المبالغة بالأرقام في العقيدتين الصوفية والصفوية/27
المبالغة بالأرقام
في العقيدتين الصوفية والصفوية/27
علي الكاش
كاتب ومفكر عراقي
من الصفات المشتركة بين العقيدتين المبالغة في الأرقام، ولا نقصد هنا المغالاة، مع أن هذه المبالغة هي جزء من المغالاة بصورة عامة. ولكننا سنحددها بجاب أحادي وهو الأعداد المهولة التي تعلن عن عدد الشيعة والفوائد التي تحققها العقيدة لأتباعها. الحقيقة إن هذه المبالغة العددية هي بلا شك من نتاج مركب النقص الذي يعاني منه الرافضة والمتصوفة بشكل عام، بإعتبار إنهم أقلية ولا يشكلون إلا نسبة ضئيلة من مجموع المسلمين في العالم، مما إنعكس على المغالاة العددية بطريقة مفزعة للتعويض عن هذا النقص، لذلك تراهم يهولون في أعدادهم بشكل فاضح كالزيارات المليونية والتظاهرات المليونية وغيرها، في الوقت الذي يصغرون فيه من شأن بقية المسلمين.
وهذا ما يحدث حاليا في العراق وايران، حيث يشكل أهل السنة من العرب والأكراد وبقية الأقليات ما لا يقل عن 60% من السكان ولكن نظام الملالي يتعامل معهم كأقلية ويحاول ان يمسخ عروبة العرب في اقليم عربستان. وكذلك الحال في العراق فهم لا يشكلون أكثر من 45% من السكان، لكنهم لعبوا لعبة ذكية بتقسيم أهل السنة الى العرب السنة والأكراد السنة، في حين هم يجمعون الأكراد الشيعة والتركمان والفرس وغيرها من الأقليات إلى نسبتهم، في تصنيف جغرافي بعيد عن المنطق، لأن السكان يصنفوا أما على أساس الدين والمذهب، أو على أساس العرق والقومية، ولا يخلط بين التصنيفين، وهذا ما تجده في جغرافية السكان لدول العالم قاطبة.
مركب النقص هذا أنتج ما يسمى بالمظلومية التي إستعاروها من اليهود لكسب شفقة ورأفة العالم بهم على أساس إنهم مظلومون، فهم يتباكون على المظلومية الكاذبة حتى وهم في سدة الحكم! كما هو الحال في العراق، ولا يعرف التأريخ ظلاما مثلهم. وإن كان لليهود هولوكوست واحد فأن للرافضة مائة هولوكوست. والحق إنهم نجحوا نجاحا باهرا في تسويق خطة المظلومية على العالم العربي والإسلامي. فهم يدعون مثلا في العراق بأنهم الأكثرية وهذا يعطيهم الحق في الحكم، في حين لا يوجد تعداد سكاني في العراق حسب المذهب، وهم يرفضون إجراء التعداد السكاني رغم أن وزير التخطيط (علي شكري) من الشيعة المتطرفين! أما السبب؟ لكي لا تفتضح نسبتهم الحقيقية من جهة ولكي يستمروا في قتل وتشريد أهل السنة من جهة أخرى، حتى يكونوا اكثرية وهذا ما جرى في بغداد والبصرة. مع إن منطق الأكثرية الذي يتشدقون به لا يعني إقصاء الأقليات ولا تهميشها. ولا هو يتوافق مع النهج الديمقراطي الذي يدعونه.
