شكرا للشقيقة الكبرى... مصر

شكرا للشقيقة الكبرى... مصر

إيمان رمزي بدران

عضو رابطة أدباء الشام

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

في أجواء المصالحة الفلسطينية يحتار المراقب أيا من الجزئيات سيختار ليبدي رأيه فيها حيث إن كل جزئية من جزئيات الوضع الفلسطيني مسألة بحد ذاتها تقف أمامها العقول مراقبة أو حائرة أحيانا كثيرة

 كثير من البسطاء من أبناء الشعب الفلسطيني لم يكونوا يتوقعون هذا التحول في المشهد الفلسطيني ولعل بعض المراقبين يشاركونهم هذا الرأي نظرا لما ظهر عليه الحال قبيل المصالحة من توتر وتجاذب شديد واستقطاب أقرب إلى تكريس كيانين مستقلين عن بعضهما ....

 ولكن المراقب للتحولات التاريخية التي حصلت في المنطقة العربية في الأشهر الماضية ليدرك في ذاته أن هذه الحركة لم تكن بعيدة عن حركة الشارع في فلسطين بجناحيها الضفة الغربية وقطاع غزة حيث إنه يرى أثر فلسطين البالغ في الثورات التي قامت في الدول العربية الشقيقة وخاصة منها مصر الشقيقة الكبرى التي ما إن ذاق شعبها طعم الحرية بعد سنين عجاف حتى بدأت تظهر ملامح العروبة الأصيلة في سياستها من جديد ملامح كنا نتوق إليها حين نقرا التاريخ عن حقب حملت الكنانة فيها عبء الشام وانتشلته من عثرات الألم .

 واليوم نرى التاريخ يعيد نفسه ؛ حيث بدأ تأثير الثورة المصرية المباركة يمتد ليشمل ببركاته قطاع غزة فالضفة الغربية في زمن جديد يتشكل وخارطة عربية جديدة ترسم ملامحها إرادة الشعوب .

 لم تكن المصالحة الفلسطينية صدفة في هذا الإطار بل كانت ضرورة ملحة ونتيجة منطقية لهذا التحول في العقلية الحاكمة في المنطقة، فلم يعد هناك ظهر يستند إليه أحد مبررا اندفاعه نحو المحتل تحت ستار الخوف أو اختلال موازين القوى ولم يعد هناك مبرر لاستمرار الحصار لمجرد أن الفلسطيني يقول لا للاحتلال .

 وليس غريبا هنا أن نقول لمصر شكرا لك يا شقيقتنا الكبرى ... شكرا لثورتك ... شكرا لشعبك الذي وقف في وجه طاغية أذاقنا الألام سنينا ... ووقف متفرجا علينا ونحن نذبح شكرا لشبابك الذين أحيو فينا عزة السلطان قطز ... شكرا لك مصر !