الحمة قرية سورية
ذات موقع سياحي وأثري كبير
الوطن السورية
تقع في أقصى جنوبي الجولان المحتل، تتألف من مدينة سياحية صغيرة ومنتجع صحي، إضافة إلى الأراضي الزراعية التي تتبع لها، فضلاً عن بعض القرى مثل: التوافيق، الحاوي، الروض الأحمر، روض القطف، البرج، الدوكا، الكرسي، قطوف الشيخ علي… تمتاز مدينة ومنطقة الحمة بمواصفات نوعية وخاصة، جعلت منها على الدوام “ درة الجولان. تقع على نهر اليرموك عند مخاضة «زور كنعان»، على انخفاض 156 متراً عن سطح البحر. وهي محطة من محطات سكة حديد درعا ـ سمخ تاريخيا.
كانت الحمة في العهد الروماني من أعمال مقاطعة «ام قيس ـ Gadara» عرفت باسم «اماتا ـ Emmatha»، وقد ذكرها المؤرخ والجغرافي الروماني (استرابو) الذي عصا يوليوس قيصر، كما ذكرها غيره من كتبة اليونان.
في أوائل القرن العشرين مرت «فرنسيس املي نيوتن» الانكليزية بهذه الحمامات وذكرتها بقولها: «انحدرنا إلى بحر الجليل مروراً بطبرية، وخيمنا بوادي اليرموك، بين ينابيع الحمة المتدفقة بجانب النهر، وقد عبق الجو بالأبخرة الكبريتية. وفي هذا الغور تمر السكة الحديد إلى درعا بأنفاقها السبعة وجسورها الخمسة عشر، تذكّر راكب القطار بالسكك الجبلية في الديار السويسرية. وهذه الينابيع المعدنية، الأشبه، اليوم، بمثل سبا من المصاح الأوروبية، كانت يومذاك بؤرة من البرك، ازرقت امواجها. وهي ينابيع عدة، باردة، وحارة، بعضها يغلي فيقلي. وقد ألفها العرب جيدا، وعرفوها عيناً عيناً: فتلك للأمراض الجلدية، وهاتيك للأدواء العصبية، وأخرى للحبل، أي للعون على أحداثه».
احتلتها إسرائيل في عدوان حزيران العام 1967. وكانت الحمة تعتبر من المواقع ذات الجذب السياحي في سورية، وشهدت أراضيها المعسكرات الدائمة لكشاف سورية وفلسطين على امتداد العام الواحد. كما شهدت أراضيها أيضاً بعد احتلالها معارك بطولية وعمليات فدائية نفذتها قوات فلسطينية من منظمة الصاعقة ومن حركة فتح، حيث وقعت معركة الحمة الأولى والثانية واستشهد الملازم أول من حركة فتح الشهيد خالد أبو العلا في العام 1968، بعد أن استطاع مع مجموعته احتلال موقع عسكري إسرائيلي داخلها وإبادة من فيه.
وتعتبر الحمة من المناطق الواقعة بين الخط الفاصل بين سورية وفلسطين الانتدابية في الطرف الفلسطيني، ومن المناطق الواقعة إلى يمين خط 4 حزيران 1967 في الجانب السوري، وتقع إلى الجنوب الغربي بشكل يحاذي الشاطىء الجنوبي الشرقي لبحيرة طبريا، وهي تمتد شرقا على شكل بيضوي عند مثلث الحدود السورية– الأردنية– الفلسطينية، ويقع القسم الثاني منها ضمن الحدود الأردنية ملاصقا لبلدتي سمخ الفلسطينية والعدسية الأردنية.
ينابيع الحمة الحارة هي: «المقلى- حمام سليم»، وقديماً كان يعرف باسم «حمة الشيخ» أو «حمام الشيخ»، «الريح»، «البلسم»، و«الجرب». والينابيع الثلاثة واقعة بين محطة السكة الحديدية وضفة نهر اليرموك اليمنى على ملتقى الحدود بين فلسطين وسورية وشرق الأردن. وتختلف عن ينابيع طبرية الحارة في أنها تحتوي على نسبة من الكبريت أعلى كثيراً، في حين نسبة الملح الاعتيادي فيها اقل إلى درجة كبيرة من تلك التي في ينابيع طبرية. وحرارة هذه الينابيع الثلاثة هي في نبع المقلى 47 درجة، وفي نبع الريح 35.8 درجة، وفي نبع البلسم 39.4. فمياه نبع المقلى يجب تبريدها قبل الاستحمام فيها، وهو اغزر هذه الينابيع الثلاثة، إذ إنه يفرغ نحو 3.4 أمتار مكعبة في الثانية، وهذا يفوق بأضعاف الينابيع الحارة في طبرية ايضاً، ومع أن هذه الينابيع كانت مستعملة كثيراً في زمن اليونانيين والرومانيين، تدلنا على ذلك الحفريات الأخيرة وذكرها في الكتب التاريخية، فإنها هجرت ولم يعد يزورها إلا القبائل الرحل زيارات سنوية ليستفيدوا من خاصيتها.
الاشعاع «الراديومي» ينبعث من مياه الحمة، ومصدر هذا الإشعاع «الاورانيوم» أو غيره من العناصر المشعة. والاورانيوم معدن ابيض فضي، فهو وأملاحه، والمواد الخام التي توجد فيها، تبعث اشعة تمكن من اختراق الورق الأسود. ويستفاد من الاورانيوم في صنع سبائك فولاذية ذات صفات خاصة، وفي صناعة بعض أنواع الزجاج ودهان الاواني الخزفية الملونة. كما أن الأرقام على ميناء الساعة تحتوي على بعض الاورانيوم المشع ليصبع بالإمكان مشاهدتها في الظلام.
ولما ظهرت فوائد الاورانيوم في تحقيق القنبلة الذرية كثر الطلب عليه، واخذ المنقبون يبحثون عن مناجمه، فليس من المستبعد أن يكون هذا المعدن موجوداً بكثرة في منطقة الحمة.
للحمة أراض مساحتها 10700 دونم، منها 382 للطرق والوديان.
كان في الحمة في عام 1931 م 172 نسمة. وفي عام 1945 م ارتفع العدد إلى 290.
والحمة موقع اثري قديم يحتوي على موقع قديم، قسم منه تل أنقاض، أنقاض مسرح، أنقاض حمامات، وكنيس أرضه مرصوفة بالفسيفساء، مبان، مدافن، أعمدة، قواعد أعمدة، تيجان أعمدة، ومزار واحد.
فيها مواقع أثرية عديدة منها:
خربة الدوير: تحتوي على تل انقاض، أساسات، وجدران قلعة متهدمة من البازلت (حجر بركان)، شقف فخار، وأدوات صوانية على سطح الأرض.
خربة أبو كبير: تقع في الغرب من خربة الدوير. تحتوي على اساسات مبنية بحجارة ضخمة، شظايا صوان.
أبو النمل: تقع في الغرب من خربة أبو كبير، وتعرف أيضاً باسم “ابو نار”، تحتوي على تل أنقاض صغير، جدران من الدبش، آثار طريق قديم يمتد من الشرق إلى الغرب.