رسالة تحية إجلال وإكبار

د. محمد المهتدي

إلى أبطال وشباب درعا أحفاد الإمام النووي رحمه الله

(الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام ) كما قال صلى الله عليه وسلم ، وقد تكفَّل الله عز وجل لمن جاهد في سبيله أن يهديه سواء السبيل

فقال تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلَنا } .

والجهاد يكون باللسان ، ويكون بالقلم ،ويكون بالسنان ، وجهاد الحكام الظلمة – في هذه الأيام – يكون باللسان وبالقلم حتى لايقول قائل إنه فتنه وفوضى وإخلال بهيبة الحاكم ، والذي ينال الشهادة جراء صدعه بالحق في وجه الحاكم الظالم سيد الشهداء كما قال صلى الله عليه وسلم ( سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) فالشهداء لايُعزَّون ، بل يهنئون ، لأن مرتبة الشهادة لاينالها أي إنسان فهي منحة وعطية من الله تعالى قال تعالى : { ويتَّخِذَ منكم شهداء } فالشهداء هم النخبة المتميزة التي اختارها الله تعالى لتنال كرامته في الدار الأخرة التي هي خير من الدنيا كلها فالشهيد كما جاء في الحديث : ( يأتي يوم القيامة ، اللون لون الدم ، والريح ريح مسك ) فهنيئاً لكم أيها الشهداء الأبرار ، وعزاءً لكم يأهل الشهداء ، ويأنصار الشهداء في كلِّ مكان ، وعزاءُ الجميع أنَّ هذه الشهادة التي نالوها هي من أجل كرامتهم وعزتهم وحريتهم ، وتحيه إجلال وإكبار إليكم – خاصة - ياأهل درعا الباسلة بلد العلماء والمجاهدين على هذه الوقفة الأبية الشجاعة في وجه الظلم والطغيان والفساد الذي جثم على أرض سورية منذ أكثر من أربعين سنة من ِقبَل حفنة قليلة متمثلة في الرئيس الراحل وأقاربه ثم بابنه ، الذي ورث الحكم عن أبيه ، لابسبب مؤهلات ترشحه لهذا المنصب فهو شاب غِـرُُّ عُـدِّل الدستور السوري من أجل تنصيبه ، وذلك بناء على طلب الحفنة الطائفية المتسلطة على الحكم ومنْ حولها من المطبلين والمزمرين المنتفعين ، فهل آن الأوان لأهل بلاد الشام لينفضوا اليوم غبار الذلِّ عن هذه الديار التي دعالها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة وقرنها مع بلاد الإيمان والحكمة فقال : ( اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا ) فهاهي اليمن بدأت صحوتها ، فهل تتبعها بلاد الشام التي إن فسدت فلا خير في غيرها روى أبو داود والترمذي في سننهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا فسد أهل الشام ... فلا خير فيكم ، ولاتزال طائفة من أمتي منصورين ، لايضرهم مَنْ خذلهم حتى تقوم الساعة ) وفي حديث رواه أبو داود قال فيه صلى الله عليه وسلم : ( .... فإن الله تكَّفل لي بالشام وأهله ) .

فليكن الشعار حرية عِزة وكرامة لاخوف بعد اليوم سلميَّة ، سلمية سلمية ، ولنحذر من اللجوء إلى العنف وحرق وإتلاف المباني والممتلكات حتى لايتخذ الحاكم ذلك ذريعة للضرب والبطش وإن كان هو سيلجأ لذلك ولو لم يكن عنف .

اللهم أبرم لبلاد المسلمين عامة ولبلاد الشام خاصة أمر رشد وخير يُذلَّ فيه الظالمون والمفسدون والمنافقون ، ويمكَّن فيه لأهل الإيمان والصلاح الغيورين على دينك وبلادك وأكرمنا بوعدك الذي وعدته في كتابه للمستضعفين واجعلنا أهلاً له حيث قلت : { وتريد أن تمَّن على الدين استضعفوا في الأرض وتجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين } .

اللهم أمين أمين أمين