أكاديمية الفرحة لعلوم الأُسرة
سحر المصري
طرابلس - لبنان
[email protected]
متعةٌ أن تحمل همَّ خدمة الأُسرة ثمّ تلتقي بمن يحمل نفس الهَم ويسعى حثيثاً
للارتقاء بها.. فيبدع بإيجاد وسائل لنهضة هذه الأُسرة وتأهيل مَن يساهم في عملية
استقرارها..
"أكاديميّة الفرحة لعلوم الأُسرة".. مشروع حضاري لنهضة الأُسرة.. عنوانٌ زيّن موقع
الأكاديمية الالكتروني وكان بحق ترجمة واقعية للأهداف الأساسية للأكاديمية
والمتمثِّلة بتعزيز القِيَم والأخلاق والعلاقات الأُسريّة بين أفراد العائلة..
أبصر هذا المشروع النور عام 2004.. استطاع القيِّمون عليه وخلال أعوام قليلة أن
يثبتوا وجودهم على الساحة وأن يصبحوا منارة الأسرة.. إضافة إلى توسعة مشاريعهم لبث
الوعي عند أكبر عدد ممكن من الناس أياً كانت جنسيتهم أو أعمارهم أو ألوانهم.. خاصة
من جهة فتح كليّات ثلاث للدراسات الجامعية والدراسات الحرّة والدراسات العليا لنشر
علوم الأسرة.. معتمدين في ذلك على نظام التعليم عن بُعد ليصل هذا العلم إلى كل شخص
مهتم أينما وُجِد في العالم.. وقد شملت هذه الدراسات مجموعة من عناوين متنوعة
كدبلوم الإرشاد الأُسري والإرشاد الزوجي التخصصي والإرشاد النفسيّ وإعداد القيادات
الاجتماعية وفقه الأُسرة والإعلام الأُسري وغيرها الكثير.. ولعل "رخصة قيادة الزواج
الناجح" هي من أروع الأفكار التي طُبِّقت في الأكاديمية بحيث يتم إرشاد الشاب
والفتاة الخاطبَين إلى أسس التعامل الصحيح بينهما وتزويدهما بمفاتيح السعادة
الزوجية من خلال برنامج مدروس ونافع..
وقد
كان لي شرف الانخراط في الأكاديمية منذ ثلاث سنوات لدراسة دبلوم الإرشاد الأُسريّ
هناك بعد أن دلّتني عليها الداعية القطرية استقلال الباكر فكانت فرصة عظيمة أن درست
واستفدت من هذا الدبلوم بدرجة كبيرة في عملي الإرشاديّ.. كما أكرمني الله تعالى
بالتعرّف على الأخ الكبير المستشار راشد المنصوري مؤسِّس ورئيس الأكاديمية حين قدِم
لبنان في زيارات متكررة لتسجيل برامج أُسريّة في فضائية حياتنا..
يلفتك فيه هذا الكمّ الهائل من التفاؤل والنشاط والرغبة في نشر المشروع الرائد
والأفكار الإبداعية لتحقيق ما يرمي إليه خدمة للأسرة وللمجتمع.. ولا يزال يفكر
ويبتكر ويقوم بجولات مكوكية بغية إيصال فكرته ونشر ما حباه الله جل وعلا من ثقافة
زوجية ومعارف أُسريّة..
وقد
أطلقت الأكاديمية مبادرة غير ربحية وهي عبارة عن جائزة تتكوَّن من خمس مسابقات
:
مسابقة شخصية العام
الاجتماعية ومسابقة ملكة جمال
الأخلاق ومسابقة الابن
البارّ ومسابقة الأسرة
السعيدة ومسابقة البحث
العلمي.. بالإضافة إلى مسابقة مصابيح الهدى.. ومن شأن هذه المسابقات حثّ الجيل على
التعرّف على الأخلاق فضلاً عن تطبيقها والتسابق لفضائل الأعمال.. وكذلك التعرّف على
سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام واتّخاذه قدوة تُحتذى قولاً وفِعلاً..
ويبقى الإرشاد والإصلاح الأُسريّ محوراً مهماً في الأكاديميّة، وأجده يحتل مرتبة
عالية في تقييم خدماتها.. من خلال تأهيل المستشارين ومتابعتهم وربطهم بالأكاديمية
وببعضهم البعض في "الرابطة العالمية للإرشاد الأُسريّ الالكتروني".. ورسالة هذه
الرابطة تتلخّص "بخدمة الأسرة من خلال تجميع المرشدين الأُسريين والمهتمّين حول
العالم في موقع واحد لدراسة مشاكل الأُسرة والتشاور والعمل على إيجاد حلول ترتقي
بالأسرة نحو استقرارها وسعادتها"..
ولعل أهم ما تقدّمه الرابطة كخطوات عملية هو رعاية المستشارين وتفعيل دور المرشد
الأُسري الكترونيا ومجتمعياً ونشر ثقافة الاسترشاد الأُسريّ وإيجاد صرح يساعد
الأُسر على عرض المشاكل وتلقّي الحلول مع الحفاظ على الخصوصيّة متخطية بذلك عقبة
البُعد الزماني والمكاني.. كما يؤكّد القيّمون على الرابطة أنفسهم..
حقيقة يعجز المرء عن وصف مشاعره أمام هذه المشاريع الرائدة ولا يسعه إلا أن يروِّج
لها وأن يدعو الله جل وعلا للجمعيع بالتوفيق والسداد..
وأجدها فرصة ملائمة لأدعو القرّاء والمقبلين على الزواج والمهتمّين بشؤون الأُسرة
للمبادرة بالتسجيل في برامج الأكاديميّة أو في الدورات التي تقدّمها الجمعيات
المختصّة لتوعية المجتمع حول الأسس المتينة التي تُبنى عليها الأُسرة..
لمزيد معرفة عن الأكاديميّة يمكن زيارة موقعها الالكتروني على الرابط
www.alfarha.ac
دمتم في سعادة وتُقى..