في الذكرى الرابعة لرحيل" البوعزيزي"، شعب تونس لم ينساه
في الذكرى الرابعة لرحيل" البوعزيزي"،
شعب تونس لم ينساه
رضا سالم الصامت
تمر اليوم أربعة أعوام على حادثة حرق " البوعزيزي " لنفسه ، و قبل أن يقدم على الانتحار كتب وصية لوالدته على صفحته في الفايس بوك يقول فيها
مسافر يا أمي، سامحيني ما يفيد ملام، ضايع في طريق ماهو بإيدي ، سامحيني إن كان عصيت كلام لأمي ، لومي على زمان ما تلومي عليّ، رايح من غير رجوع ، يزي ما بكيت و ما سالت دموع من عيني، ما عاد يفيد ملام على زمان غدار في بلاد الناس، أنا عييت و مشى من بالي كل اللي راح ، مسافر و نسأل زعمة السفر باش ينسّي محمد بوعزيزي
لا يجوز الصمت بعد الآن , فقد اثبت " محمد البوعزيزي" ، انه من الممكن اسقاط الطغاة من المقربين لبن علي " الطرابلسية " , فكل الحجج أصبحت واهية أمام إرادة الشعوب
و كما هو معروف فان الشرارة الأولى انطلقت في بلدة " سيدي بوزيد " حين أقدم الشاب " محمد البوعزيزي " بحرق نفسه وتسبب باندلاع موجة احتجاجات عارمة في تونس
البوعزيزي قد أحرق نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على منعه من بيع الخضر والغلال وصفعته موظفة تعمل في التراتيب البلدية، ورفض المسؤولين المحليين مقابلته لما أراد التشكي
الحادثة أدت إلى احتجاجات من قبل أهالي "سيدي بوزيد" سرعان ما تطورت إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن، وامتدت إلى مختلف مدن الجمهورية ، وامتدت الاحتجاجات والاشتباكات مع قوات الأمن لتشمل عددا كبيرا من مدن البلاد و قراها على غرار تونس العاصمة وسوسة وصفاقس وقفصة والقصرين والكاف وقابس و مدنين وغيرها
وندد المحتجون بالتهميش وغياب التنمية بعديد المناطق الداخلية، كما رفع المحتجون شعارات ضد الفساد والمحسوبية واستهدف بعضها رموز السلطة في تونس. وكان الرئيس التونسي المطاح قد زار"محمد البوعزيزي" واستقبل أسرته، فيما اعتبره المراقبون محاولة من السلطات التونسية لاحتواء الأزمة، لكن ذلك لم ينجح في نزع فتيل الأحداث
الشباب التونسي ساخط على أوضاعه المعيشية والاقتصادية والمهنية،يناشد بن علي بالتنحي .... خبز و ماء بن علي لا
البوعزيزي أطلق شرارة الثورة لشعب بأكمله وحول مشاعر السخط لطاقات غضب هائلة تحولت لموجات متتالية وعفوية من المظاهرات الشعبية الضخمة غير المسبوقة، فتجاوزت لأول مرة دائرة القمع الحديدية التي نصبها بن علي وزمرته من أبناء " الطرابلسية" و المقربين إليه ، فطالما نجح " بن علي" في قمع احتجاجات شعبية غاضبة في أكثر من ولاية تونسية في السنوات الأربع الأخيرة على وجه الخصوص، لكن هذه المرة حطم الغضب كل القيود.. و مثلما قال الشاعر التونسي الخالد : أبو القاسم الشابي
" إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر "
إن صاحب الشرارة الأولى رغم أنه لم يعش ليتابع ثمرات سخطه على الواقع المعيشي، الذي و للأسف ازداد ترديا ، ذلك السخط الذي دفع مئات الآلاف من التونسيين إلى الشوراع، مجبرين أعلى مسؤول في البلاد على مغادرتها دون رجعة
لقد أسقطت الجماهير التونسية التي تريد الحياة عبر تضحياتها الغالية بأرواح أبنائها أسقطت نظام حكم " بن علي"
فحتى الدول التي كانت تدعمه وتحركه كالدمية لم تستقبله ، بل رفضته و نهاية " بن علي" و حكمه كان على يد " البوعزيزي" الذي مثل شعب تونس بأسره , و ضحى بحياته ليحيا في قلوب الملايين لا فحسب من التونسيين بل من كل العرب أحرار هذه الأمة العظيمة.