الإعداد التربويّ العمليّ للشخصية المسلمة 2

الإعداد التربويّ العمليّ للشخصية المسلمة 2

د. محمد بسام يوسف*

[email protected]

5- الهدف الخامس

أن يستشعرَ المَرءُ خطرَ أعداء الإسلام عليه، ويلتصقَ بإسلامه، ويتحلّى بالوعي والحركة الإيجابية لمجابهة العدوان.

الوسائل والأساليب:

1- محور تحقيق هذا الهدف هو ما جاء في كتاب: (بروتوكولات حكماء صهيون) وكتاب: (قادة الغرب يقولون: دمِّروا الإسلامَ أبيدوا أهلَه) لجلال العالم (عبد الودود يوسف).

2- يُلاحِظ الشخصُ: ماذا حقّق الأعداء من مخططاتٍ ضد الإسلام والمسلمين؟..

3- يتأمّل البيئةَ من حوله، وأحوالَ العالم كله، ليتدبّرَ في ما يجري من تنفيذٍ لخطط أعداء الإسلام، ومَن الذي يقوم بذلك.

4- يهتمّ بكل حدثٍ يتعلق بالمسلمين في بلده، في داخلها وخارجها، ويقوم بتحليله -حسب إمكاناته- لاكتشاف يَدِ الأعداء فيه.

5- يراقب -باستمرارٍ- أيَّ عدوٍّ أو خطةٍ تُنَفَّذ لمحاربة الإسلام، في البيئة التي يعيش فيها، ويضع الحلولَ الافتراضيةَ العمليةَ لمواجهتها حسب الإمكانات والظروف، ويستشير المؤسّسات الشرعية في صحّة هذه الحلول.

6- يقوم بتوعية مَن حولَه بخطط الأعداء التي يكشفها، وبخاصةٍ في بيئته.

7- يتابع باهتمام، الأخبارَ المحلية والعالمية، ويحاول فهمَ ما يجري في أنحاء العالم.

8- يتعرّف على حقيقة: مَن هم الطواغيت الذين يتولّون تنفيذَ مخطّطات العدو؟.. وما موقفنا الصحيح منهم؟!..

9- العدوّ هو: كل مَن يقف في وجه الإسلام والمسلمين، بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، وكل من يحاول عرقلة الدعوة الإسلامية وجهاد علمائها والعاملين في حقلها، مع ملاحظة ما يأتي:

أ- اعتناقنا الإسلام هو السبب في عداء الآخرين لنا، ولن يرضوا عنا حتى نتركَ هذا الإسلام، ولن يقبلوا بأقل من ذلك.

ب- المؤامرة على المسلمين حقيقة نُعَايشها.

ج- التمسّك بالإسلام، والعمل الحثيث والمخطَّط لتحقيقه في نفوسنا ومجتمعنا.. هو الردّ الأول على خطط العدوّ ومؤامراته وعدوانه.

10- القيام بإحصاءٍ بسيط لأعداء الإسلام داخل بيئة الشخص، مع التعليل.

11- اتّخاذ شعارٍ أو دعاء، من مثل: (اللهمّ من أراد بالإسلام خيراً فوفّقه لكل خير، ومن أراد به غير ذلك فخُذْه أخذَ عزيزٍ مقتدر).

12- يُستَحسَن الإفادة من أشرطة الفيديو والبرامج التلفزيونية الوثائقية، التي توثِّق جرائمَ العدوّ في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان والبوسنة.. وغيرها من بلاد المسلمين.

*     *     *

6- الهدف السادس

أن يعملَ المسلم جاهداً، لبلوغ مرتبة القدوة لأبناء مجتمعه: سلوكاً، وخُلُقاً، ووعياً.

الوسائل والأساليب:

1- محور تحقيق هذا الهدف هو كتاب: (صورٌ من حياة الصحابة) لعبد الرحمن الباشا، وكتاب: (شهداء الإسلام في عهد النبوّة) لعلي سامي النشار.

2- دراسة تحليلية لشخصياتٍ مختارَة، لإظهار جوانب القوّة والالتزام والثبات لدى هذه الشخصيات الفذّة.

3- معرفة الشخص لمستواه الواقعيّ، بالقياس إلى تلك الشخصيات، وذلك بمصارحةٍ صادقةٍ مع النفس: ما مستواي بالنسبة لمستوى الصحابيّ فلان؟..

4- الجواب على السؤال: كيف أستطيع الوصول إلى حدٍّ معقول، يقارب بعض الجوانب المضيئة في حياة تلك النماذج من شخصيّات المسلمين؟..

5- وَضْعُ برنامج عملٍ شخصيّ، ومحاولة تنفيذه في حياتك الخاصة والعامة، بهدف امتلاك حدٍّ مناسبٍ من صفات القدوة الصالحة (يتضمّن البرنامج الإجراءات العملية لتحقيق الصفات الرفيعة، المتوافرة في النماذج المقتَدَى بها، كالصبر، والكرم، والشجاعة، و..).

6- لابدّ من استخدام الورقة والقلم، سواء في التحليل، أو في رسم الخطوات العملية، أو في مراجعة التنفيذ والمحاسبة الذاتية.

7- اتّباع دورةٍ عملية، لتنمية أحد جوانب الخير التي يُراد أن يتمثّل به الشخص، أو تخصيص جزءٍ من إحدى الدورات لهذا الغرض.

8- اتّخاذ شعارٍ أو دعاء، يُعِين على تحقيق الغرض، من مثل: (ربِّ أعنّي لأكونَ سَخيّاً كعثمان بن عفّانٍ رضي الله عنه، أو شجاعاً كعليٍ بن أبي طالب رضي الله عنه)، و: (لا نصر إلا بالقدوة الصالحة).

*     *     *

7- الهدف السابع

أن يشعرَ المسلمُ بمسؤوليته عن تغيير الواقع من حوله، باتجاه الإسلام.

الوسائل والأساليب:

1- القيام بدراسةٍ نظريةٍ ومَيْدانيةٍ للبيئة المحيطة بالشخص، بدءاً من الزوج والأبناء والبنات، وانتهاءً بكل مَن يرتبط به بعلاقةٍ ما، وذلك لتحديد مَن ينبغي العمل معهم دعوياً وإسلامياً، أو هدايتهم إلى الإسلام، وما ينبغي أن يكون مضمون العمل مع كلٍ منهم.

2- الاهتمام بأهل بيته، وتخصيص ساعةٍ أسبوعية -في الأقل- لتدارس الإسلام معهم، ولحثِّهم على الالتزام به، وللتعرّف على أحوالهم وأوضاعهم، وإدخال السرور إلى نفوسهم، وتلبية احتياجاتهم بالمعروف.. وقد ورد في الحديث: (كفى بالمرء إثماً أن يُضَيّع مَنْ يَعُوْل)، ويقوم بوضع برنامجٍ مَنهجيٍ لذلك.

3- حَثّ أهل بيته، على العمل للتأثير بمن حولهم، تأثيراً يخدم الإسلام والمسلمين.

4- تشكيل مجموعةٍ أو أكثر، إن أمكن ذلك، من أولاده ورفقائهم، لتربيتهم وفق برامج هادفةٍ محدَّدَة، تناسب أعمارهم ومستوياتهم الدراسية والثقافية والعائلية.

5- القيام بزياراتٍ غير دوريةٍ في سبيل الله، للجيران والأصحاب والأقارب، للاطّلاع على أحوالهم والتأثير الإيجابيّ عليهم.

6- التعرّف على أبناء البلد الذي ينتمي إليه الشخص، من المقيمين في البلد الذي يُقيم فيه، والاهتمام بهم، وتوثيق العلاقة مع الصالحين منهم.

7- القيام بتنفيذ برامج عمليةٍ جماعيةٍ مع أهل بيته، كقيام الليل والصيام، والذكر والتلاوة، والزيارة الهادفة للمقابر، والاستعانة بأشرطة الكاسيت والفيديو لتنفيذ بعض النشاطات البيتية.

8- أن يستشعرَ أنه جزء فعّال في المجتمع الإسلاميّ، وعليه تقع مسؤولية تقويته وتطويره وإكثار أعضائه الصالحين.

9- أن يلحظَ أنه سفير للإسلام في البيئة التي يعيش أو يتحرّك فيها، وأن يعتبر كلَّ خطوةٍ يخطوها في هذا الطريق.. جهاداً في سبيل الله وحده.

10- العمل باستمرار، على ابتكار الأساليب الأفضل للتأثير إسلامياً في البيئة التي يعيش فيها.

11- أن يتخصّصَ –إن أمكن ذلك- في علمٍ نافع، ويعملَ على كتابة بحوثٍ في الجانب الذي يجد نفسه أهلاً له، وأن يشاركَ في اقتراح الحلول للمشكلات التي تعترض الأمة.

12- تهيئة البيت ليصبح البيئة المثلى، وذلك بصَبغ بيئة بيته بالصبغة الإسلامية الكاملة، عبادةً وخُلُقاً وثقافة، وبناء مكتبةٍ بيتيةٍ جيّدة، من الكتب وأشرطة الكاسيت والفيديو.. وسواها.

13- ملاحظة أي سلوكٍ خاطئٍ في البيت أو في البيئة من حوله، والعزم على تغييره ما أمكن، بالحكمة والموعظة الحسنة.

14- دراسة الأساليب الموضوعية والعملية، لتغيير الواقع السلبيّ تغييراً عملياً.

15- الوعي بأهمية المؤسّسات التي تؤثر في توجيه المجتمع.

16- اتخاذ شعارٍ أو دعاءٍ مناسب، من مثل: (سأنصر إسلامي)، و: (ربِّ اجعلني من المجاهدين في سبيلك)، و: (زوجي وأولادي أمانة في عنقي).

