النداء الثالث والخمسون
[التهديد بعاقبة التثاقل عن الجهاد في سبيل الله]
رضوان سلمان حمدان
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } التوبة38
المعاني المفردة([1])
انفِرُواْ: النفر: الخروج بسرعة. يقال نفر القوم ينفرون نفراً ونفيراً إذا خرجوا إلى مكان لمصلحة توجب الخروج، والقوم الذين يخرجون يقال لهم النفير، واستنفر الإمام الناس لجهاد العدو أي طلب منهم الخروج إلى الغزو وحثهم عليه. وأصل النفر مفارقة مكان إلى مكان آخر لأمر هاج إلى ذلك.
اثَّاقَلْتُمْ: قعدتم. تباطأتم ولم تسرعوا. أصله تثاقلتم. (والتثاقل) تكلّف الثقل، أي إظهار أنّه ثقيل لا يستطيع النهوض.
مَتَاعُ: المتاع المنفعة والنعيم.
قَلِيلٌ: مستحقر لا يؤبه له.
الإعراب([2])
(ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) ما: اسم استفهام مبتدأ. ولكم: خبر. وإذا: ظرف مستقبل متعلق باثاقلتم. وقيل: فعل ماض مبني للمجهول. ولكم: جار ومجرور متعلقان به. وانفروا: فعل أمر وفاعل والجملة مقول القول. وفي سبيل اللّه: متعلقان بانفروا. وجملة اثاقلتم: حال. وإلى الأرض: متعلقان باثاقلتم.
{أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ} الاستفهام للانكار والتوبيخ المقترنين بالتعجب. ورضيتم: فعل وفاعل. وبالحياة: جار ومجرور متعلقان برضيتم. والدنيا: صفة. ومن الآخرة: متعلقان بمحذوف حال أي بديلاً من الآخرة. {فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ} الفاء الفصيحة. وما: نافية. ومتاع: مبتدأ. والحياة: مضاف إليه. والدنيا: صفة. وفي الآخرة: متعلقان بمحذوف حال أي محسوباً في جنب الآخرة. وإلا: أداة حصر. وقليل: خبر متاع ويجوز تعليق في الآخرة بقليل.
سبب النزول([3])
نزلت في الحث على غزوة تبوك([4])، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف وغزوة حنين أمر بالجهاد لغزو الروم، وذلك في زما ن عسرة من البأس وجدب من البلاد وشدة من الحر، حين أخرفت النخل وطابت الثمار، فعظم على الناس غزو الروم وأحبوا الظلال والمقام في المساكن والما ل، وشق عليهم الخروج إلى القتال، فلما علم الله تثاقل الناس أنزل هذه الآية.
المناسبة([5])
بعد أن ذكر تعالى أقوال المشركين المنكرة وأعمالهم القبيحة في الدين والدنيا وعند هذا لا يبقى للإنسان مانع من قتالهم إلا مجرد أن يخاف القتل ويحب الحياة فبين تعالى أن هذا المانع خسيس لأن سعادة الدنيا بالنسبة إلى سعادة الآخرة كالقطرة في البحر وترك الخير الكثير لأجل الشر القليل جهل وسفه.
في ظلال النداء([6])
بدءُ العتاب للمتخلفين والتهديد بعاقبة التثاقل عن الجهاد في سبيل الله ، والتذكير لهم بما كان من نصر الله لرسوله ، قبل أن يكون معه منهم أحد ، وبقدرته على إعادة هذا النصر بدونهم ، فلا ينالهم عندئذ إلا إثم التخلف والتقصير .
{ يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض؟ } . .
