسية.
ولأن المرحلة الانتقالية سبق إجماع معلن على أهدافها – وكما يصرّح جميع المعارضين- وستسير ببرنامج وطني لا يقصي أحداً مادام يقبل المشاركة وصندوق الاقتراع حكماً، ولذلك فإن طلاب الخلاص لسفينة الوطن المخلصين يؤثرون الهدف الأسمى مادام له برنامج متفق عليه بعين الشعب وقلبه وعقله وذاكرته التي تتسامح لكنها لم ولن تنسى ، وهنا فقد أسقط بيد المعارض سواء أكان مخترقاً بعثياً أم مختلاً عبثياً كلاهما يهدر دماء الشعب مادامم البعث بسورية إلهاً لا شريك له.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت