اغتيال الرئيس الرّمز مرّتين

جميل السلحوت

[email protected]

حوادث التفجير التي استهدفت بيوت قيادات فتحاوية ومنصة إحياء ذكرى الرئيس الرّمز الشهيد ياسر عرفات الليلة الماضية في قطاع غزة، تدخل في باب الضحية التي تعذّب وتعاقب نفسها، وتبين مدى انحدار البعض في "الفوضى غير الخلاقة" التي تخدم الأجندات المعادية لقضيتنا ولشعبنا، وإذا كان الرئيس الشهيد قضى نحبه مسموما بأياد معادية، فإن التفجيرات التي حصلت في الليلة الماضية تعتبر اغتيالا ثانيا له بأيادٍ "صديقة" هذه المرّة.

"وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند"

فالرئيس الشهيد أبو عمار ليس شخصا عاديا، وهو ليس مؤسس وقائد حركة فتح وحدها، بل هو رئيس ورمز الشعب الفلسطيني بأكمله، وكما قال حكيم الثورة الراحل جورج حبش:" قد نختلف مع ياسر عرفات لكننا لا نختلف عليه" فهل يدرك الظلاميون والتكفيريون عواقب الاعتداء على رمز الشعب الفلسطينيّ؟ وماذا يريدون هؤلاء الجهلاء؟

 إن قضية تحميل هذه الجريمة لتنظيم ما يسمى"داعش" يذكرنا بسنوات خلت، عندما كان القتلة والمجرمون والارهابيون يحملون جرائمهم لتنظيم "القاعدة" الارهابي الذي كان وهما أكثر منه حقيقة، وإذا كانت "داعش" قد وصلت فلسطين حقا فهذه كارثة على الشعب الفلسطيني قبل غيره، وينطبق عليها المثل القائل "من أوّل هدّاته كسر عصاته" فهل قيادات فتح والرئيس الشهيد هي العدوّ الأوّل لداعش فلسطين إن وجدت؟

وداعش العراق وسوريا أمعنت قتلا وتدميرا في سوريا والعراق، وارتكبت جرائم تسيء للاسلام وللمسلمين، مع أنهم ليسوا حجّة على أحد، وإن وصلت "داعش" الى فلسطين، فلتستبشر اسرائيل وأمريكا خيرا، ولتمض اسرائيل بمشاريعها لتقسيم وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد العظيم، ولتواصل استيطانها وتوسعها واحتلالها، فقد جاءها من يوفر لها الحماية والمناخ المناسب. وما داعش إلا صنيعة أمريكية لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد لإعادة تقسيم بلاد العربان، وتصفية القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني، بأيد عربية مسلمة يقودها المتأسلمون الجدد مدغدغين العواطف الدينية لأمّة ارتضت الجهل وابتعدت عن العلم.