إنها ثقلة الأرض ، ومطامع الأرض ، وتصورات الأرض . . ثقلة الخوف على الحياة ، والخوف على المال ، والخوف على اللذائذ والمصالح والمتاع . . ثقلة الدعة والراحة والاستقرار . . ثقلة الذات الفانية والأجل المحدود والهدف القريب . . ثقلة اللحم والدم والتراب . . والتعبير يلقي كل هذه الظلال بجرس ألفاظه : { اثاقلتم } . وهي بجرسها تمثل الجسم المسترخي الثقيل ، يرفعه الرافعون في جهد فيسقط منهم في ثقل! ويلقيها بمعنى ألفاظه : { اثاقلتم إلى الأرض } . . وما لها من جاذبية تشد إلى أسفل وتقاوم رفرفة الأرواح وانطلاق الأشواق . .
إن النفرة للجهاد في سبيل الله انطلاق من قيد الأرض ، وارتفاع على ثقلة اللحم والدم؛ وتحقيق للمعنى العلوي في الإنسان ، وتغليب لعنصر الشوق المجنح في كيانه على عنصر القيد والضرورة؛ وتطلع إلى الخلود الممتد ، وخلاص من الفناء المحدود :
{ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } .
وما يُحْجِم ذوعقيدة في الله عن النفرة للجهاد في سبيله ، إلا وفي هذه العقيدة دخَل ، وفي إيمان صاحبها بها وهن . لذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - « من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من شعب النفاق » فالنفاق - وهو دخَل في العقيدة يعوقها عن الصحة والكمال - هو الذي يقعد بمن يزعم أنه على عقيدة عن الجهاد في سبيل الله خشية الموت أو الفقر ، والآجال بيد الله ، والرزق من عند الله . وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل .
هداية وتدبر([7])
1. قال أبو جعفر: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، أيّ شيء أمرُكم إذا قال لكم رسولُ الله محمدٌ اخرجوا من منازلكم إلى مغزاكم تثاقلتم إلى لزوم أرضكم ومساكنكم والجلوس فيها. أرضيتم بحظ الدنيا والدّعة فيها، عوضًا من نعيم الآخرة، وما عند الله للمتقين في جنانه فما الذي يستمتع به المتمتعون في الدنيا من عيشها ولذَّاتها في نعيم الآخرة والكرامة التي أعدَّها الله لأوليائه وأهل طاعته يسير. فاطلبوا، أيها المؤمنون، نعيم الآخرة، وشرف الكرامة التي عند الله لأوليائه، بطاعتِه والمسارعة إلى الإجابة إلى أمره في النفير لجهاد عدوِّه.
2. وهذه الآية حثٌّ من الله جل ثناؤه المؤمنين به من أصحاب رسوله على غزو الروم، وذلك غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك.
3. مَا لَكُمْ: استفهام للتقريع والتوبيخ، وهو توبيخ على ترك الجهاد، وعتاب لمن تخلف عن غزوة تبوك.
4. يتعجب الحق سبحانه هنا من تثاقل المؤمنين حين يُدْعَوْنَ إلى القتال؛ لأن قوة الإيمان تدعو دائماً إلى أن يكون هناك استعداد مستمر للقتال، وهذا الاستعداد يخيف الكفار ويمنع عدوانهم واستهتارهم بالمؤمنين أولاً، كما أنه ثانياً يجعل المؤمنين قادرين على الرد والردع في أي وقت. ويعطي ثالثاً شيئاً من اليقين للمجتمع المؤمن عندما يرى أن هناك من يضرب على يد الكافرين إذا استهانوا بمجتمع الإيمان وحاولوا أن يستذلوا المؤمنين. إذن: فَلِكَيْ يبقى المجتمع المؤمن قوياً وآمناً؛ لا بد أن يوجد استعداد دائم للقتال في سبيل الله ورغبة في الشهادة، وهنا يقول الحق: { مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } فكأن الاستعداد المستمر للقتال في سبيل الله أمر لا بد أن يوجد بالفطرة وبالعقل، فإذا ضَعُفَ هذا الاستعداد أو قَلَّ صار هذا الأمر موطناً للتعجب؛ لأن المؤمنين يعرفون أن مجتمع الكفر يتربص بهم دائماً، وعليهم أن يكونوا على استعداد دائم مستمر للمواجهة، ويستنكر الحق أن يتثاقل المؤمنون إذا دُعُوا للقتال في سبيل الله أو أن يتكاسلوا.
