وسائل مواجهة الابتلاءات والمحن من مدرسة موسى

شباب الثورة في كناكر

وسائل مواجهة الابتلاءات والمحن

من مدرسة موسى

شباب الثورة في كناكر

أولاً: التعبئة الروحية: وهي كل ما من شأنه أن يقرب العبد من ربه، وتجعله مقبلاً على الله تعالى؛ لأن من يتسلح بعقيدة سليمة هو القادر على التضحية بالمال والنفس، وهذه التعبئة تنزع من القلوب الخوف من الطاغوت، كما تنزع من القلوب حظ النفس وحظ الشيطان وتجعل العمل كله لله لا للسلطة ولا للجاه.

1- الذكر: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد 28، وكم نحن بحاجة إلى الطمأنينة حين يشتد النزال مع الطاغوت، وبالذكر تكون معية الله (وأنا معه حين يذكرني) رواه مسلم، وبهذه المعية أيقن موسى حين أدركه فرعون وجنوده {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} الشعراء 61-62، وبهذه المعية وعده الله تعالى {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} طه 46، وبالذكر أمر الله موسى {وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} طه 42.

2- إقامة الصلاة: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} طه 14، {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} يونس 87.

3- الدعاء: وهو مطلوب من العبد حتى يُظهِر موضع الفقر والحاجة إلى الله والتذلل له والخضوع، فمن العبد المسألة ومن الله العطاء. وكان موسى كثير الدعاء {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} القصص21، {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا} طه 25-35  فأتت الإجابة من الله عز وجل{قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} طه 36، {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} يونس 88 فأتت الإجابة من الله {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} يونس 89، {فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ} الدخان 22 فاستجاب الله دعاءه فأغرقهم أجمعين، وما دعا به السحرة لحظة إيمانهم بالله رب العالمين {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} الأعراف 126، وكذلك ما دعا به أتباع موسى {فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} يونس 85-86.

ثانياً: التوكل على الله وتفويض الأمر إليه: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا} يونس 84-85، وما قاله مؤمن آل فرعون {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} غافر 44.

ثالثاً: الاستعانة بالله والصبر: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} الأعراف 128، وبالصبر واليقين نال بنو إسرائيل الإمامة {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} السجدة 24، وبالصبر تمت كلمة الله الحسنى على بني إسرائيل {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} الأعراف 137.

رابعاً: الاستقامة وعدم اتباع سبيل الذين لا يعلمون: {فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} يونس 89.

خامساً: الاستعاذة بالله: {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} غافر 27، {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} الدخان 20.