17- المراجعة والمحاسبة الذاتية: ماذا أنجزتُ خلال أسبوعٍ (أو شهرٍ أو سنة)؟.. وماذا عليّ أن أفعلَ في الأسبوع القادم (أو الشهر القادم أو السنة القادمة)؟..

*     *     *

8- الهدف الثامن

أن يربّي المسلمُ نفسَه، على التطلّع إلى معالي الأمور، وعلى التحمّل والصبر على المشاقّ في سبيل الله سبحانه وتعالى.

الوسائل والأساليب:

1- ترويض النفس على القيام بالعبادات، على الرغم من ثقلها عليها، كإطالة الصلاة، والذهاب إلى مسجدٍ بعيد، وقراءة أجزاءٍ عدةٍ من القرآن الكريم في يومٍ واحد، وقيام ساعةٍ أو أكثر من الليل قبيل الفجر، والصيام في يومٍ شديد الحرّ ثم الإفطار على طعامٍ بسيط، وبَذل الصدقات، وتقديم يد العون للمحتاجين على الرغم من الحاجة إلى المال.

2- تخصيص ساعاتٍ أسبوعيةٍ لمسيرٍ على الأقدام، مع ذكر الله عزّ وجلّ، وصلاة ركعتين بعد كل ساعة مسير، مع دعاءٍ وابتهالٍ إليه سبحانه وتعالى.

3- صعود أبنيةٍ عاليةٍ على القدمين، مرّاتٍ متعدّدة، حسب مستوى التحمّل.

4- تنفيذ رياضةٍ يومية، بما لا يقل عن نصف ساعة، ورياضةٍ شاقّةٍ في أوقاتٍ معيّنة.

5- الاقتصار على لونٍ بسيطٍ واحدٍ من الطعام، لثلاثة أيامٍ متواصلةٍ فأكثر.

6- القيام بنشاطاتٍ جماعيةٍ بيتيّة، ليلةً أو أكثر في الأسبوع، توضَع لها برامج دراسية وعملية وعبادية.

7- زيارة الأرحام، أو أخٍ في الله، أو صديقٍ بعيد.. في سبيل الله.

8- المسير على الدرّاجة الهوائية، مسافةً لا تقل عن (25) كم.

9- الاعتيادُ على  الصبر والجَلَد على المصائب والنكبات والعقبات.. ابتغاء وجه الله عزّ وجلّ.

10- الصبر على أذى القريب والحبيب، وعلى مشاقّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

11- مَدّ يدِ العونِ إلى الآخرين (لاسيما الأرحام)، مهما كانت الظروف، ابتغاء مرضاة الله عزّ وجلّ وحده.

*     *     *

موجِّهات وثمرات

1- يمكن تحقيق الأهداف الثمانية المذكورة آنفاً، وفي الحلقات السابقة، بشكلٍ فرديٍ أو جماعيّ، بإشراف موجّهٍ أو بشكلٍ ذاتيّ.

2- يمكن تجزئة الأهداف إلى أعمالٍ يومية، ووضع جدولٍ زمنيٍ متدرِّجٍ، لتصبحَ هذه الأعمال جزءاً من الحياة اليومية للفرد المسلم.

3- بشكلٍ عام: المدّة الزمنية المقترَحَة للمرور على الأهداف كاملة، تتراوح ما بين ستة أشهرٍ وسنة.

4- يمكن أن يتعاونَ شخصان اثنان معاً، أو مجموعة من الأشخاص، لتحقيق بعض الأهداف.

5- الموجِّه الذي يُشرف على تنفيذ الأهداف، إن وُجِد، عليه أن يلحظَ عِظَمَ المسؤولية، ويكون قدوةً وراعياً لإخوانه في جدّية الالتزام.

6- في حال التنفيذ الجادّ للأساليب التربوية العملية المذكورة.. من المنتظر تحقيق الصفات أو الأهداف الآتية، ومثيلاتها، في شخصية المسلم:

أ- الإحساس برقابة الله عزّ وجلّ، وارتفاع درجة تقواه وحُبِّ عبادته، ومحاولة الإكثار من ذِكْره.

ب- الاقتناع بصلاح الإسلام للحياة، واستشعار خطورة خطط العدوّ التي تُنَفَّذ لتحجيم أثر الإسلام والمسلمين في مجتمعاتنا، والتحفّز للتصدّي لهذه الخطط العدوانية.

ج- نموّ خصلة الحُبّ للمسلمين، واشتداد رغبة التعاون معهم لنصرة الإسلام، وللعمل على تغيير البيئة –دعوياً- في هذا الاتجاه.

د- استشعار أهمية تنظيم الوقت والابتعاد عن الفوضى والحياة الفوضويّة.

هـ- التحلّي بالصبر، وتطوّر القدرة على تحمّل المشاقّ وتجاوز العقبات.

(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108)

وآخر دعوانا، أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين

               

* عضو مؤسِّس في رابطة أدباء الشام