5. في قوله { اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ } ثلاثة أوجه: أحدها: إلى الإقامة بأرضكم ووطنكم. والثاني: إلى الأرض حين أخرجت الثمر والزرع. قال مجاهد: دعوا إلى ذلك أيام إدراك النخل ومحبة القعود في الظل. الثالث: اطمأننتم إلى الدنيا، فسماها أرضاً لأنها فيها، وهذا قول الضحاك.
6. قال الجصاص: اقْتَضَى ظَاهِرُ الآيَةِ وُجُوبَ النَّفِيرِ عَلَى مَنْ لَمْ يَسْتَنْفِرْ، وَقَالَ فِي آيَةٍ بَعْدَهَا: { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا }. فَأَوْجَبَ النَّفِيرَ مُطْلَقًا غَيْرَ مُقَيَّدٍ بِشَرْطِ الِاسْتِنْفَارِ، فَاقْتَضَى ظَاهِرُهُ وُجُوبَ الْجِهَادِ عَلَى كُلِّ مُسْتَطِيعٍ لَهُ. عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ أَنَّهُ وَافَى الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، وَهُوَ يُجَهِّزُ، قَالَ: فَقُلْت: يَا أَبَا الْأَسْوَدِ قَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إلَيْك، أَوْ قَالَ: قَدْ عَذَرَك اللَّهُ، يَعْنِي فِي الْقُعُودِ عَنْ الْغَزْوِ؛ فَقَالَ: أَتَتْ عَلَيْنَا سُورَةُ بَرَاءَةٌ: { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا }.
7. قال أبو بكر الجزائري في تفسيره: من هداية الآية: 1- وجوب الخروج إلى الجهاد إذا دعا الإمام بالدعوة العامة وهو ما يعرف بالتعبئة العامة أو النفير العام. 2- يجب أن يكون النفير في سبيل الله لا في سبيلٍ غير سبيله تعالى. 3- بيان حقارة الدنيا وضآلتها أمام الآخرة.
8. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِى الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ - وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ - فِى الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ«.([8]) وعن أبى هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « مِنْ خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِى الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ ... »([9]). وأخرج ابن ماجة عن المستور بن شداد رضي الله عنه قال: كنت في ركب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر بسخلة ميتة فقال « أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها قالوا: من هوانها ألقوها يا رسول الله قال: فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها ». وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله جعل الدنيا قليلاً وما بقي منها إلا القليل، كالثعلب في الغدير شرب صفوه وبقي كدره ». عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يوم الفتح فتح مكة: { لَا هِجْرَةَ ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِنَّ اُسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا }.
لطائف
9. الثقل معناه: أن كتلة الشيء تكون زائدة على قدرة من يحمله، فإن قلت: إن هذا الشيء ثقيل فهذا يعني أن وزنه مثلاً أكبر من قوة عضلاتك فلا تستطيع أن تحمله. أما التثاقل فهو عدم موافقة الشيء لطبيعة التكوين. كأن تقول: فلان ثقيل أي أن وزنه ضخم ولا يستطيع أن يقوم من مكانه إلا بصعوبة، ولا أن يتحرك إلا بمشقة. ولكن التثاقل معناه تكلف المشقة، أي: لك قدرة على الفعل، ولكنك تتصنع أنك غير قادر، كأن يكون هناك - على سبيل المثال - شيء وزنه رطل، ثم تدَّعي أنه ثقيل عليك ولا تستطيع أن تحمله. إذن: فقوله تعالى: { اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ } أي: تكلفتم الثقل بدون حقيقة، فأنتم عندكم قدرة على القتال ولكنكم تظاهرتم بأن لا قدرة لكم.