لكن المثير في الأمر، إنهم يرفضون حكم الأكثرية لأهل السنة في سوريا! مع ان العلويين لا يشكلون اكثر من 10% من سكان سوريا، بل هم يحاربون أهل السنة في سوريا ويقفون مع المذهب النصيري مع ان مراجعهم يكفرون هذه المذهب الضال! ولم تتوقف المبالغة على أعدادهم بل تراهم يسوقونها في أحاديثهم بطريقة مبتذلة ولا مبرر لها. إنهم يوزعون الحسنات بالملايين على أتباعهم دون الإعتماد على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، بل يعتمدون على أحاديث وروايات منسوبة لأئمتهم أو ممن يحسبون عليهم، وهم براء منهم، الرواة أصلا لم يعيشوا مع الأئمة الا ما ندر، كان الأئمة يعيشون في المدينة، والرواة يعيشون في الكوفة! وهذه حالة نادرة في التأريخ! على سبيل المثال، مرجع رواياتهم الرئيسي جابر الجعفي الذي روى (70000) حديثا عن الأئمة، قال عنه الكشي، وهذا مؤرخ شيعي وليس من النواصب " سألت أبا عبد الله (ع) عن أحاديث جابر؟ فقال ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة، وما دخل عليّ قط". (رجال الكشي/191). ومرجع أحاديثهم الثاني هو زرارة بن أعين الذي قال عنه أبو عبد الله" لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة". (رجال الكشي،133).
ويقدم لنا الإمام الصادق صورة متكاملة عن رواة الشيعة بقوله" كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي وياخذ كتب اصحابه، وكان اصحابه المستترون باصحاب ابي ياخذون الكتب من اصحاب ابي فيدفعونها الى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها الى ابي، ثم يدفعها الى اصحابه فيامرهم ان يثبتوها في الشيعة، فكل ما كان في كتب اصحاب ابي من الغلو، فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم" (المصدر السابق/196). كالعادة مشوا المتصوفة على نفس طريق الرافضة في المبالغة الرقمية، كما سيتضح في النصوص التالية.
فيما يتعلق بالمتصوفة.
قال محمد بن واسع" قدمت مكة، فلقيت بها سالم بن عبد اللّه بن عمر؛ فحدثنى عن ابيه عن جده عمر؛ عن رسول اللّه (ص) قال" من دخل السوق فقال لا إله إلا اللّه، وحده لاشريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حى لايموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب اللّه له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة".(طبقات الصوفية/118). وذكر الشيخ أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني " اعلم أن الله خلق من نور بهائه سبعين ألف ملك من الملائكة المقربين، وأقامهم بين العرش والكرسي في حضرة الأنس لباسهم الصوف الأخضر، ووجوههم كالقمر ليلة البدر، فقالوا متواجدين والهين حيارى خاشعين سكارى منذ خلقوا مهرولين من ركن العرش إلى ركن الكرسي لما بهم من شدة الوله، هم صوفية أهل السماء فإسرافيل قائدهم، ومرشدهم، وجبرائيل رئيسهم ومتكلمهم والحق تعالى أنيسهم، ومليكهم فعليهم السلام من الله عز وجل". (الطبقات الكبرى1/137). لا نعرف من أين لهم هذه المعلومات عن الملائكة وطريقة صنعهم وسكرهم وهرولتهم وولههم وقائدهم ومرشدهم؟ أحاديث الأرض يمكنهم فهمها وتحليلها، أما أخبار السماء فهي عند خالقها فقط.
كما ذكر الشيخ السهروردي" الزائر لأم عبيدة يمشي على أجنحة الملائكة، وله بكل نفس ألف ألف حسنة". (بوارق الحقائق/224). وللعلم أم عبيدة قرية صغيرة ومتخلفة وقذرة فهل الملائكة تتواجد فيها؟ ويضيف الشنقيطي نقلا عن الشيخ التيجاني حول صلاة الفاتح" بأن كل ما تذكره من صلاة وإذكار وأدعية على النبي(ص) لو توجهت بها (100) ألف عام، وتذكرها كل يوم(100) ألف مرة، ما بلغت مرة واحدة من صلاة الفاتح". (الفتوحات الربانية للشنقيطي/115)! ومن العجائب ما ذكره العلامة محمد البشير" ان تلاوة صلاة الفاتح مرة واحدة تعادل ستة آلاف ختمة من القرآن". (الطرق الصوفية/39). ولديهم صلاة أخرى تسمى (جوهرة الكمال) إدعى الشيخ أحمد التجاني إنه أخذها عن النبي(ص) وأخبره إنها تعادل تسبيح العالم (3) مرات!(للمزيد راجع الهدية الهادية إلى الطريقة التجانية). أن إدعائه بأنه أخذها عن النبي(ص) يؤكد بطلانها.
