دور الرياضة في مواجهة الضغوط النفسية
دور الرياضة في مواجهة الضغوط النفسية
بوكراتم بلقاسم
أستاذ مساعد بالمركز الجامعي خميس مليانة –الجزائر-
بدأت الضغوط النفسية أو ما يعرف بالهموم مع خلق الإنسان علي وجه
هذه الأرض، وهي جزء
من الحياة، وقد زادت الضغوط التي تواجه الإنسان مع ازدياد تقدم
الحضارة والمدنية.
فعلاقة الجسم والنفس علاقة وطيدة لا تنفصم عراها فكلاهما
يؤثر بالأخر ويتأثر به، ويظهر دلك بوضوح عندما يمر
الإنسان بموقف ضاغط أو بمشكلة ما
ويلاحظ ما يحدث لجسمه من تغيرات، حيث يزداد معدلات ضربات القلب
ويرتفع ضغط الدم،
وربما تتضاعف مرات التنفس نتيجة أن انقباضات عضلية معينة في منطقة الصدر ... وغيرها
من التغيرات الفسيولوجية.
والضغوط النفسية لها علاقة بالكثير من الأمراض
العضوية، مثل: آلام الرأس - آلام الظهر - التهيجات
المعوية - القرحة - أمراض القلب
والشرايين، والمشكلة الحقيقية التي تواجهنا، هي أن الضغوط
النفسية ليس لها دواء شاف
أو علاج فعال، كما هو الأمر بالنسبة للكثير من الإمراض العضوية
الأخرى.
وأسباب الضغوط النفسية كثيرة، وهي ناتجة عن مشاكل نفسية
واجتماعية تؤثر في
مخ الإنسان الذي يصدر أوامره وتعليماته إلي جميع أجزاء الجسم للقيام
بالتعديل والضبط الملائم والمناسب لنوع وشدة المشكلة
المسببة، وهنا تظهر الأعراض
التي منها: الصداع - صعوبة الهضم - آلام العضلات - الأرق -
الشعور بالإحباط - فقدان
التركيز - زيادة التدخين، وفي بعض الأحيان اللجوء لتناول كميات
أكبر من الطعام ثم
تحدث المضاعفات السيئة.
وقد أوضحت العديد من الدراسات النفسية بأن الضغط
النفسي يتسبب في الكثير من المضاعفات السيئة علي الصحة
الجسمية بشكل عام، فعلاقته
كبيرة بالكثير من الأمراض ابتداءً من آلام المعدة ومرورًا
بالسكري والصداع وآلام
الظهر والأمراض الجلدية وانتهاء بأمراض القلب والشرايين.
هذا عدا الآثار الأخرى
التي تلحق بالصحة النفسية من شعور بالضيق والتعاسة
والأرق وعصبية المزاج والحزن ...
وغيرها.
كما تشير بعض الدراسات الحديثة إلي صلة قوية بين الضغوط
النفسية وزيادة
الوزن علي نحو يشكل خطرًا صحيًا، وخاصة علي أولئك الذين تجاوزوا الأربعين من
العمر، فالذي يحدث أن مخ الإنسان الذي يتعرض لموقف ضاغط
يقوم بإفراز هرمونات الضغط
النفسي التي تستدعي ردود فعل تتسبب في أن خلايا معينة في الجسم
تعمل علي المحافظة
علي الدهون، أي أن الجسم البشري لديه ميل لتخزين الدهون عندما يتعرض لموقف ضاغط،
وذلك بمثابة آلية دفاعية (ميكانزم) مثلمًا يقوم القلب
بدفع كمية كبيرة من الدم
للعضلات.
ويلجأ العديد من علماء النفس إلي استخدام تدريبات
الاسترخاء، وهذا في
الواقع لا يكفي، فقد تبين أن أفضل طريقة لإقفال الطريق أمام هرمونات الضغط
النفسي، هو من خلال مادة الاندروفين التي تفرز أثناء
التمرينات البدنية.
وتعد ممارسة أنشطة التربية البدنية والرياضة من أهم
العوامل التي
تستخدم لمقاومة ومعالجة الضغوط النفسية، كما أنها وسيلة للاسترخاء، وخاصة الأنشطة
البدنية الأكسوجينية، مثل: المشي - السباحة - ركوب
الدراجات، حيث أنها تقلل من درجة
القلق والحزن والهبوط والشد العضلي والتوتر.
ويمثل النشاط البدني عبئًا علي
الجسم، ومقاومة هذا العبء من قبل الجهاز العصبي تؤدي إلي
رفع كفاءة الجهاز العصبي
في مواجهة ضغوط الحياة المختلفة.
أن المجهود البدني المنتظم له
آثار إيجابية ومفيدة علي الحالة النفسية للأشخاص خاصة
الذين يعانون من الاكتئاب،
وهذه النتائج تبعث للتفاؤل، وتؤكد أن للتربية البدنية والرياضة
آثارًا إيجابية مهمة
ليس على اللياقة البدنية، فحسب بل أيضًا على اللياقة النفسية.
· ينعكس أثر النشاط الرياضي
في أسلوب الرياضي لحياته اليومية.
· إن أي نشاط يقوم به الإنسان … ما هو إلا
تعبير عن شخصيته ككل.
· يسهم النشاط الرياضي في رفع مستوى قدرة الإنسان على
العمل والإنتاج.
· يسهم النشاط الرياضي في الارتقاء بمستوى الوظائف
العقلية
والانفعالية للرياضي.
· يتم النشاط الرياضي وفقًا لقواعد وقوانين ولوائح
تحدد الجوانب الفنية والتنظيمية للنشاط، ويجب احترامها
والسلوك طبقًا لها.
· يرتبط النشاط الرياضي ارتباطًا وثيقًا بالانفعالات
المتعددة؛ حيث يرتبط بالنجاح أو
الفشل وما يتبعها من مظاهر سلوكية واضحة ومباشرة.
· يتطلب النشاط الرياضي
وخاصةً رياضة المستويات العالية، نمط خاص في الحياة
اليومية للرياضي، مثل: تنظيم
النوم - التغذية - الجنس - تجنب التدخين.
· غالبًا ما يتم النشاط الرياضي في
حضور جماهيري، ولذا يجب أن نضع في الاعتبار الجوانب
السلبية والإيجابية لتأثير
الجمهور على أداء الفرد الرياضي.
· النشاط الرياضي: محصلة الشخصية ككل، أي
أن جميع النواحي: العقلية - البدنية - الاجتماعية -
النفسية، تعمل معًا في كل
متكامل أثناء ممارسة النشاط الرياضي.
· يضع القائمون بالنشاط الرياضي في
اعتبارهم تقبل مسلمة أن الرياضة فائز ومهزوم، ولذا يجب
ألا يوجد حساسية مرهقة
للهزيمة أو التكبر والسخرية من المهزوم.