هل سيترك الأقصى وحيدا يواجه مصيره...؟!

د.م. أحمد محيسن

وكان ذلك يوم الجمعة الموافق 17/10/2014 وبدعوة من التجمع الفلسطيني في  ألمانيا.. شباب ألماني من أجل فلسطين..رابطة المرأة الفلسطينية في ألمانيا.. والجمعيات العربية والفلسطينية في برلين.. نصرة لفلسطين.. والقدس والمسجد الأقصى والمرابطين المدافعين عن عروبته وقدسيتة..  بل وعن شأن  المسجد الأقصى العظيم.. حيث احتشد العديد من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية ومناصري قضيتنا العادلة..  أمام مقر وزارة الخارجية الألمانية في برلين..  للتعبير عن سخطهم وغضبهم واشمئزازهم  من  ممارسات الإحتلال الوحشية ضد مقدساتنا وأهلنا في فلسطين..  وتحديدا في هذا اليوم وهذه اللحظات التي يتعرض فيها المسجد الأقصى للتدنيس ومحاولات التقسيم والإغلاق واستمرار الحفريات تحت وحول قواعده .. لخلخلة بنيانه .. وصولا لهدمه ..  من قطعان المستوطنين وقوات الإحتلال...!!

 إنهم  يواصلون مخططاتهم الإجرامية .. من أجل  تهويد المدينة المقدسة .. ويواصلون بناء المستوطنات التي أصبحت بمثابة مدن.. وتشكل كماشة حول المدينة.. وكذلك هم مستمرون بهدم البيوت ومصادرتها..  ولا يتوقفون عن اعتقال المواطنين ونواب الشعب وممثليهم المنتخبون شعبيا.. وزجهم في السجون الإسرائيلية.. ويمارسون استراتيجية التضيق على سكان المدينة المقدسة  بكل السبل.. لإجبارهم على الرحيل وكسر إرادتهم .. ومحاولاتهم تفريغ مدينة القدس من قاطنيها وأهلها سكانها الأصليين.. وهم بذلك  يمضون في تنفيذ ما خططوا له تخطيطا همجيّا عنصريا بربريا..  لكي تصبح المدينة الفلسطينية العربية بكل معانيها .. وكما يعتقدون .. عاصمتهم الأبدية...!!

خرجت الجماهير  في برلين..   نصرة للمسجد الأقصى المبارك.. ونصرة لأبناء شعبنا هناك في أرض المعراج..  منددة  بسياسة الإحتلال القمعية العنصرية..  في ممارساتهم الوحشية المستمرة والتي لم تنقطع  بعد العدوان على أهلنا في قطاع غزة الباسلة.. لإستكمال مشاريعهم  العنصرية المستمرة  ...!!

نعيش في القدس حلقة إجرامية مفضوحة من مسلسل الإعتداء على المصلين العزل في الحرم القدسي.. ومنع المصلين من الصلاة فيه.. وحرق محتوياته صولا لتقسيمه ومن ثم الإستيلاء عليه ...!!

رفعت جماهيرنا الصوت عاليا في برلين.. لتوصل للمجتمع الدولي وصناع القرار في العاصمة الألمانية والإتحاد الأوروبي.. حجم وجع الأهل وهمجية العدوان.. ومطالبة الساسة في الغرب  بأن يتوقفوا عن سياسة الكيل بمكيالين.. وتشكيل ضغط على الإحتلال .. ليكفوا عن ظلم أهلنا في فلسطين وانتهاك مقدساتها وقدسها...!!

 وقد سلمت  رسالة للخارجية الألمانية بهذا الشأن.. لحث الساسة الألمان في برلين من أجل العمل على إيقاف استمرار الإحتلال في ممارسة سياساته القمعية ضد أبناء شعبنا وقدسنا..  والإعتداء على المسجد الأقصى وعلى المصلين  العزل هناك...!!

كما وطالب المحتشدون في برلين القيادة الفلسطينية بتنفيذ وعوداتهم التي قطعوها على أنفسهم مرارا..  بالذهاب للتوقيع على معاهدة وميثاق روما الدولي كما وعدت مرارا وتكرارا.. وبقيت وعودات دون تنفيذ .. من أجل السير على طريق تقديم ساسة وجنرالات الإحتلال لمحكمة الجنايات الدولية.. ولجمهم ووضع حد لممارساتهم غير الإنسانية .. وهي الفرصة والآداة المتاحة والممكنة والناجعة الرادعة..  وأبوابها مشرعة للفلسطينيين.. لمطاردة مجرمي الحرب في دولة الإحتلال من خلال محكمة الجنايات الدولية.. فإلى متى الصمت على ذلك...؟!

وإلى متى هذا التسويف في ذلك...؟!