كما قال الشيخ المتصوف أحمد بن عروس عن الشفاعة" كل إصبع من أصابعي يشفع في سبعين ألفا". (الوصية الكبرى لعبد السلام الفيتوري/85). إنه صاحب الإصبع الذهبي! وذكر محمد عثمان عبده البرهاني" طلب سيدي إبراهيم الدسوقي في عالم الأرواح أن يزداد له في جسمه فزيد ثم طلب أن يزداد أكثر فأكثر فزيد وهكذا، حتى سأله الجبار جل وعلا عما يريد من كبر جسمه فقال يارب أنت قلت وقولك الحق في كتابك العزيز (لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) وأنا أريد أن أملأ جهنم لوحدي حتى لا يصلاها أحد! فقال جل وعلا أتتكرم على كريم يا إبراهيم؟ إنا شفعناك في سبعين ألف مع كل فرد منهم سبعون ألفاً، وكل هذا غير من أخذ طريقتك وغير من دخل مقامك وزارك". (تبرئة الذمة في نصح الأمة/314). ألا يعلم الله تعالى سبب طلبه فيسأله؟ وهل هناك جسم مهما كبر حجمه يمكن أن يملأ جهنم؟ وما الغرض من هذه السفسطة غير تشويه صورة الإسلام.
كما نسب محمد أبو الهدى للرفاعي القول" صحبت ثلاثمائة ألف أمة ممن يأكل ويشرب ويروث وينكح، ولا يكمل الرجل عندنا حتى يصحب هذا العدد ويعرف كلامهم وصفاتهم وأسمائهم وأرزاقهم وآجالهم، قال يعقوب الخادم، فقلت له: يا سيدي إن المفسرين ذكروا إن عدد الأمم ثمانون ألف أمة فقط! فقال ذلك مبلغهم من العلم". ( قلادة الجواهر/68). الطريف في القول (يروث) ويبدو إن الشيخ لا يعرف بأن الروث لا علاقة له بالبشر، وإنما بالحوافر، فهو رجيع ذو الحافر، يقال راث الفرس وراثت البقرة، وجمعه أرواث.
ونسب محمد بن سليمان الجزولي حديثا كاذبا للنبي(ص) جاء فيه "ما من عبد صلى عليٌ، إلا خرجت الصلاة من فيه، فلا يبقى بر ولا بحر ولا شرق ولا غرب إلا وتمر به وتقول: أنا صلاة فلان بن فلان صلى على محمد المختار خير خلق الله، فلا يبقى شيء إلا وصلى عليه، ويخلق من تلك الصلاة طائراً له سبعون ألف جناح، وفي كل جناح سبعون ألف ريشة، وفي كل ريشة سبعون ألف وجه، في كل وجه سبعون ألف فم، في كل فم سبعون ألف لسان، يسبح الله تعالى بسبعين ألف لغة، ويكتب الله له ثواب ذلك كله". (دلائل الخيرات/16). يبدو إن الشيخ من هواة الرقم (7)!
قال البسطامي " استقبلني ملك يقال له: نيائيل، فمد يده وأقعدني على كرسي له موضوع على شاطئ بحر عجاج، ثم رأيت كأني عرجت إلى السماء السابعة، فإذا بمائة ألف صف من الملائكة استقبلني. كل صف مثل الثقلين ألف ألف مرة، مع كل ملك لواء من نور، تحت كل لواء ألف ألف ملك، طول كل ملك مسيرة خمسمائة عام". (اللمع/464). الشيخ يتحدث عن برتوكول سماوي حافل لإستقباله! وربما نسى القول بـأنه فرشت له سجادة حمراء بطول مائة ألف متر، كي تسع جماهير الحضور!
