نبحث في ليبيا عن آزاد
د. منير محمد الغضبان *
تنهي الطاغية الذي أهلك الحرث والنسل وسعى في الأرض بالفساد، أعرض المثال . وأدع الواقع لشعب ليبية العظيم أن يفعله .
1- الأسود العنسي طاغية اليمن ، ومدعي النبوة ، أثخن في الأرض ، وتزوج آزاد زوجة (شهر) والي النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن بعد أن قتله . ( وجاءنا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا فيه أن نبعث الرجال لمحاولته أو مصاولته إما غيلة وإما مصارعة)
2- وأتباعه كثر. والمسلمون كثر كذلك لكنهم كامنون خائفون . وتقدم ثلاثة هم قادة الثورة يبحثون في تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم . ونقطة الضعف عنده هي زوجته آزاد التي قتل زوجها ، وفرض ردته عليها . فجاء ابن عمها فيروز أحد قادة الثورة لبحث الأمر معها .
3- - فقلت لها ( يابنة عم ، قَتَل زوجك ، وطأطأ في قومك القتل . وفضح النساء فهل لك في ممالأة عليه ؟ قالت : على أي أمره ؟ قلت : إخراجه ، قالت : أو قتله . قلت : قتله . قالت : نعم ، فوالله ما خلق الله شخصا أبغض إلي منه . ما يقوم لله على حق . ولا ينتهي له على حرمة فإذا عزمتم فأعلموني أخبركم بمأتى هذا الأمر .
وكانت هي المكلفة بوضع خطة قتله .
4- (فأتيت المرأة فقلت لها . ما عندك ؟ قالت : هو متحرز متحرس ( حوله الحرس ) وليس من القصر شيء إلا والحرس محيطون به . غير هذا البيت ( جانب من القصر ) فإن ظهره إلى مكان كذا وكذا فإذا أمسيتم فانقبوا عليه ، فإنكم من دون الحرس ، وليس دون قتله شيء .
5- في محاولات أربع . كان يمكن أن تنتهي الخطة بذبحها وذبح قادة الثورة . لكن عبقريتها كانت أعظم من الاستسلام للفشل .
المحاولة الأولى : حين وجد فيروز خارجا من عند زوجته وقال : ما أدخلك علي ؟ ووجأ رأسي حتى سقطت . فأَدهَشَته عني . وصاحت المرأة : ابن عمي جاءني زائرا ) فسكت على مضض ( ولولا ذلك لقتلني ) .
المحاولة الثانية : حيث ذعر القادة ( فأتيت أصحابي فقلت : النجاء ، الهرب . إذ جاءني رسولها : لا تدعن ما فارقتك عليه ، فلم أزل به حتى اطمأن )
فجاؤوها سرا وتشجعوا وقالوا لها : كيف ندخل على بيوت مبطنة ؟ فدخلا فاقتلعا البطانة . وبذلك أزيلت العقبات فهم يعملون على هدم جدار غرفة قصره أو فتح كوة منها للدخول عليه . وكان من تتمة الخطة أن تضع لهم سراجا خبأته تحت جفنة بحيث لا يرى إلا بعد الدخول .
(ثم دخلنا البيت وفيه سراج تحت جفنة واتقينا بفيروز فإذا المرأة جالسة وكان الأسود يغط غطيطا شديدا . فأجلسه الشيطان فكلمه على لسانه .
وكان القادة الثلاثة قد أعلموا المسلمين أن يتأهبوا لحدث يحدث هذه الليلة .
المحاولة الثالثة :
فخشي ( فيروز) أن نهلك وتهلك المرأة , فعالجه فخالطه . وهو مثل الجمل . فأخذ برأسه فقتله فدق عنقه . ووضع ركبته على ظهره فدقه .
المحاولة الرابعة : وهم فيروز بالخروج ( فقالت : أين تتركني ؟ قال : أخبر أصحابي بمقتله .
غير أن وعيها العظيم وعبقريتها كانت أكبر من ذلك فأردنا حز رأسه . فحركه الشيطان فاضطرب . فقلت : اجلسوا على صدره . وأخذت المرأة بشعره وأمر الشفرة على حلقه . فخار كأشد خوار ثور رأيته قط . فابتدر الحرس الباب .
ولو دخلوا لذبحوا القادة والزوجة ( آزاد)
فابتدر الحرس الباب وهم حول المقصورة فقالت المرأة : النبي يوحى إليه .
فخمد ، ثم سمرنا ليلتنا وطلع الفجر .
6- حيث كان موعد كلمة السر وإعلان المواجهة
( وطلع الفجر ، ونادى داذويه أحد القادة الثلاثة ) بالشعار ففزع المسلمون والكافرون .. وتوافت خيولهم إلى الحرس . فناديتهم : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله . وأن عبهلة الأسود العنسي كذاب .وألقينا إليهم برأسه .
7- وأقام (وبر ) الصلاة . وهو رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم . وشنها القوم غارة . فاختطفوا صبيانا كثيرين وانتهبوا ما انتهبوا . ثم مضى القوم خارجين
(فناديت أخي أن تعلقوا بمن استطعتم منهم .. فحبسنا منهم سبعين رجلا . وذهبوا منا بثلاثين غلاما . فأتونا وقالوا : أرسلوا لنا أصحابنا . فقلنا لهم : أرسلوا إلينا أبناءنا ، فأرسلوا إلينا الأبناء ، وأرسلنا إليهم أصحابهم .
8- وفي ليلة وفاته صلى الله عليه وسلم ، أقر عينه بهلاك العنسي . أخبره جبريل بذلك , وقد أدار رسول الله صلى الله عليه وسلم المعركة وهو على فراش الموت ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قتل الأسود العنسي . قتله بيد رجل من إخوانكم . وقوم أسلموا وصدقوا ..
وخلصت صنعاء والجند ( ولاية ) وأعز الله الإسلام وأهله ) عن الطبري باختصار .
فهل لنا بآزاد جديدة وقادة جدد ، يلقون إلينا رأس القذافي من مقصورته ، ويعز الله تعالى ليبية ، وأهلها ، وينهون الطغاة المتجبرين ؟
( ويقولون متى هو ؟قل عسى أن يكون قريبا )
* باحث إسلامي سوري