10. ومعنى تثاقل المؤمنين عن القتال في سبيل الله، أن هناك شيئاً قد غلب شيئاً آخر في داخل نفوسهم، فالرضا بالحياة الدنيا قد تغلَّبَ على حب الآخرة. ولكن المنطق الإيماني يقول: إنه إذا كان هناك أمر آخر غير الدنيا، أو حياة أخرى غير حياتنا الدنيوية، فلا بد أن نقارن بين ما تعطيه الدنيا وبين ما تعطيه الآخرة، فإذا رضينا بما تقدمه لنا هذه الحياة المادية، يكون المؤمن بلا طموح وبلا ذكاء؛ لأنه رضي بمتاع قليل زائل وترك متاعاً أبدياً ممتداً بقدرة الله.
11. يجيء الحق بالنفرة في الجهاد لأن الذي يعوق الإنسان عن الجهاد حبه لدَعَته، ولراحته، ولسعادته بمكانه، وبأهله، وبماله، فإذا ما خرج للقتال شَق ذلك على نفسه.
12. إذا كان النفير عاماً: تعين فرض الجهاد على كل أحد ، فيكون الاشتغال في هذه الحال بالجهاد أفضل من تعلم العلم لأن ضرر العدو إذا وقع بالمسلمين لم يمكن تلافيه، وتعلم العلم ممكن في سائر الأحوال، ولأن تعلم العلم فرض على الكفاية، لا على كل أحد في خاصة نفسه. وأما إذا لم يكن النفير عاما: ففرض الجهاد على الكفاية، مثل تعلم العلم، إلا أن الاشتغال بالعلم في هذه الحال أولى وأفضل من الجهاد ، لعلو مرتبة العلم على مرتبة الجهاد لأن ثبات الجهاد بثبات العلم ، ولأن الجهاد فرع عن العلم ومبني عليه([10]).
[1] . تفسير روح البيان. تنوير المقباس من تفسير ابن عباس. زاد المسير في علم التفسير. صفوة التفاسير. محاسن التأويل. التحرير والتنوير.
[2] . إعراب القرآن وبيانه. الحَاوِى فى تَفْسِيرِ القُرْآنِ الْكَرِيمِ.
[3] . أسباب نزول الآيات- الواحدي النيسابوري.
[4] . قال الحافظ في فتح الباري : وكان السبب فيها - أي الغزوة - ما ذكره ابن سعد وشيخه وغيره قالوا : بلغ المسلمين من الأنباط الذي يقدمون بالزيت من الشام إلى المدينة أن الروم جمعت جموعا ، وأجلبت معهم لخم وجذام وغيرهم من متنصرة العرب ، وجاءت مقدمتهم إلى البلقاء . فندب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الناس إلى الخروج ، وأعلمهم بجهة غزوهم. وروى الطبراني من حديث عمران بن حصين قال : كانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل : إن هذا الرجل الذي خرج يدعي النبوة هلك ، وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم ، فبعث رجلا من عظمائهم يقال له قباد وجهز معه أربعين ألفا ، فبلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك ولم يكن للناس قوة ، وكان عثمان قد جهز عيرا إلى الشام فقال : يا رسول الله هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أوقية - أي من الفضة - قال : فسمعته يقول : " لا يضر عثمان ما عمل بعدها ". وقد كانت غزوة تبوك في شهر رجب من سنة تسع باتفاق الرواة.( تفسير المنار).
[5] . مفاتيح الغيب.
[6] . في ظلال القرآن.
[7] . تفسير الطبري. صفوة التفاسير. تفسير الشعراوي. التفسير المنير فى العقيدة و الشريعة و المنهج. الحَاوِى فى تَفْسِيرِ القُرْآنِ الْكَرِيمِ. تفسير الماوردى.
[9] . صحيح مسلم - كتاب الإمارة - باب فضل الجهاد والرباط - حديث 4997.
[10] . أحكام القرآن للجصاص: 3 / 119.