وروى إبن عربي عن النخشبي وهو يحث أحد مريديه على رؤية البسطامي" لو رأيت أبا زيد مرة، كان خيرا لك من أن ترى الله ألف مرة". (رسائل إبن عربي/5). هذا الحديث لا يحتاج إلى تعليق، لكنه فيه ردٌ شافِ ومفحم لمن يدافع عن العقيدة الصوفية.
فيما يتعلق بالصفوييين.
نسبوا للإمام الرضا حديثا عن وفاة الحسين بن علي يصور لنا فيه تأخر الملائكة عن نجدته، فآل مصيره إلى الموت بسبب تأخرهم، ربما لزحمة المواصلات! يقول الرضا" لقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله، ونزل إلى الأرض من الملائكة (4000) لنصرته. فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شُعث، غُبر". وهم في وضع التأهب بإنتظار القائم لينضموا لجيشه.(الأنوار النعمانية3/239).
أولا: هنيئا لأهل الكوفة الذين خذلوا الحسين وأذلوه. فلم يكن موقفهم سببا لمقتله بل الملائكة المتقاعسون عن النجدة.
ثانيا: كان من المفروض أن يوضح لنا الرضا سبب تأخر الملائكة عن نجدة من( خلق الله الجنة من نوره، ويزوره مع كل الأنبياء في قبره)؟ لنتبين السبب كي نعذرهم أو نلومهم عن تأخر النجدة؟
ثالثا: إن الملائكة كما يفترض يعلمون كل شيء! فكيف يبررون تأخرهم عن نجدة الحسين، ولم يضبطوا الوقت؟
رابعا: الرضا يضعنا في حيرة أيضا! طالما إن الإمام يموت بإختياره كما يشيرون في أحاديثهم! فكيف تنقذه الملائكة وهم لا يملكون هذا الخيار؟
خامسا: هل وجود الملائكة قرب القبر هو بسبب غضب الرب عن تأخرهم؟ أم بسبب الندم والأسف ومعاقبة النفس؟ كما يفعل البعض في عاشوراء من بكاء وتطبير وضرب بالزناجيل.
سادسا: إذا كان لدي القائم (4000) من الملائكة المطوعين في جيشه! فلماذا لا يخرج من الحفرة ويقاتل بهم؟ طالما أنه لا يحتاج سوى إلى (300) من الأنصار الصالحين والمخلصين؟
سابعا: يدعون في رواياتهم بأن الإمام الحسين خُير ما بين الشهادة أو النصر، فإختار الشهادة! قال الإمام الباقر" لما نزل النصر على الحسين بن علي حتّى كان بين السماء والأرض ثم خيّر: النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله ". (أصول الكافي1/465). وبهذا إما الإمام الباقر يكذب، أو الإمام الرضا، أو الرواة!
ثامنا: كيف" بكت السموات السبع والأرضون لقتله؟ وكيف إستدل الإمام على البكاء؟ ربما إعتبر المطر دلالة على بكاء السماء؟ رغم إننا لا نعرف إن مات الحسين صيفا أم شتاء؟ ويبدو إنه مات صيفا لشدة عطش أتباعه. لكن كيف يفسر لنا بكاء الأرضون؟ هل فاضت البحار والأنهار مثلا؟
من مبالغاتهم ما جاء عن الإمام الصادق" نِعم المسجد مسجد الكوفة، صلى فيه ألف نبي وألف وصي، الصلاة فيه تعدل بألف صلاة". (شجرة طوبى/13). كذلك " من زار قبر الحسين كتب له ألف حجة وألف عمرة وألف أجر شهيد وثواب ألف نسمة وأجر ألف صائم وثواب ألف صدقه ووكل به ملك كريم وإن مات سنته حضرته الملائكة ويحضرون معهم أكفانه ويشيعونه إلى قبره ويفسح له في قبره من بصره ويؤمن من ضغطة القبر ومن منكر ونكير ويعطى كتابه بيمينه ويعطى يوم القيامة نور يضيء ما بين المشرق والمغرب وينادى هذا من زار الحسين شوقاً إليه فلا يبقى أحد يوم القيامة إلا تمنى يومئذٍ أنه كان من زوار الحسين". (كامل الزيارات/134). عجبا لماذا لم يرد إسم الكوفة في القرآن الكريم طالما هي مهمة وبمثل هذه المميزات التي لا تتمتع بها المساجد التي يشد لها الرحال؟ لدينا العكس تماما، قال الشعبي" الكوفة أول مصر نزع الشيطان بين أهله". (تأريخ الطبري4/251). وقال الإمام أحمد" أهل الكوفة لو قدروا أن يلطخوا كل أحد لفعلوا". (مسائل الإمام أحمد لإبن هانيء2/201).
كما قال المجلسي" من زار الحسين يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكياً لقي الله يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة". (بحار الأنوار). من يقرأ هذه الأفكار الضالة بالتأكيد لا يفكر بالحج والعمرة! لهذ السبب لم يحج لا الخميني ولا السيستاني ولا بقية المراجع الشيعية. وجاء في كتاب (منهاج الصالحين للخوئي1/14) بأن" الصلاة عند ضريح الإمام علي كرم الله وجهه أفضل بمائتي الف صلاة". لاحظ! إنهم يحرضون أتباعهم على ترك الفرائض والتوجه للزيارات، وهذا الخوئي صاحب المؤسسة المالية الكبرى في بريطانيا ليس من المراجع القديمة.
ونَسب الفيض الكاشاني للإمام الصادق القول" من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم. وألف ألف عمرة ع الرسول(ص) وعتق ألف ألف نسمة، وحمل ألف ألف فرس في سبيل الله". (الوافي 14/2476). وذكر الكاشاني بأن" ثواب صلاة ركعة واحدة في حرم الحسين كثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، واعتق ألف رقبة، ووقف في سبيل الله ألف ألف مرة مع نبي مرسل". (كتاب الوافي للفيض الكاشاني 14/ 1478). هذه ركعة واحدة! فما بالك بمائة ركعة؟ أي تساوي (100000000) وقفة في سبيل الله! لله درك يا كاشاني أضحكتنا!
ذكر أبي حمزة الثمالي" من لعن الجبت (الصدِّيق) والطاغوت (الفاروق) لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف ألف درجة، ومن أمسى يلعنهما لعنة واحدة كتب له مثل ذلك، قال مولانا علي بن الحسين: فدخلت على مولانا أبي جعفر محمد الباقر، فقلت: يا مولاي حديث سمعته من أبيك، قال: هات يا ثمالي، فأعدت عليه الحديث قال: نعم يا ثمالي! أتحب أن أزيدك؟ فقلت: نعميا مولاي، فقال: من لعنهما لعنة واحدة في كل غداة لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم حتى يمسي، ومن أمسى لعنهما لعنة واحدة لم يكتب عليه ذنب في ليلة حتى يصبح، قال: فمضى أبو جعفر، فدخلت على مولانا الصادق، فقلت: حديث سمعته من أبيك وجدك، فقال: هات يا أبا حمزة! فأعدت عليه الحديث، فقال حقاً يا أبا حمزة، ثم قال عليه السلام: ويرفع ألف ألف درجة، ثم قال: إن الله واسع كريم". (ضياء الصالحين/513).
لأول مرة نسمع في تأريخ الأديان بأن لعن أقرب الناس للنبي(ص) يحقق كل هذه الجوائز السخية! الغريب في الأمر انهم لا يلعنون إبليس! ولا يرون في لعنه فائدة واحدة من الفوائد المذكورة. هل صحابة الرسول(ص) ألعن من إبليس؟ الا لعنة الله على الظالمين.
أي أنتم من قوله تعالى في سورة الفتح/29((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً))؟